سلاماً لسيدة المجد نجد
أميرة كل الصحاري
وأم الحفاه البداه،
الذين رقوا قمة المجد،
سادوا على الفقر والقفر،
مدوا سيادتهم من أقاصي الشمال
لأقصى الجنوب، بكل اتجاه
سلاماً لهذي القرى، المدن، الهجرات،
التي تتناثر مثل النواوير
عبر الفضاء الرحيب
سلاماً لكثبانها الذهبية
أو لالتواء الرمال، إذا
انكسر الضوء عنها أوان المغيب
وهبت رياح المساء بزهر الخزامى
وهبّ عليها شذاه،
لقراها المضيئة مثل القناديل في الليل
كعقدٍ بجيد فتاة لعوبٍ
فيا للفتاة!!
لرائحة الهيل (بين الرجاجيل)
تعبق (بالفناجيل) عبر حواري الهِجر
للنجور النحاسية لما تدوّى
بأعلى الصليل
قبيل صلاة الفجْر
لصوت المآذن وهي تشق عنان السماء
لتدعو الملأ للصلاه
لشواشي النخيل التي تطعن الغيم
لما تميل
وترقص عبر الهبوب،
كلفح الصبايا الجميلات عند احتدام الغناء،
بحفلٍ طروب
لدخان البخور خلال (العباه)
سلاماً لأودية الطلح يأوي إليها اليمام
للسهوب التي تضع البيض فيها الحباري
وطير القطاه
للفياض التي تتوالد فيها الارائم،
يعوي بها الذئب قرب المهاه
للشعاب التي يتنامى بها (العِشر) و(السدر)
يهدل فيها الحمام
لاتساع عيون المها في البراقع
تطلق وبل السهام
للجمال المُهاب
لانحناء الدروب التي تجرح البيد نحو الموارد في
صحصحان اليباب
لإبل مغاتير تسبح عبر السراب
لخفاف النياق الوئيدة لما تؤوب،
لترضع (حيرانها) في الغروب
لحداء الرعاه
لأنين الرباب،
يتموسق في البيد كما تجاوبه في العواء الذئاب
للقلاع القديمة إذ تشرئب بأعلى الهضاب
لصهيل الخيول تُمزّق ستر الرياح،
لكيما تُعيد صهيل الزمان
سلاماً
لسيدة المجد،
نجد
وأنشودة العرب الأولين
التي لم تزل في الشفاه
سلاماً لنجد العذّبه منذ انبثاق الضياء
وحتى انطفاء الحياه
سلاماً لها منذ أن كوّرت الأرض،
وقامت عليها
وإلى أن يرثها ومن هو عليها الإله.