ليس سراً القول إن كثيراً من اليمنيين، ومنهم أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، لم يكونوا راضين عن الاتفاق الذي عقدته الحكومة اليمنية مع المتمردين الحوثيين الذين خاضوا ستة حروب مع الدولة من أجل فرض (خيار سياسي طائفي)، وبعد أن فشلوا في حروبهم الست بعد أن قلم الجيش اليمني أظافرهم، وأدت مغامرتهم الفاشلة بالتحرش بالجيش السعودي إلى تدمير قوتهم التي جمعوها طوال أشهر نتيجة غفلة من السلطات اليمنية، وحتى السلطات الحدودية السعودية، فهؤلاء الحوثيون ظلوا ومنذ وقف الحرب الخامسة التي خاضوها مع الجيش اليمني في محافظة صعدة، ظلوا يخططون ويحشدون الأسلحة ويحفرون الخنادق حتى في المناطق القريبة والمتماسة مع الحدود السعودية.
وقد استغلت إيران تلهف الحوثيين لممارسة السلطة والحنين إلى حكم الإمامة فدعمتهم بالمال والسلاح والتدريب وتوظيفهم لخدمة أجندتها الإقليمية.
دور الحوثيين معروف، ومع تأييد الكثيرين من اليمنيين الوصول إلى اتفاق معهم ينهي سفك الدماء اليمنية، ولهذا، فإنهم يتمنون هذه المرة أن يكون الحوثيون صادقين وأمناء في عقدهم للاتفاق الأخير الذي يريد جميع اليمنيين ومحبي اليمن من الدول المجاورة، وبالذات نحن هنا في المملكة العربية السعوية، أن يكون آخر اشتباك وآخر حرب يخوضها الأشقاء، خاصة وأن اليمن - كل اليمن- محتاج إلى توجيه الجهد والوقت والمال لتنشيط التنمية ومعالجة كل الخلافات للعمل من أجل اليمن.. اليمن وحده وعدم الانجرار لخدمة مخططات الأطماع الإقليمية التي لا شك أن الحوثيين قد عرفوا كم يكون الثمن باهظاً عليهم حينما يكونون هم في الطرف الآخر.. الطرف المعادي للوطن.
ولهذا، فإن جميع اليمنيين في الجنوب وفي الوسط وفي الشمال -وفي صعدة بالذات- يريدون لهذا الاتفاق أن ينجح، ولهذا، فإن الكل يدعم الاتفاق رغم الشكوك ورغم المخالفات التي نسب ارتكابها إلى بعض الحوثيين الذين قد لا يكونون منضبطين تنظيمياً أو غير راضين عن الاتفاق، إلا أن صمود الاتفاق كل هذه الأيام والبدء في تنفيذ ما اتفق عليه سيجعل حتى المتشككين من الاتفاق يقتنعون بالاتفاق وفائدته في بسط السلام على جميع ربوع اليمن الذي حتماً سينعكس إيجابياً على تطوير وتنمية بلادهم التي حرمتها الحروب والخلافات من تنمية تستحقها.
jaser@al-jazirah.com.sa