بين أماني النجاح.. وذُراه الفعلية.. تمتد مساحة من شيئين، إما الفعل المعجون بالسهر والركض والتخطيط والتنفيذ.. أو الاستمتاع بغفوة حلم عابر يحلق عبرها الواهمون نحو الفراغ.. دون أن يعوا أن المجد ليس مجرد أكل تمرة بل مذاق يشترط الصّبِر.. وفق البيت العربي الشهير..
اليوم و(الجزيرة) تواصل جني النجاح الحقيقي رقماً ومقاماً على مختلف الاتجاهات.. فهي تبرهن على حقيقة واحدة مفادها: كنّا ولعلّها الصدف حين غبنا.. ثم ها نحن نعود ليس إلى مواقع الآخرين بل إلى حيث هو المكان الذي يجب أن نكون فيه..
كنت قد كتبتُ مقالا نقديا نشرته الزميلة (المجلة العربية) عبر رئيس تحريرها الخلوق الدكتور عثمان الصيني.. طالبت فيه الأستاذ خالد المالك بأن يكتب تجربته الصحفية بكامل تفصيلاتها؛ لسبب بسيط وهو أن هذه التجربة تضمنت نجاحين بارزين في فترتين متباينتين عبر مجال واحد، وهو المجال الإعلامي والصحفي تحديداً.. هذا المجال الذي يكتنفه التعقيد والتشعب والكثير الكثير من المعوقات التي لن يكون النجاح في ظلها أمراً يسيراً إلا لقلة قليلة جداً.. ولعله من الملائم جداً أن يطالعنا أحد دارسي الإعلام بدراسة علمية تتناول مسيرة (الجزيرة) عبر مراحل التباين التي عاشتها وكيف استطاعت أن تنهض بذاتها متجاوزة جل ما يعترض في العادة من معوقات..
وهنا تأتي الإشارة البارزة إلى شكل واحد من أشكال صناعة الانتشار وفلسفة الوصول.. عبر منجز (الجزيرة) الحديث وهو كتاب (الاستثناء.. غازي القصيبي).. الذي يُكرَّم في نادي الرياض الأدبي مساء الأحد المقبل.. لنعود إلى أصل الفكرة التي تترجم الوفاء كشرط تألق وريادة من خلال الملفات التكريمية التي دأبت (المجلة الثقافية) على إصدارها منذ أن رعى فكرة صدورها أستاذنا خالد المالك.. وتبنى ظهورها وتألقها الدكتور إبراهيم التركي.. بجهود الإخوة الزملاء من المحررين.. وعلى رأسهم الزميل المتفرد عبدالكريم العفنان..
يقيناً.. حققت (الجزيرة) مراتب متقدمة جداً في سلم أداء المؤسسات الصحفية على مختلف المستويات.. والقادم يوحي بالكثير الكثير من مفاجآت التميز بقيادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك.. والمدير العام للمؤسسة.. مهندس النجاح.. الأستاذ عبداللطيف العتيق..
شكراً للكبار.. وتحية لأدبي الرياض.. وكل إنجاز و(الجزيرة) استثناء!!
* * *