ماذا كان يقصد ديسلفا مدرب فريق النصر الكروي من الحركة التي أجمع المفسرون الرياضيون على أنها اتهام صريح بالرشوة للحكم المساعد الثاني في الطاقم الذي أدار لقاء النصر والهلال في ربع نهائي مسابقة كأس ولي العهد؟!
هل كان يقصد أن فريقه أفضل فنياً وعناصرياً.. غير أن الروماني أهدر كل عوامل تفوق فريقه وجيَّرها لمصلحة الهلال؟!
قد نفهم أن يفعلها مدرب استطاع فريقه السيطرة على مجريات المباراة وهاجم لاعبوه بضراوة وحاصروا الفريق المقابل في ملعبه ثم خسر اللقاء بخطأ تحكيمي واضح.. أما أن يقوم بهذا التصرف (الوقح) مدرب عانى فريقه الأمرّين طوال فترات المباراة ووقع تحت ضغط فني ونفسي رهيب وساهم إهدار لاعبي الخصم الفرص السانحة لهم في عدم اتخام شباك فريقه بالأهداف.. فإن هذا هو العجب العجاب!!
ربما كان ديسلفا يهدف إلى التغطية على الضعف الفني واللياقي الذي ظهر عليه فريقه.. وربما بسبب ما سمعه عن اللغط الذي أُثير حول إسناد مهمة تحكيم المباراة إلى طاقم روماني وربما يكون أي سبب آخر.. المهم أن ديسلفا ارتكب (حماقة) لا يكفي منها إيقافه 8 مباريات وتغريمه 20 ألفاً.. فهو لم يقم بحركة خارجة عن الروح الرياضية حسب نص العقوبة في بيان اللجنة الفنية.. بل تجاوز ذلك إلى اتهام شنيع لحكم اللقاء.. وأشنع في حق المستفيد من هزيمة النصر في ذلك اللقاء!!
وليس هناك مستفيد سوى فريق الهلال.. فالاتهام إذاً موجه إلى إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد بالدرجة الأولى وحاشاهما ذلك.
قد نقول إن ديسلفا قام بالإشارة تجاه الحكم المساعد الثاني بحركة خارجة عن الروح الرياضية حسب قرار اللجنة الفنية لو اكتفى ديسلفا بتحريك إصبع واحد.. أما وقد حرَّك إصبعين (يفرك) أحدهما الآخر فإن هذه الحركة أبعد من (خارجة عن الروح الرياضية).. وكان يُفترض أن ينص القرار على أنها اتهام بالرشوة هكذا صريحة دون مواربة أو تلميح أو مجاملة مع إجبار ديسلفا على تقديم اعتذار علني مكتوب للحكم المساعد المتهم بأخذ الرشوة واعتذار آخر لمن اتهمهم ديسلفا بدفع الرشوة حتى تكون العقوبة (أبلغ) وأسرع تأثيراً وأبقى أثراً.
هكذا يفترض أن تكون العقوبات مع من يتجرأون على اتهام أعراض الناس والتشكيك في أماناتهم بدون أدلة وبراهين ثابتة وهكذا نضمن -إن شاء الله- ألا يخرج مدرب آخر يقوم بنفس الحركة ما دام العقوبة مالية (قد) يدفعها غيره.. واستبدال مقعده من دكة الاحتياط إلى كرسي في الدرج (قد) يكون أكثر راحة له يوجه فريقه من خلاله ويجري تغييراته.. وكأنه لم يفعل شيئاً يستحق عليه العقوبة.
خطر في بالي الآن اقتراح على لائحة الانضباط: لماذا لا يتم تغيير عقوبة المدرب المخالف من الإيقاف ومنعه من الجلوس على دكة الاحتياط إلى الإيقاف ومنعه من دخول الملعب نهائياً لتكون العقوبة ذات تأثير.. ذلك لأن دور المدرب من خارج الملعب وسيان إذا كان داخل السياج أو خارجه فما رأيكم؟
ياسر.. مهاجم فاشل
ستبقى يا (ياسر القحطاني) مهاجماً فاشلاً سيئاً وعبئاً على فريق الهلال الكروي مهما ساهمت في انتصارات فريقك ومهما سجلت.. ولن يرضى عنك منتقدوك حتى تركل ضربة البداية.. ثم تنطلق إلى الأمام وتسحب معك مدافعين من مدافعي الخصم.. وتعود بهم إلى وسط الميدان.. وتستلم الكرة ثم تجهزها بمهارة على أحد الأطراف.. وتنطلق خلفها وتراوغ الظهير وتحوِّل الكرة إلى منطقة الصندوق بطريقة تستطيع من خلالها إيقاف الكرة في الهواء حتى تصل أنت بنفسك وبشحمك ولحمك ورقمك.. ولن يقبل أن ترسل أحد هدافي الفريق بالنيابة عنك مهما كان تكتيك المدرب.. بل يجب أن تنطلق بسرعة (كارل لويس) في الثمانينيات الميلادية.. وتحضر في الموعد وتستقبل الكرة على صدرك.. ثم قدمك وتسكنها المرمى هدفاً يكون الهدف (المئة) في كل مباراة تلعبها وعندها فقط ربما يقولون: (ياسر استعاد شيئاً من مستواه).
مقاربات
كنت أتمنى من أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم عدم وضع نفسها في موقف محرج بإحضار طاقم روماني للقاء الهلال والنصر.. لأنها بالتأكيد تدرك حساسية الموقف وقابلية الشارع الرياضي لإثارة مثل هذه القضايا التي يلعب عليها المستفيدون.
لو كان طاقم التحكيم من الأورغواي مثلاً لسمعنا تصريحات مشابهة من الطرف الآخر.. ربما ليست من أصحاب المناصب الرسمية.. ولكن حتماً كنا سنسمع.
الانتقاد موجّه إلى مدرب النصر.. وليس إلى النصر وإدارته التي لم يظهر منها عقب اللقاء ما يسيء إلى الطرف الآخر.. بل إن رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد شكر على الهواء في (مساء الرياضية) رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي على روحه العالية.. وهذا ما نتوقعه من الأميرين.
سامي الجابر أخطأ واعتذر.. وجيريتس أخطأ واعتذر.. وديسلفا أخطأ ولا أعتقد أنه اعتذر حتى كتابة هذه المقالة.
أشكر الإخوة الذين (نبّهوا) إلى أن عبارة (خير يا طير) عبارة جاهلية لا ينبغي قولها وجزاهم الله خيراً على هذا التنبيه الذي نحتاج إليه في كثير من العبارات التي نذكرها (بحسن نية).. لكن حسن النية لا يكفي ولا يمنع من ضرورة التنبيه والتحذير.. وفي نفس الموقع (علناً) كما فعل الأعزاء في تعليقاتهم على مقالة الأسبوع الماضي.