Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/02/2010 G Issue 13652
السبت 29 صفر 1431   العدد  13652
 
قبل سقوط رائد التحدي المدوي للدرجة الأولى
مطلوب الاستماع لأصحاب الخبرة وترك المتسابقين على كعكة الصفقات..!!

 

رؤية - صالح الغفيص

عادت الروح القتالية للفريق الكروي الأول بنادي الرائد فكانت الثمرة يانعة عندما جنى من خلالها أثمن وأغلى ست نقاط قادته إلى التحرك نحو الهرب عن مؤخرة الترتيب بحثاً عن طوق نجاة وفرصة سانحة يُعض عليها بالنواجذ في رحلة البحث عن الاستمرار في دوري الأقوياء دوري فرق الأندية المحترفة.. هذان الفوزان أتت أهميتهما البالغة كونهما انتزعا من أمام فريقي القادسية ونجران اللذين ينافسان على خطف مقعد البقاء ضمن الكبار..

إلا أن الكيِّس الفطن في البيت الرائدي ينادي ويناشد أن لا تلغي تلك الانتصارات عدم وجود أخطاء أو أنها قد تلاشت واختفت بين عشية وضحاها! وعلى الرائديين الإسراع في معالجتها إن هم أرادوا المضي قدماً نحو تثبيت الأقدام.

العارفون بخفايا الرائد يلحظون بُعد رأس الهرم الإداري عن أعضاء شرف النادي المؤثرين من أصحاب الخبرة الإدارية الثاقبة والنظرة الفنية الجيدة والعمل بارتجالية دونما تخطيط أو مشورة أصحاب الرأي السديد {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} لا التقوقع حول أناس تنقصهم الخبرة الرياضية والإدارية التي تخولهم الإسهام في قيادة كيان رياضي والبعض الآخر اقترب من أجل «المصالح الشخصية»!.. مما جعل الفريق الرائدي يدفع الثمن غالياً فالنتائج وموقع الفريق لا يوازيان إطلاقاً حجم الملايين التي دفعت وتخطت حاجز الخمسة عشر مليوناً في سبيل تعزيز صفوفه بصفقات إلا أنها سجلت فشلاً ذريعاً للأسف الشديد.. إذ إنه تم جلب (26) لاعباً محلياً وأجنبياً لم تتجاوز نسبة النجاح فيها الحد المأمول.. هذا يعطي مؤشراً خطيراً أن الرائد الكيان قد ذهب ضحية السماسرة الذين وجدوه صيداً سميناً وسهلاً فتسابقوا على اقتسام الكعكة.. عندما ضخت مبالغ هائلة لاستقطاب عناصر أثبتت المباريات - على اعتبار أنها المحك الحقيقي لنتاج العمل - فاللقاءات تؤكد أن تلك الأسماء غير مجدية فنياً في وقت تم التفريط بآخرين كانوا أجدى وأنفع لو تم استمرارهم إلى جانب إنصاف أبناء النادي الذي أسهموا بفاعلية بعودة رائدهم إلى المكان اللائق به بين أقرانه الكبار محملاً بأربع بطولات قبل أن تعصف به الرياح العاتية ويصبح حملاً وديعاً بين الأقوياء.. هذه معطيات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القوة المالية والفكر الإداري الرياضي ومشورة أصحاب الخبرة أضلاع مثلث متلازمة..

فيجب على صناع القرار في الرائد أن يهتموا بالنقد الهادف البناء وأن يؤخذ بعين الاعتبار كأهم الوسائل في المرحلة العلاجية ففيه السبيل والكيفية التي تساعد على تجاوز العقبة.. فالحرص على الشروع بالوسائل العلاجية مهما كانت حدة وقسوة القالب النقدي الموجهة فيه عملاً بالمثل الشعبي (صديقك من صدق لا من صدقك) دونما حساسية مفرطة وتحويلها إلى مآرب أخرى هي حقيقة بعيدة كل البعد عن المصلحة العامة ولا تحقق هدفاً بل تقود إلى مزيد من التدهور والضياع.. فدائماً الصراحة لاسيما في النقد وتوضيح الأخطاء أمر غير مرغوب ولا مقبول على النقيض من ذلك تماماً المجاملة والمداهنة فهي أمور محمودة! (فالشمس لا تحجب بغربال)..

يجب أن يدرك من يتربع على كرسي الرئاسة بناد جماهيري يحظى بزخم إعلامي كبير وكرسيه صفيح ساخن كالرائد بأن هذه الأمور طبيعية وأن يتقبلها برحابة صدر سيما وأن الجميع من شرفيين ولاعبين سابقين ومحبين ينشدون مصلحة كيانهم.. فليكن رئيس زعيم القارة ونادي القرن الرئيس الداهية الأمير عبدالرحمن بن مساعد أنموذجاً يحتذى به وهو الذي قبل النقد وحصر الأخطاء وعكف على تصويبها حتى أعاد فريق الهلال لزعامته فلم يكابر ويعاند بل خرج وأكد بأن من لا يستفيد من أخطائه لا يستحق أن يجلس في مكانه.. ففي الوقت متسع أن تصحح الأخطاء في البيت الرائدي في حال الاعتراف بوجودها إذ إن ذلك يعد نصف الطريق نحو العلاج.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد