لم تمض أيام على اختتام منتدى التنافسية الدولي في مدينة الرياض حتى أطل المنتدى الاقتصادي الذي ينطلق اليوم في حضن العروس جدة. هذا التواصل الحضاري والفكري المحلي مع أكثر قضايا العالم سخونة وفتح ملفات الاقتصاد العالمي في ظل الظروف المتشابكة على الساحة العالمية وبحضور دولي كبير من أسماء لامعة في سماء التنظير والقرار يعكس مكانة المملكة واتجاهها نحو المقدمة في عالم يتزاحم فيه الكبار للحفاظ على مقاعدهم فضلاً عن تقدم المراكز.
والمملكة اليوم وفي ظل الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة باتت موئلاً للكثير من المبادرات والاهتمام العالمي لما تمتلكه من ثقة والتزام ووضوح في الرؤية والهدف. واختيار منتدى جدة الاقتصادي التركيز على حقبة ما بعد الأزمة المالية العالمية، التي عصفت بالأسواق المالية الدولية، يعكس بالمقابل البعد الدولي للمساهمة والمشاركة الفكرية التي تتبناها المملكة لتمثيل اقتصاد المنطقة وصياغة مستقبل الاقتصاد العالمي بعد أن أصبحت عضواً في مجموعة العشرين التي تضطلع برسم اتجاه التعاطي العالمي مع الأزمة الحالية.
الاقتصاد السعودي اليوم يمثل أحد أهم التجارب العالمية التي نجحت أمام اختبار الأزمة الاقتصادية العالمية بالخروج بأقل الخسائر من خلال الإدارة الحكيمة للاقتصاد بشهادة العديد من الاقتصاديين والراصدين لتأثيرات الأزمة في العالم، والقطاع الخاص المحلي بالمقابل الذي يشارك ويحضر في مثل هذه الملتقيات والمنتديات لا بد وأن يتفاعل مع تأثيرات المحيط العالمي ويدرس تجاربه خلال الأزمة العالمية لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات باعتبار أن أحد أهم نتائج مثل هذه المنتديات الدولية هي خلق الوعي وتعزيزه حول قضايا أو قضية معينة، والقطاع الخاص المحلي في ظل ازدياد الاعتماد عليه كمصدر لخلق الوظائف في الاقتصاد الوطني مطالب بتفعيل دوره والاستفادة من مثل هذه الفرص لتعزيز تجاربه وخبراته لخدمة نموه ونمو الاقتصاد.
****