Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/02/2010 G Issue 13652
السبت 29 صفر 1431   العدد  13652
 
خروج عبد الغني والسهلاوي وضياع الفرص يؤكدان نجاحه
جيرتس.. التجربة الهلالية الناجحة..!

 

كتب - فيصل المطرفي

قبل لقاء قطبي العاصمة في الدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد.. راحت الكثير من الآراء لنواحٍ غريبة طرقَ أصحابها أبواباً تحدثوا فيها بأن الخبير البلجيكي جيرتس بات من الصعب أن يتجاوز النصر.. وكأن الأخير قد كسب الفريق الذي يشرف عليه جيرتس بمجموع 6 أو 8 مباريات لمدة 3 أو 4 سنوات.. ولو عدنا للوقائع لوجدناها مواجهتين فقط استطاع في إحداهما الفريق الأصفر تخطي العقبة الأصعب وكسب الهلال الذي غاب في ذلك اللقاء الدوري.. وقدم لاعبوه مستوى هزيلاً وجهزوا (طبق) الانتصار ليتناوله كل ما هو أصفر!

الخبير البلجيكي ربما انتظر حتى تأتي قرعة كأس ولي العهد التي رمت قطبي العاصمة وجهاً لوجه في الدور ربع النهائي حتى يثبت لجميع المتابعين أن سياسته ومنهجيته هي الأروع والأكمل في كل الجوانب.. ففي اللقاء الأخير الذي أعاد فيه الهلال شقيقه النصر لدوامة الخسائر والخروج من البطولات.. ضرب مدرب بطل الدوري أكثر من عصفور ب(حجر واحد).. ففريقه فاز وواصل المسير للبطولة التي يحتفظ الزعيم بلقبها.. كما وجه رسالة من خلال ثنايا اللقاء يؤكد فيها بأن العمل الاحترافي والمنظم ينتج عنه نتائج إيجابية مميزة، فبعد أن وافق الخبير البلجيكي على قيادة الفريق الأعرق في آسيا اشترط إبان مفاوضاته مع الشرفي البارز ورجل الاستثمار الأول الأمير عبدالله بن مساعد اختيار الطاقم المساعد له وفقاً لقناعاته لإنجاز طموحات كل المنتمين للهلال.. وحينها وافق مسيرو البيت الأزرق على كل مطالبه وتواجد الجهاز اللياقي والطبي الأميز في أوروبا مبكراً.. ومنذ انطلاق المعسكر الإعدادي في النمسا وقدموا عملاً جباراً لا يلحظه جل أنصار الزعيم والمهتمين بشؤون كرة القدم السعودية كونه كان بعيداً عن الأضواء.. ولكن خروج مهاجم النصر محمد السهلاوي.. وزميله حسين عبد الغني من المباراة الماضية ربما يحرك المياه الراكدة التي تعتقد بأن عمل جيرتس هو الجلوس على مقاعد البدلاء للتوجيه بصوت عال فقط أثناء المباريات!

فخروج اللاعبين المذكورين بشكل (إجباري) من الموقعة (الأصعب) يؤكد بأن العجوز البلجيكي أجاد التصرف في تهيئة لاعبين قادرين على خوض مباريات قوية برتم قوي بعيداً عن التراخي و(شد) العضلات الذي يعيد اللاعب لل(بنش).. فالتدريبات القوية والصباحية وتميز مدرب اللياقة وإبداع الجهاز الطبي في تأهيل اللاعبين المصابين وعدم الاستعجال على عودتهم كان بمثابة (القوة الكامنة) للفريق العاصمي الكبير.. وللجميع (سعد الحارثي) خير مثال... فبإمكان أي فريق طبي أن يعيد محمد العنبر وعبد العزيز الدوسري وغيرهما للواجهة وخوض المباريات في أوقات قياسية وسرعة فائقة.. ولكن الحرص على عودتهما بشكل قوي ومثالي أضاف للفريق الهلالي روعة أكبر من خلالها تفوق الزعيم في معظم المباريات التي تسيدها بتواجد أكثر من 11 لاعباً يستطيع أن يجلب الانتصار وبات الأزرق العاصمي الرواية والحكاية والقصة التي لا يمل الجميع من قراءة تفاصيلها التي تتوشح دائماً بالذهب (الأصفر) في نهاية المطاف!

جيرتس مدرب خبير.. أجزم بأنه أضاف الشيء الكثير للفريق الهلالي خلال فترة إشرافه.. وسيبقى مديراً فنياً من الطراز العالي والنادر.. فصرامته أضفت الانضباط على تحضيرات الفريق.. وفكره الاحترافي قاد الأزرق لتحقيق بطولة الدوري قبل نهايته بثلاث جولات.. ومتى ما فرض المنطق نفسه وابتعد لاعبو الفريق عن إهدار الفرص السهلة.. فإن كأس سمو ولي العهد ستتربع في (العريجاء) لتكون البطولة الــ50 في مسيرة (نادي القرن الآسيوي)!

* ذكرت في مقالي الأخير قبل نحو شهر بأن النصر لن يعود إطلاقاً متى ما سيطر الهلال على فكر مسيريه.. ففي اللقاء الأخير ظهرت المكافآت والوعود والتحفيز من أجل تخطي الهلال وإبعاده عن المنافسة.. وهو (الحلم) الذي لم يتحقق للنصراويين.. ومن خلاله أؤكد مقولة الرمز الرياضي الراحل الأمير عبدالله بن سعد - رحمه الله - عندما وصف بأن المنافسة بين الهلال والنصر انتهت.. لمصلحة الأول بفارق شاسع.. وعلى الأخير الاهتمام بفريقه وعدم مطاردة الهلال حتى يعرف طريق الذهب.

جيرتس المبدع بما يقدمه لا يتحمَّل إضاعة لاعبي فريقه للفرص السهلة والمحققة والواجب إنصافه حتى لو فاز الفريق بشق الأنفس ومن الطريق الصعب.. فاللاعبون هم القادرون على رسم طريقة التفوق داخل الميدان متى ما نفذوا ما يطلبه المدير الفني بحذافيره.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد