قرأت تقريراً صحفياً.. أو هو إلى التحقيق الصحفي أقرب يتحدث عن شتاء هذا العام واعتدال الأجواء فيه.. أو ربما ميلها للسخونة في بعض الأحيان.. ويشير إلى انعكاس ذلك على حركة البيع والشراء ضعفاً وتراجعاً وانعكاساً.
هذا الاعتدال الذي أسعد البعض ولم يسعد البعض الآخر.. ذلك أن الكثير من بضائع الشتاء.. ظلت حبيسة المستودعات.. ولم يحرك منها شيء.
فأصحاب الملابس الشتوية بكل أصنافها وأشكالها ظلت بضائعهم في المستودعات ولم تُفك (كراتينها) والمعروض منها لم يلتفت لها أحد وضاع عليهم موسم مهم وفرصة سنوية يتم فيها سحب كميات هائلة من هذه الملابس.. منها ما يُستخدم ومنها ما يُعلّق ويُرمى بعد سنين دون استخدام.
وهكذا تجار الأجهزة الكهربائية.. من دفايات وسخانات ولوازم كهربائية شتوية تناسب الطقس البارد.
هؤلاء أيضا تضرروا من اعتدال الأجواء وبقيت البضائع لديهم مكدسة ولم نر هذا الموسم الشتوي.. من يشتري دفايات أو سخانات أو حتى بطانيات أو غيرها.
وحتى أيضا تجار (الحطب) الذين يقفون بسياراتهم في مداخل المدن تكدسوا مع بداية المربعانية ثم غابوا.. لأن الأجواء غير مشجعة ولأن الطلب على الحطب هذا العام متدنٍ أو معدوم.. لأن الناس تعايش أجواء هي إلى السخونة أقرب.. ولا تحتاج إلى من يسخنها أكثر.
وحتى تجار (الزنجيل) هم أيضا تضرروا من هذا الجو المعتدل.
وحتى تجار (الحوار) بكل أصنافها.. من فلفل أحمر وأخضر وأسود هم أيضا أصابهم الضرر من جراء الأجواء المعتدلة.
وحتى تجار (الفحم) أيضا يشعرون بشيء من الضرر وإن كانت المقاهي ومدخنو الشيشة والمعسل زبائن دائمين.
على أن هناك أكلات شعبية شتوية لا تؤكل (عادة) أو لا يناسبها أكلاً.. إلا الأجواء الباردة.. فُقدت أيضا في هذا الشتاء.
وهكذا أطباء الأطفال والأطباء بشكل عام.. فقدوا زبائن الإنفلونزا ونزلات البرد.
وهكذا الصيدليات بقيت بها المسكنات والمهدئات والمضاد الحيوي على الأرفف.
نعود ونقول إن اعتدال الجو هذا العام وإن كان محل سعادة الكثير.. فالناس عادة لا تحب الأجواء الصحراوية (شديدة البرودة وشديدة الحرارة) إلا أن اعتدال هذا الجو كان مصدر قلق وضيق لبعض التجار.. الذين تأثرت بضائعهم بهذه الأجواء المعتدلة وكم كانوا يتمنون لو أن الشتاء قد (لسعنا) أربعة أشهر على الأقل.. لضمان تصريف أكبر قدر ممكن من البضائع.
ونحن كمستهلكين نحمد الله أولاً على كل حال.. تم نحمده تعالى على أن منّ علينا بهذه الأجواء المعتدلة التي أراحتنا من لسعات البرد ومضاعفات الشتاء.
ونحمد الله تعالى ثالثاً.. على أن جيوبنا سلمت هذا العام من شراء بضائع الشتاء.. ومن فواتير الأطباء والصيادلة ومن مستلزمات شتوية أخرى.