قدرت الخطوة التي قامت بها هيئة الصحفيين، في سبيل الاضطلاع بدورها ومسئوليتها تجاه تثقيف الصحفيين وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم.
صحيح أنها تأخرت كثيراً، فقد كان من المتوقع أن تنظّم دورات وورش تدريبية في هذا المجال، لكن أن تصل متأخراً خيرٌ من ألاّ تصل!
حين تتولى هيئة الصحفيين دورها الحقيقي في تنوير الصحفيين، فإنها تقطع الطريق على مؤسسات دخيلة على المهنة تعقد دورات، تمارس ترهيب الصحفيين والصحافيات من إجراء التحقيقات الميدانية أو تبنِّي قضايا حساسة أو مناقشة بعض الأحكام القضائية أو تبنِّي أي من القضايا الحقوقية الإنسانية، بدعوى أنّ ذلك ليس من مهمة الصحافة!
حثّ خادم الحرمين - حفظه الله - الصحافة السعودية في أكثر من مناسبة، بأن تقوم بدورها الوطني شرط تحرِّي الصدق وإخلاص النية لله ثم الوطن.
وأظن أنّ كل من يدعو لغير ذلك هو ساع لحجب الحقيقة، وإعطاء الفساد حماية وحصانة ضد الرأي العام.
كما أنّ المقاييس الحقوقية العالمية، تضع حرية الصحافة في أعلى درجات تمتع الإنسان بحياة كريمة وحرة، لذا تنتفي حجة من يعد الشفافية الصحافية هي نشر لغسيلنا أمام العالم, نحن ننشر غسيلنا يا سادة في صحفنا وتحت ضوء شمسنا. ننشره ليجف ويتعافى ونتخلّص من رطوبته التي تجلب لنا البكتيريا الضارة، فيما لو خبأناه في الغرف المظلمة بعيداً عن الهواء والشمس!
لابد أن تضطلع هيئة الصحفيين بمسئولياتها في حماية منسوبيها من الاختطاف من قِبل جهات أخرى، تحاول أن تقطع الخط على الهيئة وتستلب منها دورها، وتثير الخوف من تدخُّل الصحفي في الشأن العام أو بحثه عن الحقيقة بنفسه، وتبني هموم المواطن وشكواه!
كما أتمنى أن تباشر في تثقيف الصحفيين في المطالبات الحقوقية لحماية أنفسهم ومكانتهم، وعدم المساس بعقيدتهم وولائهم لوطنهم وأخلاقياتهم المهنية.
وأن تتولى دورها بحماية كل من ينتسب للمهنة من أي توصيف مهين، كما أنّ المنتظر من هيئة الصحفيين، أن تستضيف ممثلين لقطاعات حكومية واجتماعية، وتوعيتهم بأهمية الصحافة ودورها في التطوير والإصلاح، كما أنّ المنتظر أن تزور الهيئة القطاعات المختلفة في عقر دارها، وتجعل من دور الصحافي جزءاً من المشهد المعاش والمقبول تدخله بحثاً عن الحقيقة والصالح العام.