بين يوم وآخر تطالعنا وسائل الإعلام بحضور مميز ولافت لخادم الحرمين الشريفين في محافل العطاء والإنجاز الإنساني بشكل عام، وبين فينة وأخرى تمنح مؤسسات مرموقة الملك عبدالله جائزة في جانب من جوانب العطاء الإنساني الذي تفرد - حفظه الله -..
.. به من خلال ما يقدمه وما يبذله من جهود تصب جميعها في خدمة الإنسانية. ويأتي الإعلان الأخير لمركز أبحاث بيو، الذي منح الملك عبدالله المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبيةً وتأييداً في العالم الإسلامي دليلاً قاطعاً على ما يتمتع به من قبول لدى عامة شعوب العالم الإسلامي، وهذا الشرف لا شك أنه لم يأتِ من فراغ، أو من بروز إعلامي فقط أوجدته مؤسسات العلاقات العامة؛ فنحن في المملكة من أقل دول العالم اهتماماً ببرامج العلاقات العامة على الرغم من أهميتها، وإنما جاء من خلال ما قدمه هذا القائد وما زال يقدمه من جهود كبيرة وجبارة لوحدة عالمنا الإسلامي وتوحيد صفوفه.
إن المملكة العربية السعودية قد تكون الدولة العربية الإسلامية - بل هي كذلك - الوحيدة التي تشرئب أعناق الأمة إلى سماع اسمها، وتتطلع النفوس النقية إلى معرفة قادتها، وما ذلك إلا لما يضطلع به هذا البلد وقادته من مسؤولية كبيرة جسيمة شرفت بها من لدن العزيز الحكيم خادمة لبيته العتيق، ومسجد نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
والمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى مكانتها الروحية فهي كذلك تتمتع بموقع استراتيجي جعلها ذات تواصل قوي مع جميع الدول العربية والإسلامية، وهذا بالطبع يجعل منها دولة ذات وزن ثقيل وتأثير كبير؛ ولهذا الوضع ضريبته، وهذه الضريبة يسعدنا كسعوديين أن نؤديها لإخوتنا العرب والمسلمين.
لذا فإنني أعتقد أن المطلوب منا تجاه الأشقاء، وخاصة دول القرن الإفريقي تلك الدول الغنية بأرضها وما تحويه من خيرات كثيرة متنوعة، أكثر وأكبر مما نقوم به الآن من دور؛ ولذا فإننا عندما نتحدث مثلاً عن السودان أو إريتريا أو إثيوبيا، فإننا نتحدث عن مثلث غاية في الأهمية، يستوجب علينا في المملكة تحديداً، أن نكون أكثر قرباً وأكثر تأثيراً في هذه المجتمعات، كل ذلك من منطلق الأخوة والمصالح المشتركة بين الشعوب قبل أن تكون بين الحكومات.
إن القارة الإفريقية بشكل عام تعاني من ضغوط كبيرة على حكوماتها من قبل قوى غربية استغلت أوضاعها المادية؛ ولذا فإن شعوب الدول الإفريقية، المسلمة تحديداً، تعول على المملكة العربية السعودية الشيء الكثير في أن تنقذها من براثن مؤسسات التنصير، وكذا مؤسسات الفرق الإسلامية المنحرفة.
ولعلي أستشهد بكلام لرجل مثقف إفريقي يؤكد على أهمية الدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، حيث يقول هذا المثقف الإفريقي: (إن أملنا في صلاح أحوالنا المادية والسياسية والدينية في عموم القارة الإفريقية والعربية والإسلامية تحديداً مناط بالملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ فهو القادر - بتوفيق الله - أن يضمد الجروح ويصلح النفس ويحقق الأمن)، ويردف قائلاً: (إن تدخل الملك في أي قضية سياسية في إفريقيا كفيل بحلها فوراً).
هذا القول أو وجهة النظر هذه أعتقد أنها صائبة وشواهد نجاح وساطات الملك الإقليمية واضحة للعيان، وقد حقن - حفظه الله - الكثير من الدماء بتواجده المبارك في أكثر من مكان.
لذا فإنني ومع سعادتي وسعادة كل مواطن بهذه الريادة غير المستغربة لقائدنا - عبدالله بن عبدالعزيز - نتطلع إلى تواجد سعودي أكثر وأكبر في القارة الإفريقية، وخصوصاً دور الجوار.. تواجدٌ بناءٌ وتنمية وإصلاح ومشاركة فاعلة في تنمية هذه المنطقة المهمة من العالم.
almajd858@hotmail.com