ودعت بلدة الشيحية ظهر الأحد 23-2-1431هـ والد زوجتي المربي الفاضل عبدالعزيز بن محمد العساف (أبوصالح) بعد سنوات قضاها في سلك التربية والتعليم، تلقيت صباح ذلك اليوم الخبر الفاجعة برسالة جوال من أحد أبنائه يبلغني برحيل هذا الرجل عن دنيانا بعد مكوثه أسبوعاً بالعناية المركزة بالمستشفى، رحل صاحب الابتسامة، وصاحب القلب الطيب والرجل الذي لا يمل مجلسه، رحل البار بوالدته وكافل الأيتام والفقراء والمساكين، رحل الرجل الذي كثيراً ما فرج عن من زاره في مجلسه يريد تفريج كربة، رحل بعدما صبر على المرض، رحل وترك لنا الآلام والحزن والبكاء على فراقه، رحل إلى الدار الآخرة وقد عاش بسيطا بدنياه لم تغره مظاهر الدنيا ولا تفاخرها، عاش في زمن كثر فيه عدم الإيفاء بالمواعيد وأكل أموال الناس بالباطل، ولكن عزاءنا ما شاهدنا بالمقبرة من الذكر الطيب والثناء والدعاء له بالرحمة والمغفرة وتعزية المشيعين بعضهم البعض بفقده، وعزاؤنا أيضاً بأبنائه البررة أن يسيروا على دربه قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، وصدقة جارية، وولد صالح يدعو له).
رحل بعدما كفل يتيماً لمدة سنة قبل وفاته بأيام فكم من الأجر والمثوبة سيناله وهو في قبره بعد وفاته الذي أتمنى ألا ينقطع بعد وفاته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة). وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليلاً.
العزاء لوالدته ولإخوانه وأخواته ولزوجته أم صالح الصابرة المحتسبة ولأبنائه وبناته وأقاربه وكافة محبيه، أحسن الله عزاءنا، وغفر لأبي صالح وأسكنه جناته وجبر مصابنا وربط على قلوب الجميع بفقده وألهمنا وإياكم الصبر والسلوان.. و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ).
عبدالعزيز صالح المحيميد
الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (أبناء) بريدة