Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/02/2010 G Issue 13652
السبت 29 صفر 1431   العدد  13652
 

ورحل صاحب القلب والبيت المفتوح

 

نعم إنها الدنيا الفانية التي لا بقاء فيها، بل الكل نازل ومرتحل، قال المولى عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} فقد أجاب الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج (أبو إبراهيم)؛ أحد أعيان مركز القرينة، نداء ربه يوم السبت لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شهر صفر، وهذا الرجل اقترن اسمه بحب الخير والكرم منذ نعومة أظافره، فقد كان منذ الصغر حريصاً على طاعة ربه مبادراً للصلاة لا يشغله عنها إلا ما لا يطاق من مرض ونحوه، حيث كان ينادي في صغره ب(المدين) لاستقامته وحرصه على أداء واجباته الدينية، ففي الليلة التي توفي فيها بكَّر إلى صلاة العشاء قبيل الأذان لها- فكان في صلاة ما دام ينتظر الصلاة كما أخبرنا به نبينا الكريم عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام: (ولا يزال الرجل في صلاة ما دام ينتظر الصلاة)، فنحسبه كذلك والله حسيبه - ولا نزكي على الله أحداً، عرف برجاحة العقل وسداد الرأي، أحبه كل من التقى به أو سمع عنه، امتاز بالكرم واشتهر به ولا أدل على ذلك من تخصيصه جزءاً من منزله المكون من أربعة أدوار، الذي يقع في مكة المكرمة لكل من حل بها من أهل الشعيب (محافظة حريملاء) والقرى التابعة لها أو المجاورة لها، وقد جعله وقفاً لأعمال البر والإحسان، فكان يسمى بالمنصى (تقصد زيارته لكريم أخلاقه ومواقفه ونبل معدنه)، وإذا كان قد رحل عن دنيانا الفانية إلى جوار رب كريم، فقد ترك ذكراً حسناً وحباً غرسه في قلوب الكثيرين، فهو كما قال الشاعر:

الذكر يبقى زمانا بعد صاحبه

وصاحب الذكر تحت الأرض مدفون

فما تحقق له بتوفيق من الله سبحانه من حب وقبول وشهرة بلغت مدى واسعاً بعد أن جمع الله له بين العلم والمال اللذين بهما يبني الناس مجدهم، كما قال الشاعر وقد صدق:

بالعلم والمال يبني الناس مجدهم

لم يبن مجد على جهل وإقلال

رحم الله أبا إبراهيم وأسكنه فسيح جناته وأعلى درجته في عليين وجميع موتى المسلمين، وأنزل على أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان ومن ترك عقباً مثل إبراهيم وإخوانه فلم يمت -بإذن الله- {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

عبدالعزيز بن سليمان بن محمد الحسين

محافظة حريملاء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد