يقول الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، ويقول الشاعر:
|
لعمرك ما الرزية فقد مال |
ولا شاة تموت ولا بعير |
ولكن الرزية فقد شهم |
يموت بموته خلق كثير |
في يوم الأحد 9-2-1431هـ فقدت الرس أعز أبنائها الذي يحسبون في الخير والمعروف والنفقة والإحسان، ورحل عنا الوجيه الشيخ صالح بن مطلق الحناكي الذي اعتدت مع والدي أطال الله عمره وسوانا من أهل الرس على زيارته في قصره العامر في محافظة الرس بين فترة وأخرى.
|
ومن كرم الله على خلقه وسعة رزقه عليهم أن سخر من عباده المحسنين من يقوم على شؤون الضعفاء والفقراء واليتامى والمحتاجين.. وفقيد الرس -رحمه الله- مشهود له بأعمال البر والخير والإحسان.. كان يوزع المواد الغذائية على الفقراء والمحتاجين في محافظة الرس وغيرها. وله أياد بيضاء لها في التخفيف عن كثير من الأسر سواء تلك الأسر القريبة والبعيدة.
|
كان -رحمه الله- سخياً كريماً جواداً سخر جزءاً كبيراً من ماله الذي وهبه الله في أعمال البر والإحسان، وله عدد من المشروعات الخيرية والصحية والاجتماعية في الرس وغيرها. وقام بعمارة كثير من المساجد في أنحاء متفرقة من المملكة. كان -رحمه الله- مدرسة في الكرم والجود والإحسان.. مدرسة في الخلق الكريم والحلم والسماحة.. مدرسة في التاريخ البلدان والرجال.. مدرسة في العطف والرأفة والحنان.
|
رحل -رحمه الله- وترك له ذكراً حسناً في كل أمور الحياة. له دور خيري في النشاط الطلابي ودور خيري في المشروعات الثقافية؛ حيث قام ببناء (المركز الثقافي) في كلية العلوم والآداب في الرس ويستفاد منه في كل المناشط العلمية والثقافية. وكان يوزع الجوائز والهدايا على الطلاب المتفوقين. ويوزع المبالغ النقدية على طلاب مدارس تحفيظ القرآن عند تكريمهم سنوياً.
|
يقول عنه الشاعر فهد بن صالح السبيل:
|
صالح ولد مطلق زبون المسايير |
بابه قبل مفتوح والبال سمحان |
نرضى بحكم الله على كل تدبير |
الموت حق ولا عن الموت مزبان |
مرحوم ياللي له مع الناس تقدير |
اللي بذل معروف يجزي بالإحسان |
هو ينقذ الغرقان من قاعة البير |
ويساعد المحتاج من كف مليان |
والشيخ صالح -رحمه الله- له مواقف خيرية في شهر رمضان عندما يبسط مائدته في الحرم المكي في شهر رمضان المبارك ويجتمع حوله كبار السن والمحتاجون والصائمون، وأسارير وجهه مشرقة يعطف عليهم ويسأل عن الغائب منهم. ويقرب لهم الموائد المنوعة.
|
صلى عليه جمع غفير من أهل القصيم وغيرها ممن يعرفه ويقدره ثم ودعوه إلى مثواه الأخير وسط حشود كبيرة وهو دليل على مكانته العالية السامية. كان -رحمه الله- رجلاً عصامياً مكافحاً.. بدأ من محل تجاري صغير فأصبح من كبار رجال الأعمال في المملكة. ملك المال ولم يملكه قبضه بيده ولم يدخل قلبه، استخدم المال ولم يخدم المال.. وفي الأثر الشريف (نعم المال الصالح بيد الرجل الصالح) فقد كان عبداً صالحاً استعمل المال في الخير والعطاء بلا منة.
|
يقول عنه الشاعر والرواية ناصر المسيميري من قصيدة بعد وفاته:
|
ذكر أبو مطلق خلده بعض الأفعال |
الله يقبل ما دعي له وما قيل |
تبكيه رملى عندها دقة عيال |
ويبكيه شبان لهم يوفي الكيل |
ويبكيه من حده زمانه على الحال |
ويبكيه من ضاقت عليه المحاويل |
كم أسرة تبكيه مستورة الحال |
بينها وبينه قطعن المراسيل |
مات الشيخ -رحمه الله- وبقي كرمه وسيرته العطرة باقية في قلوبنا. مات وأبناؤه البررة أحياء يرزقون وسوف يبقون على دربه بالعطاء والكرم. رحل وآثاره الطيبة في بلده تشهده له وتبقى ذكراه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
|
اللهم ارحم عبدك الضعيف الفقير إلى عفوك، اللهم احشره مع عبادك الصالحين، اللهم انظر إليه نظرة رضا، اللهم احشره مع أصحاب اليمين واجعل تحيته (.. سلام لك من أصحاب اليمين). اللهم إنه صبر على البلاء فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب. اللهم إنه كان محتسباً منفقاً يرجو رحمتك ويخشى عذابك اللهم فثبته فأدخله من باب الريان. اللهم إنه كان لكتابك تالياً فشفع فيه القرآن وارحمه من النيران واجعله يا رحمن يترقى في الجنة. اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك واحشرنا وإياه تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
|
إبراهيم بن عبدالله الخربوش / الرس |
|