الجزيرة - الرياض
قال الدكتور عبدالله بن سعد ناصر العريفي، الأستاذ المشارك بقسم الكيمياء في كلية العلوم جامعة الملك سعود، إنَّ مكتب براءات الاختراع الأمريكي نشر في 28-1-2010م براءة اختراع بعنوان (حافز الكروم المدعوم على مادة بوليمرية لبلمرة الأوليفينات)، مؤكداً أن هذه البراءة ذات قيمة اقتصادية لطابعها التطبيقي الصناعي الذي يخدم الصناعة المحلية.
وأشار الدكتور عبدالله العريفي أن هذا الإنتاج المتميز هو ما تسعى إليه جامعة الملك سعود وتدفع به؛ تماشياً مع توجيهات معالي مدير الجامعة وتحقيقاً لرؤية الجامعة لبناء مجتمع المعرفة.
موضحاً أن هذا الإنتاج العلمي تحقق بفضل من الله - عزَّ وجلَّ - ثم بما نشهده من دعم غير محدود من قبل معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي؛ حيث أصبحت البيئة في جامعة الملك سعود بيئة تحث على الإبداع والتميز، وتتبنى مفهوم مجتمع المعرفة الذي يركز على الأبحاث التطبيقية الذي ولَّد هذا الحراك البحثي والتطويري في الجامعة.
وأكد الدكتور العريفي أنَّ هذا الإنجاز هو ثمرة لجهد شاق بُذل طوال مدة البحث، مع تواصل الدعم والتوجيهات من قِبل سعادة عميد الكلية الأستاذ الدكتور عوض بن متيرك الجهني، الذي لم يألُ جهداً في تذليل العقبات, وما لمسته من تعاون سعادة رئيس قسم الكيمياء الأستاذ الدكتور سعود بن إبراهيم الرصيص وبقية زملائي في القسم.
وحول براءة الاختراع أوضح الدكتور العريفي أن موضوع البراءة هو إنتاج حفاز جديد من خامات رخيصة لاستخدامه في عملية بلمرة غاز الإثيلين وتحويله إلى بوليمر من النوع (بولي إثيلين عالي الكثافة) الذي يُستعمل لصناعة الأنابيب الصغيرة والضخمة وخزانات المياه والمواد الكيميائية وصناعة الأثاث، وكذلك العبوات والقوارير والأواني البلاستيكية المنزلية والطبية والصناعية، كما أن هذا النوع من البوليمرات يعد صديقاً للبيئة؛ كونه قابلا لإعادة التدوير والاستخدام.
وتكمن الأهمية الصناعية لهذه البراءة في أن هذا المنتج (الحفاز) قادر على إنتاج البولي إثيلين عالي الكثافة بكميات تجارية منافسة لتلك الحفازات المستخدمة في الصناعة اليوم، ويتفوق عليها برخص الثمن وبالطريقة الجديدة للتحضير مقارنة بما يستخدم في الصناعة اليوم. وهذا الحفاز يمتلك كفاءة جيدة وقدرة على تحمل الظروف الشديدة.
والجديد في هذه البراءة أنها تقدم طريقة جديدة لتحضير الحافز الخاص بإنتاج البولي إثيلين عالي الكثافة، وذلك باستخدام - ولأول مرة - مادة بوليمرية رخيصة الثمن تعمل على دعم المادة الحافزة مقارنة مع مادة السيليكا غالية الثمن التي تستخدم في الصناعة حاليا, كذلك التخلص من خطوات مكلفة من حيث الطاقة والوقت والمواد المستخدمة. وهذا الداعم يقلل من كمية المواد غير العضوية المتبقية في المنتج التي تتسبب في بعض المشاكل أثناء التصنيع وتحد من استعمالاته. ويتفوق هذا الداعم على غيره بعدم حاجته لبيئة خاصة لحفظه قبل الاستعمال.
هذا، وقد أوضح الدكتور عبدالله العريفي أن هذا النوع من الأبحاث التطبيقية معين لا ينضب من الأفكار الجديدة القابلة للتبلور على هيئة براءات اختراع تنتهي بمنتجات لدعم الصناعة؛ وبالتالي اقتصاد المعرفة في المملكة، وهو الآن يعمل على براءات اختراع أخرى في مجال استخدام الأغشية البوليمرية لعمليات فصل وتنقية المواد الكيميائية، وكذلك المياه, ولدى الباحث في مجال الحفز والبلمرة نتائج واعدة تحتاج إلى التمويل لإنتاج أنواع جديدة من الحفازات تعمل على إنتاج أنواع أخرى من البولي أوليفين وتحديداً البولي إثيلين ذا الوزن الجزيئي العالي الذي يستخدم في صناعة وإنتاج قطع الآلات الصناعية بدلاً من السبائك المعدنية.