لم يستطع خصوم الهلال ومنافسوه مجاراته هذا الموسم فنياً ووسط الميدان.. حيث تفوق الزعيم تفوقاً مطلقاً منحه بطولة الدوري قبل نهايته بثلاث جولات.. بعد مستويات رائعة وأداء كبير أجبر به الجميع على التصديق على بطولته منذ نهاية الدور الأول.. ولذلك لجأ المنافسون لحرب من نوع آخر علها تفسد الاستقرار الأزرق وتزعزع صفوف الفريق من الداخل.. وأسهل طريقة لذلك هي الشائعات والأقاويل وهي التي تجد رواجاً واسعاً في المجتمع الرياضي.. وتركزت هذه الشائعات على أبرز عناصر الفريق وقبل المباريات الهامة والمصيرية.. فبعد خلافات عزيز وسامي المفتعلة سمعنا خلاف رادوي وياسر قبل لقاء الاتحاد الشهير بالخماسية التاريخية.. حيث وصل ترديد مثل هذه الإشاعات لصدر الصحف والقنوات التلفزيونية.. ليأتي الرد الأزرق قوياً وسط الميدان حين قدّم مباراة تاريخية لن ينساها أصحاب الإشاعات ومروجوها.. وحين تجاوز الهلال هذه المباراة ظهرت إشاعة أخرى وقبل مباراة الاتفاق في الدور الأول حين اختلقوا إصابة ياسر القحطاني بالرباط الصليبي.. ليعلب في الغد ويحرز هدف السبق بضربة رأس رائعة.. محبطاً كل محاولات التشويش والإرجاف.. والآن وقبل لقاء النصر ظهرت إشاعة خلاف الدعيع وجيرتس في محاولات لا تكل ولا تمل لزعزعة الهلال رغم فشل كل المحاولات السابقة.. فالهلال هذا الموسم أصبح محصناً ضد كل حالات العبث الإعلامي لسبب بسيط وهو أن كل الأمور تحت السيطرة وفي قبضة إدارة قوية وواعية ومدرب صارم وحازم، فلا مجال لأي حالات خروج عن النص في ظل العدل والمساواة التي ينعم بها كافة أفراد الفريق وعناصره.. وحتى مشكلة عزيز التي عول عليها الباحثون عن هز الهلال انتهت بشكل إيجابي بفضل حنكة المدرب القدير والسياسة الواضحة المطبقة على الجميع.
- إذا لا يوجد طريقة لعرقة «الزعيم» فنياً أو نفسياً إلا وتم استخدامها دون جدوى ليبقى قرار الفوز والخسارة بيد الهلاليين أنفسهم وفي يد لاعبيهم.. ولقاء النصر غداً سيكون بالتأكيد لقاء اللاعبين الذين بمقدورهم تحقيق الفوز متى لعبوا مباراة ديربي حقيقية يقدم خلالها كل لاعب أفضل ما لديه وأقصى مجهوداته ليستمتع بمباراة ينتظر أن تكون عالية المستوى.. فمباريات الديربي في أوروبا مثلاً تعني أن يقدم اللاعب في لقاء الديربي أفضل ما لديه وأن يلعب بجدية وحماس ورغبة كبيرة في الفوز بأي طريقة.. ولذلك تجد فريقاً صغيراً مثل إسبانيول الإسباني يقدم مستوى كبيراً أمام أفضل فرق العالم برشلونة ويحرجه في المباراة رغم فارق الإمكانات الفنية والعناصرية.. وكل ذلك بسبب الروح والحماس والتنافس القوي.. وهذا ما يفعله عادة النصر أمام الهلال الذي لم يعط مباريات الديربي هذا العام ما تستحق من اهتمام وحماس وعطاء ليفشل في تحقيق الفوز في الذهاب ويخسر للمرة الأولى في الدوري في الإياب.. فالديربي لا تعني التوتر والقلق والنرفزة والاستكانة للترشيحات وإنما هي عطاء وحماس وقتال كبير على الكرة وبحث عن الفوز لإرضاء الجماهير الغفيرة ومنحها القوة في الانتماء والفرح بالفوز والفخر بالفريق، هكذا هي مباريات الديربي وهي كذلك غالباً لدى الفريقين الكبيرين وإن اختلفت المستويات.. ولا زال الهلاليون يشعرون بغصة الخسارة الأخيرة من النصر في الدوري. والمباراة فرصة للاعبيهم لرد الاعتبار والفوز والتعامل مع المباراة كمباراة كؤوس وديربي في الوقت نفسه وهذا يعني احترام الخصم وعدم الاستهانة وسط الميدان وبذل أقصى مجهود خلال التسعين دقيقة دون التفكير في النتيجة والتي بالتأكيد ستأتي حين يقدم الجميع أفضل ما لديهم..
وعموماً الجماهير الرياضية على موعد مع مباراة مثيرة بين بطل الدوري وأبرز المرشحين لكأس ولي العهد فريق النصر وهذا بحد ذاته كفيل بأن يستمتع الجميع بمباراة الموسم أو لقاء التحدي لأن فوز النصر يعني أنه بالفعل الأفضل أمام الهلال وفوز الهلال يؤكد أنه البطل المتوج وأن خسارته الماضية من النصر ما هي إلا كبوة جواد لن تتكرر مع أمنياتي للفريقين بالتوفيق.
مفاجآت كأس ولي العهد
في لقاء الأسبوع الماضي قلت إن مسابقة كأس ولي العهد فرصة للفرق الأقل مستوى في تحقيق الفوز والمفاجأة بعد أن قل مثل هذا النوع من النتائج في السنوات الماضية.. حيث تمتاز مباريات الكؤوس بفوز بعض الفرق الصغيرة على الأقوى منها محدثة مفاجأة مدوية تجعلها حديث الجماهير.. وبالفعل نجح نجران في إبعاد الاتحاد مفجراً أكبر المفاجآت حتى الآن.. ليلحق به الطائي ويبعد الوحدة سادس الدوري محققاً نتيجة غير متوقعة في ظل مستويات الوحدة هذا الموسم.. ولا شك أن مثل هذه النتائج تعيد المتعة والإثارة لمسابقة الكأس وتضيف مزيداً من الترقب لمبارياتها.. خصوصاً وأن الجميع يتفق على أن الأندية السعودية قادرة على الفوز على بعضها البعض بغض النظر عن الموقع أو الإمكانات وهذه أحد أسباب القوة المعهودة في المسابقات السعودية.. وبالتأكيد فإننا نتطلع لمزيد من النتائج غير المتوقعة حتى لو أدى ذلك لوصول أحد فرق الوسط أو المؤخرة للنهائي لأن هذا يعد مؤشراً جيداً لمستوى كرة القدم بشكل عام ومستوى الأندية عموماً.
لمسات
- المظهر الجيد لفرق الأولى الأنصار والطائي وهجر والفيصلي وفوز نجران على الاتحاد بمثابة رسالة واضحة لاتحاد الكرة السعودي لاعتماد زيادة عدد فرق الدوري دون تردد.
- وضع النصر في لقاء الغد أمام الهلال يختلف كثيراً عن وضعه في لقاء الدوري الماضي.. فالنصر سيكون مطالباً بالفوز والهجوم لتحقيقه.. وهو ما سيجعل الهلاليين يحسبون لذلك حساباً بعدم الاندفاع ولعب مباراة كؤوس.. ولذلك أتوقع أن لا تشهد المباراة أهدافاً تتجاوز الاثنين!
- لم ينجح الحكم الدولي خليل جلال في اقتحام القائمة النهائية لمونديال 2006 الماضي رغم مستواه الجيد آنذاك.. ولذلك أتوقع أن يتكرر الوضع هذا العام في مونديال جنوب إفريقيا خصوصاً وأن جلال الآن ليس جلال 2006.. وبالمناسبة خليل جلال بعد حادثة النفطي والنصر أصبح حكماً آخر وخصوصاً في مباريات النصر!!
- يبدو أن اللعبة الإعلامية دخلت أجواء لقاء الغد مبكراً.. وهي بالتأكيد محاولة أخيرة لإبعاد المباراة عن وسط الميدان والأمور الفنية!.