وكأن مياه الخليج العربي غير مكتفية بالبوارج وحاملات الصواريخ والغواصات والزوارق البحرية، التي تعود لكل الدول الكبيرة منها والصغيرة، من داخل الإقليم ومن خارجه، من وراء البحار وما جاور الخليج، فمنذ الحرب الإيرانية العراقية الأولى، ومياه الخليج العربي يبحر فوقها مئات القطع البحرية القتالية، وتحول الخليج العربي إلى بحيرة حشد ومواجهة حربية بين كل القوى العسكرية من أمريكا وبريطانيا إلى روسيا والصين، وفرنسا وحتى الدنمارك، إضافة إلى القطع البحرية للدول المطلة على الخليج من إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان.

وقد ذكرت تقارير معاهد الدراسات الاستراتيجية أن الخليج العربي مقارنة بصغر مساحته يحتوي على أكبر حشد عسكري بحري في أي منطقة في العالم، وهذا ما أثر على الحياة السمكية والبيئية في الخليج والذي وصل التلوث فيه إلى أعلى درجة، والذي يزداد يومياً نتيجة رمي المخلفات الحربية، إضافة إلى مصافي النفط، وخاصة مصفاة عبادان.

وكأن كل هذا لا يرهق أهل الخليج ويجعلهم قلقين على خليجهم المهدد بكارثة إقامة المنشآت النووية، حتى يعلن عن قرب تنفيذ مناورات بحرية عسكرية فوق مياهه بين قطع حربية إسرائيلية ومثيلاتها من القطع البحرية الأمريكية، فقد تواترت الأنباء الواردة من الكيان الإسرائيلي أن عدداً من الحربية الإسرائيلية قد عبرت قناة السويس واجتازت البحر الأحمر ووصلت إلى مياه الخليج العربي ومنها المدمرة حرفاة Hrvah وحاملة الصواريخ Ins Hanit وأن عدداً من الغواصات الإسرائيلية التي تعمل بالطاقة النووية، قد وصلت بالفعل إلى الخليج العربي للاشتراك في المناورات الإسرائيلية الأمريكية المشتركة، التي يتم تنفيذها في إطار التهديدات الموجهة لإيران لإجبارها على وقف برنامجها النووي الذي تتهمها به الدول الغربية بأنه مخصص للأغراض العسكرية.

الأمريكيون لم يتحدثوا عن هذه المناورات البحرية التي ستزيد الأمر أكثر تعقيداً في الخليج العربي، إلا أنهم رأوا في تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بقرب رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20 بالمائة، استفزازاً وتحريضاً على إجراء مثل هذه المناورات والتمارين العسكرية قبل أن يقدموا فعلاً على استعمال الخيار العسكري.

***