عرفت رمز الرياضة التنافسية الشريفة، رمز الوفاء والتسامح والنقاء، أمير الحكمة، الخالد في القلوب خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عن قرب منذ اثني عشر عاماً، و ظللت أرجو الله أن أعرفه شخصياَ ضعف تلكم المدة، فقد عشقت قلعة الشموخ حين تفتحت جوارحي على كؤوس ثلاث متتالية (بطولات كأس الملك) أعوام 77 و 78 و 1979م وكان خالد (الرمز) يقف خلف إنجازات المرحلة التي تعلق أن لم (يُفتن) بعزها كل الأهلاويين الذين شارفوا اليوم على الأربعين من العمر !
ذلكم لمن أَسَر قلبه عمل (الخالد في القلوب) حينها ؛ لكن من يقرأ سيرة خالد (الرياضي الأنموذج) فلن يقف مطلقاً عند مرحلة ما ؛ مرحلة يهتف فيها قلبه بالخضرة سلام وود ومحبه وعشق و يرنو بالبياض صفاء نفس ونقاء سريرة. كيف لا، وخالد (عرّاب) كل المراحل في الكيان الأهلاوي. خالد الذي حفر اسمه (الخالد) في ذاكرة رياضة الوطن عبر بوابة قلعة (الأمجاد) منذ نعومة أظفاره، حتى شب على خدمة (الكيان) لاعباً ماهراً في خط الوسط إبان حقبة السبعينيات الميلادية حقبة نجوم الذهب ؛ حين لم يمنع سموه شرف (نسب) وطيب أصل في أن يقود على أرض الميدان وبتواضع (الكبار) فريق عشق (رقيه) ونادياً ترعرع قلباً و قالباً بين جنباته..!
لينتقل خالد (القائد) لخدمة الكيان الكبير عبر بوابة الرئاسة التي (كُلف) بها و (شَرُف) الاهلاوييون به، وليقود دفة ناد عرف التميز منذ القدم، كان ذلكم في الخامس من ذي القعدة لعام 1395 هـ ليضع نصب عينيه هدفاً سامياً وغاية جليلة، تمثلت في رفع مستوى (كرة القدم السعودية) عبر بوابة قلعتها الأولى (النادي الاهلي)، فكانت خطوات (الاحتراف) تبدأ مع (الفكر النير) حين لم يعرف غيره بعد معنى المفردة، فجلب خالد (المستقبل) الخبرات الكروية من مدربين عالميين كديدي وسنتانا وبروشتش وسكولاري و لازراوني وغيرهم ممن عرفوا طريق العالمية في مجال التدريب بعد أن كان لهم شرف خدمة النادي الأهلي. فكان لبعد نظر خالد (مُلهم) الأجيال وثاقب نضرته (الفنية) الدور الأبرز في التعاقد مع أسماء غدت مرجعاً لتاريخ ال
تدريب في العالم إلى يومنا هذا.!
جلب (خالد) ومول صفقات (أهلي العرب) حتى غدت تلك التعاقدات للمدربين و اللاعبين الأجانب حديث الناس،كل ذلك والأهلي يحصد (الأمجاد) دون أن يُظهر خالد (أفعاله) كما هو ديدنه حتى الساعة، ولم يستأثر بقرار أو ينفرد برأي وهو يجني ثمرات مثابرته كما يشهد بذلك كل من عمل معه أو سمع فقط عن سيرته المتفردة في (العطاء) المؤثرة في (نفوس) العظام من الرجال. وليقولها علانية و بلغة لا ينقصها شيء من إيثار (الكبار) للكبار بأن مؤسس الحركة الرياضية السعودية الأولى وراعي لَبِنتها الأساسية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - أنه صاحب الأفضال على سموه شخصياً وعلى الكيان الأهلاوي الكبير منذ التأسيس كأول ناد سعودي تأسس في ظل (توحيد) المملكة العربية السعودية. فحفظ خالد لأهل الجميل جميلهم و تحمل المسئولية المسداة إليه من قبل المؤسس الكبير لإكمال فصول عديدة في تاريخ الأهلي المجيد، ولتنطلق على يد خالد (المسيرة) المنيرة مبكرا فكرة (النادي الأنموذج) وليسلط الضوء داعماً و مؤازراً للألعاب المختلفة التي حفظ التاريخ نموذجيتها حتى اليوم تحت كنف و رعاية خالد (الداعم) الذي تجف الأقلام و تطوى الصحف دون التصدي لليسير اليسر من أفضاله وجميل خصاله.!
لأتجاوز في هذه المساحة مجبراً لا مخيراً أمام قامة هذا التاريخ (الأشم) لرجل كل المراحل، أتجاوز الإسهاب في إلقاء مزيد من حروف (الامتنان) الممزوجة بالفخر لأي رياضي يحفل تاريخه بأكثر مما تحمله ذاكرة (الأجيال) ؛ رياضي يحمل صورة (ناصعة) بالأفعال لا الأقوال قل تكرارها في الوسط الرياضي الشرق أوسطي من المحيط إلى الخليج، فخالد الذي أحضر المنتخب البرازيلي في ابريل 1978م ليلاقي الأهلي كسابقة على مستوى الأندية المحلية والإقليمية، اتبع (النُضج) الفكري المبكر دعم الأجيال الأهلاوية المتلاحقة باحتفالية تاريخية لليوبيل الذهبي لخمسين عاماً خلت من الإبداع والإمتاع والتتويج، زاد صيتها حضورا وروعة مشاركة نجم العالم الأول حينها (دييغو ماردونا).. ليجلب خالد (العطاء) أندية عالمية كبرى كان غير الأهلي يحلم بمشاهدتها عبر (التلفاز) أندية ك (أتليتكو و ساوباولو و بوتافوجو) وغيرها.. ليواصل خالد (الفكر) دعمه لرياضة الوطن وتشريفها حتى جسد (حُلم) العمل الأكاديمي الرياضي بواقع يتناسب والألفية الثالثة قفزا على التاريخ واحتراما لحاضر الكرة العالمية من خلال (أكاديمية النادي الأهلي) التي خرجت للعلن في العام 2006 م.. كل ذلكم التاريخ المجيد لم يزد خالد (الإبهار) إلا تواضعاً و مزيدا من الأريحية في تقبل النقد قبل الثناء بواسع صدر.. ولم يغتر سموه بذالكم التاريخ الحافل بالعطاء.. حقيقية أقول معها.. ائتوني بغير خالد له في سجل التاريخ صحف و صفحات كرمز لا مثيل له لا يدخل (الغرور) نفسه، بل إنه يؤثر غيره في حال الانجاز.. ويتصدى وحيدا لكل (مُلمة) تصيب قلعة الصمود..!!
ليأتي التاريخ بشاهدين عدلين - أعلم حد اليقين - أن (سموه في غنى عنهما) ولكن للأجيال المتلاحقة (الحق) في أن تعرف حقيقة تقول: إن (الديمقراطية) ليست نهجا عند خالد (المشورة) فحسب، بل رسمه. أولهما ؛ أن سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز آثر (الترجل) عن كرسي الرئاسة في العشرين من ذي القعدة عام 1412هـ وهو الذي (يحظى) بدعم (كل الأهلاويين) للاستمرار.. آثر الرحيل عن (الكرسي) فقط، دون أن يلتفت (للأضواء) التي كانت تطارد رؤساء الأندية بداية العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري حيث تغيرت وتوسعت وانتشرت الصحف الرياضية المتخصصة وازدادت الصفحات الرياضية وبدأ الغزو الإعلامي المرئي للفضاء (مطلع التسعينيات الميلادية)، كل ذلك لم يثن سموه في (دعم) مسيرة النادي عبر الدعم المادي والمعنوي المباشر غير المحدود لكل من (خلفه في كرسي الرئاسة) حتى اليوم بعيدا عن الضوء. مقدماً درساً في (الإيثار) وإعطاء الفرصة للآخرين مع استمرار دعمهم كما (لم ولن) يفعل غير سموه ذلك منذ أن عُرفت الكرة في تاريخ الأندية ليبقى خالد (كل المواقف) الرجل الثابت دعماً ومؤازرة وإن ظهر في الصورة غيره..!!
وثانيهما ؛ شهد به نهج (انتخابي) أوجده كفكرة، و أسس أطره، وجسده على أرض الواقع عبر أول (انتخابات) حقيقية عززت معنى (الديمقراطية) على مستوى أندية الوطن.. شاهدان يرقيان لحد (الفخر) أن يتلمس حقيقتهما الأهلاويون ومعهم كُثر، جسد معهما خالد (التطوير) معاني التنوير في الفكر و الدعم معاً ووضعهما خالد بكل (تواضع) وجسدهما بكل (أريحية) لكل من ينشد طريق الديمقراطية التي طلت برأسها للكرة السعودية قاطبة عبر (شُرفت) قلعة الأمجاد النادي الأهلي وداعم مخرجاتها الأول و (الأوحد) خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز..!
لأشير قبل الختام لمن (تغنى) بديمقراطية (الغير) و نأى بنفسه عن مشاهدة واقع (مساحة الحرية) التي يمنحها خالد (الرقي) لكل الأصوات.. أقول ذلك وأشهد الله - جل شأنه - أني لا أقصد مجاملة أو نفاقا (لا قدر الله) بل إنه استشعار وإيمان بأن (الساكت عن الحق شيطان أخرس)، كيف يكون الحال ؛ وقد عايشت تلك (الديمقراطية) المتفردة بشخص خالد (الرمز) وقد انتقدت عمل إدارات تعاقبت على النادي الأهلي لأربعة عشر عاماً.. بل إنني كتبت نقدا في إدارتي (المرزوقي و العنقري) ما لم يقله مالك في الخمر، ولم يضق بذلك (النقد) صدر خالد (القلوب) على الإطلاق. بل إن خالد (التاريخ) يسمع لمشورة (العبد لله) و لكثير من زملاء الحرف حتى يشعر واحدنا أنه صاحب رأي (مؤثر).. وما ذلك إلا لشفافية و وضوح وديمقراطية يشهد الله - جل شأنه - أنني لم أعرف مثلها، إلا بوجود (أبا فيصل) أبقاه الله ذخراً لرياضة الوطن.. وأدام سموه (رمزا) للديمقراطية الحقيقية.. الديمقراطية التي شهد برقيها عند خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاصي والداني..!!
ضربة حرة..!!
إذا صُنْتَ المودة.. كان باطنها أحسن من ظاهرها..!!