«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض افتتح صباح أمس بمركز الملك فهد الثقافي المؤتمر السعودي العالمي الثالث عشر بجامعة الملك سعود في طب الأسنان والحادي والعشرين للجمعية السعودية لطب الأسنان وبحضور معالي الدكتور مطلب النفيسة وزير التعليم العالي بالنيابة، ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان وعدد من المسؤولين، وبدئ الحفل بآي من الذكر الحكيم، ثم ألقى رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر عميد كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن سعد اليحيى كلمة رحب خلالها معالي الأستاذ مطلب بن عبدالله النفيسة والحضور وقال في معرض كلمته: لقد حرصت كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود والجمعية السعودية لطب الأسنان والتي هي الأخرى تحت مظلة جامعتنا العريقة. حرصنا جميعاً ومنذ صدور الموافقة السامية الكريمة على انعقاد هذا المؤتمر على تضافر الجهود لتقديم حدث علمي متميز يخدم مجال طب الأسنان ليواكب أحدث ما وصل إليه العلم من إجراءات وقائية وتشخيصية وعلاجية، وصولاً إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية في بلادنا الحبيبة التي عرفت بمملكة الإنسانية.
وأشار في كلمته إلى مضي كلية طب الأسنان في تنظيم مثل هذه المؤتمرات، وقال: لقد قطعت الكلية عهداً على نفسها على الاستمرار في عقد هذه المؤتمرات متماشية في ذلك مع توجيهات الجامعة للعالمية وإيماناً بأهمية مواصلة العلم والتعلم وخاصة في المجال الصحي. هذا المجال الذي يجب أن لا يقتصر ولا يتوقف عند قاعات الدراسة، بل يلزم المنتمين له متابعة كل ما هو جديد وذلك لاستمرار التطوير والتحديث في هذه المجالات التي تعني بصحة الإنسان. كما حرصت الكلية عند تحديث خطتها الدراسية التي بدأ تطبيقها هذا العام بتضمينها التطبيقات المتقدمة ليكون خريج الكلية مواكباً لكل ما يستجد في هذا المجال. وبين الدكتور اليحيى الاهتمام بالبحث العلمي، وقال: لقد تم تطوير معامل البحوث بالكلية بأحدث التجهيزات التي ستساهم بإذن الله في الارتقاء بالبحث العلمي. وتمشياً مع توجهات الجامعة للعالمية وذلك بتدشينها عدة مشاريع تطويرية منها مشروع كراسي البحث العلمي، فإن الكلية تحتضن ثلاثة من هذه الكراسي وهي كرسي المهندس عبدالله بقشان للعوامل المحفزة لبناء العظام وكرسي تسوس الأسنان عند الأطفال وكرسي زراعة الأسنان. وقد تمت تهيئة أحد معامل البحوث بالكلية وهو معمل حيوانات التجارب التابع لكرسي المهندس عبدالله بقشان ليصل إلى مستوى عالمي، حيث وفرت به أحدث التقنيات. وقد استقبل مؤخراً أكثر من فريق بحثي دولي للاستفادة من الإمكانات المتاحة به.
كما أوصى مجلس الكلية مؤخراً باستحداث برنامج الدكتوراه بالإضافة إلى تزايد برامج الماجستير القائمة، كما يتم تدريب طلبة البكالوريوس أيضاً على النشاط البحثي والذي يعتبر أحد متطلبات التخرج حيث يطلب من كل طبيب امتياز تقديم بحث تحت إشراف أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية يتم نشر معظم هذه الأبحاث في مجلات علمية محكمة.
واستمرار في عملية التطوير، فقد رفعت الكلية مؤخراً بخطتها الإستراتيجية للسنوات الخمس القادمة لتكون بمثابة خارطة طريق لعملية التطوير المستمرة للفترة القدمة متماشية في ذلك مع الخطة الإستراتيجية للجامعة. وقد تضمنت هذه الخطة تطبيق معايير الجودة حيث تعمل الكلية على الحصول على الاعتماد الأكاديمي من الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي، كذلك سعيها للاعتراف الدولي من خلال تواصلها مع إحدى الهيئات العالمية. كما تسعى الكلية للحصول على شهادة الآيزو في الأشهر القليلة القادمة بإذن الله. وضمن التطوير الشامل الذي تشهده الجامعة والمتمثل في استكمال المدينة الطبية فإنه يجري حالياً بناء مستشفى طب الأسنان الجامعي الذي سوف يحتضن ما يقارب من 600 عيادة أسنان وأربعين سريراً.
وأبرز أهمية هذا المؤتمر وقال إنه يحتوي هذا المؤتمر على أكبر عدد من المتحدثين الرئيسيين من مختلف الدول المتقدمة في هذا المجال والبالغ عشرة من أبرز العلماء. سوف يقوم هؤلاء بتقديم مواضيع وأبحاث في تخصصات طب الأسنان المختلفة. يضاف لذلك 60 ورقة علمية تقدم على شكل محاضرات قصيرة وملصقات علمية. وكذلك عدداً من برامج التعليم الطبي المستمر وورش عمل يشارك فيها المتحدثون الرئيسيون ومتحدثون من داخل المملكة. وبلغت إجمالي ساعات هذا المؤتمر المعتمدة ثلاثين ساعة، عشر ساعات منها لبرامج التعليم المستمر.
وأشاد في كلمته بدعم معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري والمساندة اللامحدودة من إدارة الجامعة ممثلة بمعالي مديرها الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان ما كان له الأثر الكبير والفعال لتشجيع الجميع لبذل كافة الجهود ليظهر بالشكل الذي يليق بهذه الجامعة وسمعتها المرموقة.
كلمة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر
بعد ذلك ألقى الأستاذ الدكتور يوسف بن فؤاد تالك رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس الجمعية السعودية لطب الأسنان كلمة رحب فيها بمعالي الأستاذ مطلب النفيسة والحضور، وقال: إن هذا التجمع العلمي المتميز بإذن الله والذي قام بتنظيمه كل من كلية طب الأسنان والجمعية السعودية شاهد وبرهان آخر على ما تهدف إليه الجمعية من تنظيم مثل هذا المؤتمرات العالمية بمشاركة الجهات الأكاديمية والقطاعات الحكومية المختلفة في وطننا الحبيب، حرصاً منها على تجميع الجهود والخروج بعمل جماعي يخدم منسوبي مهنة طب الأسنان.
وتبقى الجمعيات العلمية -ومنها الجمعية السعودية لطب الأسنان- صرحاً علمياً ثقافياً في المجتمع وإرثاً، لكل أجيال الوطن، إذ إن الأهداف الأساسية من إنشاء هذه الجمعيات تقديم خدمة نوعية مميزة لمنسوبيها وللمجتمع في حقل التخصص الذي تنتمي إليه، ولا شك في أن الجمعيات في سبيل مساعيها إلى تحقيق هذه الأهداف، لا تعمل أبداً بمعزل عن الجامعات التي تمثل المرجعية والبعد الأكاديمي الذي يردفها بجديد العلوم، وأحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في مجال التخصص، لذا فليس غريباً أبداً أن نجد بين أعضاء هذه الجمعيات أعضاء هيئة تدريس ومحاضرين وهذا ما يعظم من القيمة العلمية لمجهودات هذه الجمعيات وإسهاماتها وتحقيق أهدافها، وتعزيز وجودها في الأوساط العلمية.
وتناول في كلمته إنجازات الجمعية السعودية لطب الأسنان، وقال: لقد استطاعت الجمعية السعودية لطب الأسنان في دورتها الحالية 2007-2010م أن تحقق إنجازات تفتخر بها حيث وصلت عدد الساعات للقاءات العلمية المقدمة في جميع محافظات المملكة إلى 1490 ساعة معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وقامت بتنظيم ما يقارب 35 ورشة عمل في تخصصات طب الأسنان المختلفة، كما أولت اهتماماً بتحديث صفحاتها الإلكترونية وعمل دراسة مستقبلية للتدريب الإلكتروني لتكون منهجاً يستخدم من خلال توقيع عقد تعاون مع شركات وطنية مرموقة بموافقة كريمة من الجامعة، كما حرصت على تفعيل مجال الوقاية في مجتمعنا من خلال الحملة الوطنية لوقاية الأسنان من التسوس ولله الحمد تمت الموافقة عليها من قبل المقام السامي وبرعاية كريمة من والدنا خادم الحرمين الشريفين ينوب عنه وزير الصحة وبمشاركة الجامعات السعودية والقطاعات الحكومية، وكما كان للنشر العلمي نقلة نوعية في عمل الجمعية حيث رشحت المجلة السعودية لطب الأسنان من قبل وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي كمجلة علمية في تخصص طب الأسنان تنشر خارج المملكة من قبل ناشر عالمي دار السيفير العالمية، وما ذكر هو توفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بدعم لا محدود من قبل معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان ووكالات الجامعة والشكر موصول لكل من ساهم وأعطى من وقته في خدمة هذه الجمعية وأخص بالذكر أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء اللجان في المنطقة الغربية والشرقية وممثلي الجمعية في مختلف المحافظات ورؤساء المجموعات المتخصصة وأعضاء مجالسها.
زملائي أعضاء الجمعية.. نحن، وقد ذكرنا مسيرة الجمعية وتطورها، نجد لزاماً علينا من واجب الوفاء لمن يستحقه من أهل العطاء، أن نذكر بحزن فقداننا لأحد أعضاء الجمعية الدكتور طارق الجهني -رحمه الله- رئيس قسم الأسنان في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة وعضو اللجنة الغربية الذي وافاة الأجل وهو في قمة عطائه ونشاطه ودوره الفاعل في خدمة المهنة، فنسأل الله -عز وجل- أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.
بعد ذلك القيت كلمة المتحدثين الرئيسيين ألقاها نيابة عنهم الدكتور هارلد يريلسكي قدم شكره للمسؤولين في وزارة التعليم العام وجامعة الملك سعود وكلية طب الأسنان والجمعية السعودية لطب الأسنان على تنظيم هذا المؤتمر الدولي معلقاً آمالاً كبيرة عليه وخروجه بتوصيات مهمة لصالح طب الأسنان.
بعد ذلك تم تكريم رعاة المؤتمر.. بعد ذلك افتتح معالي الأستاذ مطلب بن عبدالله النفيسة المعرض المصاحب للمؤتمر واستمع إلى شرح وافٍ عن محتوياته.
وزير التعليم العالي بالنيابة يتحدث لوسائل الإعلام
وعقب نهاية الحفل تحدث الأستاذ مطلب بن عبدالله النفيسة وزير التعليم العالي لوسائل الإعلام معبراً في بداية حديثه عن التطور الهائل الذي واكب طب الأسنان، وقدم معاليه التهاني لجامعة الملك سعود وكلية طب الأسنان، والجمعية السعودية لطب الأسنان على نجاح هذا المؤتمر والذي سوف يخرج بتوصيات مهمة ومفيدة في مجال التعليم والتطبيق وسيكون الاستفادة شاملة بإذن الله.. وأشاد في ختام تصريحه بالتطور الهائل الذي واكب جامعة الملك سعود.
لقطات من المؤتمر
- شهد حفل الافتتاح تنظيماً مميزاً من قبل اللجنة المنظمة، وكذلك إدارة مركز الملك فهد الثقافي.
- شهد المؤتمر حضوراً إعلامياً مميزاً من قبل وسائل الإعلام.. ووجدوا كافة التسهيلات التي مكنتهم من تغطية المناسبة بالمستوى المنشود، منوهين بجهود اللجنة الإعلامية للمؤتمر.
- انتهزت عدد من القنوات التلفزيونية وجود عدد كبير من المتحدثين وأجرت معهم لقاءات تلفزيونية.
- المعرض المصاحب للمؤتمر احتوى كافة الأجهزة والآليات الحديثة في طب الأسنان.