يعيش الهلال ذروة متعته الكروية فهو في زمن أروع فرقة كروية تلعب الكرة في الملعب السعودي، ربما منذ أن ركل أول سعودي.. الكرة في التاريخ مدشناً تواجد اللعبة، والملعب واللاعب والكأس السعودي الذي توهج أكثر ما يكون في كوكبنا الأرضي عندما استطاع ناشئو المنتخب السعودي تحقيق كأس العالم.. الشهير
وتباهى أكثر ما يكون والنادي الرياضي السعودي قد توج ك(نادي القرن) الآسيوي.. لأول مرة في التاريخ.
والحقبة (الرحمانية) هي أزهى أيام كرة الهلال، حيث شكلت متعة الكرة السعودية الحديثة، وأكثرها اهتماماً لدى جمهور كرة القدم السعودي والإقليمي والقاري، لا تترد في أن تجعله اختيارها الأمتع في المشاهدة، والمتابعة, والمؤازرة.
ومن ينتمي للكرة النظيفة، ويسره تطوير الكرة السعودية، تأكيداً ستبهجه كرة الهلال الحديثة، الجديدة، التي صاغ ابتكاريتها عقول الهلال العولمي: عبدالرحمن بن مساعد، نواف بن سعد، سامر الجابر.
فالنقلة التي حققها الهلال للكرة التي تلعب في المسابقة التنافسية السعودية ستقود حتماً الكرة السعودية إلى فضاءات الكرة الأكثر تطوراً وامتلاكاً لمواصفات وشروط المنافسة الكروية الجديدة.. في ملعب الكرة العولمية الراهن.
فعلاً.. المتعة الكروية التي تنفضها فانلية (هلال عبدالرحمن) ما هي إلا أوكسجين نقي أنعش الموسم الكروي السعودي، وأمده بدعم وثقة مبشراً بأن نهضة كروية سعودية قادرة على المنافسة والتفوق وستتواجد في ملعب التنافس الكروي العالمي مرتدية الغترة والهوية والنكهة السعودية.
وها هو نتاج العمل والعلم، تتجسد حقيقته في (هلال 2010) وهو واقع يزيد من طموح غير حالم في رفع سقف طموح النادي والمنتخب السعودي في المنافسة الكروية في زمن العولمة.
إذاً... أعينوا الهلال على أن يعمل وينتج.. أدعموه بدل من أن.. تهدوه.
الراصد للكرة التي يلعبها الهلال بطل المسابقة الكروية الكبرى سيتعرف على الفارق ما بين أمس والآن.
بين أمس (المدرب)، وما بين الآن (المدير الفني) وما باتت عليه كرة الهلال الحديثة إلا نتيجة الأخذ بمنهجية (المدير الفني) التي سيحتفظ تاريخ الكرة السعودية بريادية تدشينها سعودياً لصاغة كرة الهلال العولمية: عبدالرحمن، نواف، سامي.
يقول أدوارد غاليانو: مات (المدرب) لأن كرة القدم صارت بحاجة إلى تكنوقراطية النظام عندئذ ولد المدير الفني ومهمته: منع الارتجال وتحويل اللاعبين إلى رياضيين منضبطين كان المدرب..يقول: سنلعب. أما المدير الفني.. فيقول: سنشتغل.
المدير الفني يظن أن كرة القدم (علم) وأن الملعب (مختبر).
وهذا ما أدركته عقلية الهلال المستنيرة فأحدثت ما يشبه الانقلاب في ملعب الكرة السعودية فكان أن خاضت التجربة بفضل رصيدها المعرفي والثقافي والانتماء إلى الإبداع، والإخلاص لكرة الفن البديع، والانفتاح على تجارب الآخرين الأكثر تطوراً وتجربة.
وإذا كان الهلاليون قد فعلوا هذه الانقلابية الحميدة الآن فهم قد فعلوها يوما بشجاعة الريادي، أتت أكلها للكرة السعودية حينما استعانت باللاعب العالمي كبديل للسائد آنذاك حيث كانت أندية أخرى أكثر ثراء ونفوذا أقصى سقف لطموحها أن تستعين بلاعبين من السودان أو اليمن (مثلاً النقر - يحيى فارغ) لكن الهلال تعاقد مع اللاعب العالمي ريفيلينو.. وما أدراك ما فعله ريفيلينو في متعة الكرة وانجذاب الجماهير لملاعب الكرة.
إذا ما اعتقدت أن ريادية جلب ريفيلينو هي بمثابة الدفعة القوية التي دشنت لطفرة كروية جديدة تنامت وتطورت وتنافست الأندية السعودية أو الارتقاء بها حتى أوصلتنا إلى ملعب المونديال العالمي والسيادة القارية.
إذا ما كان ذلك صائباً.. فإنني أتعشم أن تقود ريادية المدير الفني ونجاح تجربتها في الهلال.. الكرة السعودية إلى المنافسة على كسب.. كأس العالم.
لا مفر للأندية السعودية بأن ترافق الهلال إلى رحاب هذه النقلة الجديدة، حيث استيفاء شروط العمل الكروي الحديث، وفي ذلك نفع وخير يعين على تطور المستوى الفني العام للكرة السعودية.
يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأندية السعودية استيعاب تجربة الهلال، والأخذ بمنهجيتها وبالذات أنها تجربة نجحت، وأكدت أكذوبة (الخصوصية السعودية) التي جعلت مشجباً لكل إخفاق، وكسل، من قبل الذين لا يحبون العمل ولا العلم ولا التغيير كتبرير لهزال الحصاد والنتيجة.
استطاع (جريتس) وبنجاح باهر أن يؤكد أن اللاعب السعودي مثله مثل غيره.. متى ما توافرت له شروط العمل الإداري كادراً وتنظيمياً ومناخاً، واستنارة، يستطيع اللاعب السعودي مثله مثل غيره من لاعبي العالم المتطور.. أن يعطي بنجاحا وإبداعا.
ربما تستطيع أندية سعودية من أن تخوض تجربة الهلال لرياديه وقد تحقق نجاحات أفضل وتساهم في تركيم التجربة وتستطيع أن تقدم نموذجاً أكثر تطوراً ونجاحاً ومواءمة مع احتياجات الكرة السعودية في الحقبة الجديدة الراهنة التي تعيش تنافسية الكرة العولمية.
وفي نفس الوقت، لا أظن أن أندية عديدة قادرة على أن تخوض التجربة لأنها لا تؤمن بالعمل العالمي، لكونها مصممة للتقليدية ونواميسها المعتمدة على الفراسة.. والأساليب الانتهازية، ووسائط النفوذ، والضوضائية وأحاجي (اللي تكسبه العب به).
أخشى على تجربة الهلال من أعداء النجاح، وحراس العمل التقليدي الانتهازي، وفئران سفينة التطور، الكارهين لسيادة الكرة النظيفة والعادلة والنافعة.
لكن بوجود العقل المستنير، المؤمنة بالرياضة النظيفة النافعة تزداد مساحة التفاؤل لدى الرياضيين السعوديين في أن كرة النادي السعودي ستكون ذات حضور تنافسي مشرف في ملعب المنافسة العالمي، وهو ما ألمح إليه أحد رؤساء الهلال التاريخيين الأمير بندر بن محمد بأن سقف طموح الهلال يزداد وقد نجح في تحقيق وامتلاك منظومة احترافية ترتدي الفانلة الزرقاء، ليكون طموح الهلال وهدفه الاستراتيجي المستقبلي أن يكون الفريق السعودي والعربي الكبير المتواجد ضمن كوكبة أندية العقد الفريد العولمية.. برشلونة، واليونايتد وتشلسي والإنتر..
هذا الطموح.. قادر على أن يتحقق، متى ما انحاز الهلاليون أكثير للإدارة الحديثة وفعلوا تأسيسا جديدا للنادي الرياضي الذي يحق له التواجد التنافسي في ملعب الرياضة العولمية الراهنة.
لعل نجاح (هلال سامي) الباهر.. يضع الهلاليون أمام خيار وحيد لا مفر منه.. يتمثل في العمل المؤسسي، ينقل العمل التطوعي الراهن إلى منظومة بيروقراطية ذات استراتيجية تنهج الإدارة العلمية الحديثة وسيلة وآلية وكوادر ولائحة داخلية تحدد المسؤوليات والصلاحيات وإجراءات العمل.
توجس.. يتداوله الهلاليون
لا أتمنى أن يغادر أمير الهلال عبدالرحمن بن مساعد المشهد الرياضي. وأظن مغادرته، متى ما حقق الهلال كأس أندية آسيا وأخشى أن يكون قبل ذلك..!.
هذا التوجس هو نتيجة استقراء لكامل المشهد الرياضي وتواجدية الأمير في خضمه.
فالأمير احتوى تقدير وإعجاب كامل مدرج الرياضة السعودية، بفضل العقل الناضج والمستنير، ومعينه الثقافي والمعرفي الذي جعل منه قياديا ماهرا، وصاحب خطاب رياضي أكثر تطوراً وامتلاكاً للروح الرياضية وانتماء لقيمه الرياضة الحضارية.. وهو ما لم يتوافر لمن يمتلك الآلة الإعلامية الحاشدة.. لكون هذه النعم.. لا تشتري من بقالة، ولا تهدى من ضمن الهدايا إنما تتوافر ومجاناً للذي يبذل جهد تكوين وعائه المعرفي والثقافي.. سنوات قراءة واطلاع.
أرجح أن الأمير مغادر.. وما يحفز على هذا التوجس، أن الأمير ظل رئيساً لكرة الهلال.. وليس لنادي الهلال!
فالأمير اكتفى بترتيب أمور فريق كرة القدم، فيما لم تجد ألعاب ونشاطات النادي الأخرى.. مقدار ذلك من (التنظيم والترتيب).. ومثيل (النقلة الكروية).
وأيضاً فإن غياب النشاط الثقافي وهو المحسوب على الثقافة والإبداع - أي الأمير- يثير تساؤلات ستظل ملاحقة للأمير طالما له علاقة بالحراك الثقافي والإبداع الأدبي بل لعل النشاط الثقافي قد خبأ وتضاءل في الهلال أكثر من أية فترة أخرى، والمتواجد منه يتقطر تقليدية مواعظيه.
كان تفاؤل المحبين للثقافة وبالذات لارتباط الهلال بالنشاط الثقافي كرائد أول لها بالنسبة للأندية السعودية منذ تأسيسه، كان التوقع أن الهلال في ظل رئاسة الأمير المثقف سيتحول إلى نافورة من العطاء في الشعر والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والمنتديات والمناسبات الثقافية والرياضية والشبابية.
لكن ذلك لم يحدث. فنسج التوجس - إياه- نفسي تتمنى جماهير الرياضة النافعة أن لا يصدق. سأكتفي بإشارة أخيرة، أنه رئيس الهلال الاستثنائي لم يتصدّ للتأسيسي الجديد الذي تفرضه المرحلة الرياضية الجديدة التي تعيشها الرياضة السعودية وتسير نحو اكتمال ملامحها، فنادٍ بحجم الهلال أحوج أكثر من غيره من أن يتصدى للتأسيس الجديد لناديه والمتمثل في (الهيكل التنظيمي) للنادي وهو تتنظيم لا مفر منه، وحتمي الفعل وفقاً لمواصفات وشروط النادي الرياضي الذي يريد رفع سقف طموحه..
وحين لا ينجز من يمتلك العقلية العلمية ذلك.. يكون التوجس قد خرج من مصباحه.. وبات مارداً يفجع مثول حقيقته للذي لا يؤمن بالخرافة واستتبات (يبقى الحال.. على ما هو عليه).
ولأن في الأمير عقل وحكمة الأحنف بن قيس فقد أوجد حواليه عقولا مستنيرة، مكنوزة بالخبرة والتجربة الناجحة والإخلاص للرياضة النظيفة النافعة، ولهم قبول وقناعة جماهيرية منقطعة النظير ولنا في الأمير نواف بن سعد خير مطمئن.. وفي سامي الجابر خير مدبر.
ويظل التوجس يدحرج حومانه في هاجس مدرج الرياضة السعودية.. ولذلك حديث آخر..
نقاط:
معلومة مدوية.. كشف عنها الزميل صالح الهويريني والمتعلقة بوصول الأندية السعودية إلى بطولة كأس أندية العالم التي أقيمت لأول مرة عام 2000م.
حيث تكشف هذه الحقيقة الموثقة: تم (ترشيح) النصر للبطولة بطريقة لا زالت تثير علامة تعجب تؤكد على قوة نفوذه في اتحاد اللعبة القاري فالنصر حقق بطولة السوبر الآسيوي عام 1998م، ورغم أن بطل السوبر الآسيوي عام 1999م هو فريق جوبيلو يوواتا الياباني!!!
هذه البطولة شارك فيها أبطال السوبر من كل القارات لعام 1999م باستثناء قارة آسيا التي (رشحت) بطل عام 1998م بطريقة (التقفيز) النفوذي والتي لا زالت لقهقهات الدهشة صداها منذ تلك الحبكة.. المعيبة.
ترشيح النصر تم بالتصويت (!)
حيث عقدت لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي اجتماعا تاريخيا وفريدا من نوعه بتاريخ يوم الثلاثاء 10-2-1420هـ للتصويت على مرشح آسيا رغم أن الأمر لا يحتاج عرفاً وقانوناً وعدلية لأي اجتهادية فالمرشح تلقائياً هو بطل عام 1999م كما هو الحال بالنسبة (لجميع) أندية القارات (الأخرى) المشاركة في البطولة.
المهم... (صار) اجتماع التصويت، ليكسب (النصر) التصويت مرشحاً بعد حصوله على أصوات 6 من أعضاء اللجنة (الموقرين) وهم: (اللبناني) رهيف علامة، (الإماراتي ) يوسف السركال، (الصيني) جي لونق، (الإيراني) محمد بختري، (الهندي) مور (السعودي) وليد بن بدر..!
هذه الحقيقة التي أوردها الزميل من ذاكرة التاريخ شغلت كثير من منتديات الرياضية من التعليقات والنقاش وكأنما يؤكد حقيقة أن ذاكرة التاريخ لا تموت، ولا تغيب، ولا يخفيها النسيان..
هذا الموضوع فيه فواجع عديدة، جدير بأن تكشف ملفاته من جديد، لتعرف الأجيال الجديدة كثير من حقائق الأمور ولتفرق بين التاريخ الحقيقي للأحداث وما بين تأليف التاريخ وترويجه كحقيقة مغشوشة وتحديدا ذلك الموقور الذي لم يستحِ أن يصرح عبر وسائل آلته الإعلامية: أن بطولات الهلال تحققت زوراً وبهتاناً!! يا عمي.. فارق بين بطولات بالجهد والعمل والشرف وبطولات اللفلفة والغشغشة والترشيح!.
احتفالية نادي الهلال بحصوله على بطولة الدوري.. كشفت حقيقة أحوال وقدرات الأجهزة التنفيذية الإدارية، وتواضع قدرات (أمانة النادي) و (العلاقات العامة).
أسلوب وفوضوية وارتجالية الاحتفال لا تليق بمكانة وجماهير نادي شعبي واسع النطاق كالهلال.
يا للمصادفة فقد نشرة الجزيرة خبراً من احتفال الهلال منذ أربعين عاماً بحصوله على بطولة الدوري فارق وفارقيه رغم شح وتواضع إمكانيات ذلك الزمان لكن فارق (العقلية) وكفاءة (الكادر التنفيذي) و (عمق هلالية) أولئك الرواد تختلف عن حال (الآن).
احتفالية الهلال في زمن تواضع الإمكانيات والقدرات زادت من إلحاح جماهير الهلال على عودة ناديهم إلى أحضان جماهيره. احتفالية الهلال وما حدث فيها من ارتجالية وعشوائية وسلق لعلها تكشف لرئيس الهلال أن أجهزة النادي التنفيذية تحتاج إلى غربلة وتطوير.. وأن تجديد إدارته وأمانة النادي أمر تفرضه شروط المرحلة الجديدة.
حضور الهلال الإعلامي الضعيف لابد أن تكشف مسبباته وكشف لغز (المقاول الإعلامي) المكتفي بتلميع الرئيس بأسلوب وطريقة لا تليق بمكانة وفكر الأمير الراقي، وما فيها من استفزاز وتكريه خبيث فيما المتضرر المستمر من دكان المقاول.. الهلال وتشويهه.
تشكيل لجنة الحكام الجديد.. أصاب مدرج الكرة السعودية بخيبة كبرى فلا زالت الحلول التقليدية الخيار المتاح، فحلول (اللجان) يفترض أننا تجاوزها كنمط إداري تقليدي لا يجدي وكأنما لا زلنا نحلب من ضرع نموذج (الدهام التحكيمي) شكلاً ومضموناً وآلية عمل وكوادر.
مع احترامي وتقديري للأساتذة المهنا والعمرو ورفاقهم إلا أنهم لا يمتلكون قناعة وثقة الرأي العام الرياضي لمسببات لا تخفى على الراصد لتاريخ التحكيم السعودي.. الأحوج إلى (منظومة تحكيم) وليس (لجنة)!
قناة الهلال الفضائية.. لماذا لا يراد أن تظهر.. وهل كان للمقاول الإعلامي دور في هدم تفاؤل تحقيقها من خلال نموذج (قناة الزعيم) التعيسة يا للعجب.. كوادر القناة تبعثروا على أندية أخرى مسؤولين إعلاميين ومستشارين وعادوا إلى تشجيعهم وبطريقة (الحبيب الأول).