لا يمكن الوصول إلى حلول جذرية لقضية البطالة وتوطين الوظائف دون طرح عميق تتوحد عبره رؤى جميع الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة العمل بمختلف مؤسساتها والقطاع الخاص، وتظل كل المؤتمرات والملتقيات التي تعقد في هذا الصدد مجرد جهود لحلول جزئية ومؤقتة يمكن وصفها بالمسكنات، ولكن تظل الحلول الكلية رهينة بوضع تصور كامل وعميق يحدد الأولويات ويضع المعالجات وفقا لاستراتيجية بعيدة المدى تراعي كل الجوانب المرتبطة بهذه القضية بعيدا عن التسرع في اتخاذ القرارات وما يترتب عليها مستقبلا، كما أن ما تطرقت له ساحة مجلس الشورى مؤخرا من تداولات حول قضية الإعانة للعاطلين عن العمل تعد أيضا من قبيل الحلول المسكنة التي تغض الطرف عن المشكلة الأساسية وهي إتاحة فرص عمل حقيقية للعاطلين.
وبالنظر إلى معرض سوق العمل السعودي الذي يبحث إتاحة أكثر من مائة ألف فرصة عمل للسعوديين بالقطاع الخاص كنموذج للجهود الرامية لمحاربة البطالة وتوطين الوظائف نجد أن الرقم المستهدف كبيرا جدا ويساهم بفاعلية في القضاء علي البطالة.. والتساؤل المهم هو أن المؤتمرات والمنتديات فرصة مهمة لتواصل الجهات المعنية والمساهمة في تقديم الحلول المشتركة إلا أن تفعيل هذه الحلول وديمومتها يظل مرتبطاً بإيجاد أطر واضحة لتكامل هذه الجهود ونقلها من ساحة الحلول المؤقتة إلى ساحة الحلول الاستراتيجية طويلة المدى.
الشواهد والتجارب عالميا ومحليا تؤكد بأن الحل السحري للبطالة يكمن في التخطيط الدقيق والعمل برؤية ثاقبة وإعادة التأهيل والتدريب وفقا لمتطلبات سوق العمل، وهذا الوضع يجب أن يسود حتى نتوصل لبيئة صحية لسوق العمل.
***