إلى الإنسانِ الشجِيّ والشاعرِ المُبدعِ الأخ الحبيب والصديق العزيز معالي الدكتور/ عبدالعزيز محيي الدين خوجة، الذي هيّج بقصيدته التي عنوانها «الحقيقة» المنشورة في جريدة (الجزيرة) يوم أمس الأول (السبت22 صفر) أشجانَ قلوبٍ كثيرةٍ، خاصة عندما قال فيها:
(إني اكتشفتك في فؤادي خفقة
مخبوءة
فتناغمت من عزفها نغماتي
فعرفت أني قد بلغت ذرى المنى
هل بعد هذا الحب من غايات)
مع خالص الود والتقدير.
***
مَنْ يَا تُرَى
مَهدِيَّةُ الخَطَراتِ ؟
وأثيرَةُ الأشجانِ والخَفَقاتِ ؟
مَنْ حَرَّكَتْ ألِفَ الكَلامِ
وأيقظتْ نُونَ القَصِيدِ
وكامِنَ الأنّاتِ ؟
مَنْ يا شَجِيَّ القّلبِ مُذْ عُرِفَ الهَوى
نَالَتْ مَقَامَ القُطبِ في الخَلَجاتِ ؟
آهٍ وآهٍ مِنْ تَرَنُّحِ خَفقَةٍ
مُلتاعةٍ عُلْوِيَّةِ النَّفَحَاتِ
آهٍ وهل في الآهِ مِنْ مُتَنَفَّسٍ
لٍمُتَيَّمٍ دَنِفٍ وَطَوقِ نَجاةِ
آهٍ وآهٍ مِنْكَ
يا سِفرَ الجَوَى
ومُفَجِّرَ الأنهارِ في الكَلِمَاتِ
يا سَيِّدي
يا شَوْقَ كُلِّ قَصِيدَةٍ
يا مُنشِدَ الآهاتِ والأنَّاتِ
يا مُوقِظَ الوَجدِ القديمِ بِوَجدِهِ
ومُجَدّدَ الأشجانِ والحَسَراتِ
لِلَّهِ ما فَعَلَ الهَوَى بِقُلُوبِنا
وتَعاقُبُ الشَّهَقاتِ والزَّفّراتِ
لِلَّهِ ما فَعَلَتْ بِنَا أشواقُنا
في كُلِّ سَاقِيَةٍ وكُلِّ فّلاةِ
نَلتاعُ وا عَجَباً وفي أرواحِنا
ونَذوبُ خَوفاً من لَظى الغَفَلاتِ
ونكادُ لولا الصَّبر حينَ تَهُزُّنا
شطحاتُنا نَفنَى بِكُلِّ صَلاةِ
لا ليسَ بعدَ الفَيضِ منْ أمنيَّةٍ
لا ليسَ بعدَ الموتِ
منْ سَكَرَاتِ
لا ليسَ بَعدَ هَواكَ أيّةُ غايةٍ
أَوَبَعْدَ هذا العِشقِ مَنْ غَاياتِ ؟