Al Jazirah NewsPaper Monday  08/02/2010 G Issue 13647
الأثنين 24 صفر 1431   العدد  13647
 
مستعجل
رواتب للعاطلين باختيارهم..!
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

قرأنا خلال الأسبوع الماضي حديثاً عن إجراء رواتب شهرية للعاطلين عن العمل.. وقرأنا سجالاً حول هذا الشأن.

- السجال دار حول هذا الموضوع من عدة زوايا..

- فالزاوية الأولى هي.. هل لدينا عاطلون فعليون؟

- هل هناك أشخاص بحثوا عن وظائف ولم يجدوا وظائف؟

- أم أن البطالة لدينا اختيارية.. بمعنى.. أن هؤلاء العاطلين هم عاطلون باختيارهم وإرادتهم.. إذ إن هناك عدداً من هؤلاء المحسوبين على العاطلين يمكن أن يعملوا في عدد من المجالات المتاحة.. ولكنهم رغبوا عنها إلى البطالة.

- سُمع أحد مديري الشركات الكبرى يقول يتقدم لنا مئات الشباب وأكثرهم يرفض بعض الوظائف.. كالعمل الحرفي الميداني والعمل الشاق.. وأكثرهم يريد مكتباً بل إن بعضهم يقول.. لو وافق الشاب على هذا العمل.. تفاجأ بأن والده يرفض ويقول (لا أقبل لابني هذا العمل) أو (هذا العمل ما هو لنا) وهذا.. يعكس أن العقلية القديمة التي تستعيب بعض الأعمال.. أو التي لا تزال تفكر في مكتب وكرسي وطاولة.. أنها لا تزال هي السائدة وأنها لا زالت موجودة.. ولها قوتها.

- البطالة لدينا إذاً وُجدت.. هي بالفعل.. اختيارية.. بدليل وجود سبعة ملايين غير سعودي على أرضنا (50%) منهم لا يملكون مؤهلات البتة.

- بمعنى.. أن حوالي أربعة ملايين منهم تقريباً.. دون مؤهل.. مما يؤكد.. أن لدينا أربعة ملايين وظيفة لا تحتاج أساساً إلى مؤهل.

- وإذا أدركنا.. أن ما يسمى بالعاطلين لدينا.. هم رقم مُختلف فيه.. فهناك من قال (200) ألف... وهناك من قال: (400) ألف.. وعلى افتراض أنهم (400) ألف.. فلدينا (4) ملايين وظيفة غير متخصصة.. يشغلها غير سعوديين ولا تحتاج أدنى شهادة.

- غير أني أعود لموضوعنا.. وهو إجراء رواتب شهرية ثابتة للعاطلين عن العمل حتى يحصلوا على وظيفة.. وهو موضوع عاطفي يدغدغ المشاعر.. ويرضي شبابنا ومن يحملون الفكر العاطل.. ولكنه في النهاية.. ضرر محض.

- فالدولة.. تجري ضماناً اجتماعياً للفقراء والعاجزين ومن لا يقدر على العمل.. فهذا متحقق أساساً لمن يعجز عن الكسب لأي سبب والباب مفتوح لكل عاجز.

- الشيء الثاني.. أن هذا الإجراء لو اتخذ فسيساعد على الكسل والبطالة.. وشبابنا أو (بعضهم) هو من فئة الكسول أساساً.. فكيف نشجعه على الكسل؟ وكيف نساعد على البطالة؟

- الشيء الثالث.. أن بعضهم.. التبس عليهم أمر مساعدة العاجزين وغير القادرين على الكسب.. ومن هو عاطل (باختياره) وهو قادر على العمل.

- هناك فرق بين الاثنين.. وهذا الاقتراح الجديد يساوي بين الاثنين.

- يساوي بين العاجز غير القادر على العمل الكسب لأي سبب كان.. وبين من هو في قمة عطائه ونشاطه وقوته.. لكنه لم يجد وظيفة تناسبه.. وتناسب ذوقه وقريبة من منزله.. وغير مزعجة ودوامها خفيف.. ويستحسن أن يكون المكتب.. كبيراً وواسعاً وتتوافر فيه كل الخدمات.

- فالعاجز عن الكسب.. والفقير غير القادر على العمل لأي سبب.. يتكفله الضمان الاجتماعي منذ أكثر من ستين سنة.. ولا يحتاج إلى اقتراحات جديدة.. وأفكار جديدة.. وطروحات جديدة و (مداخلات وبَرْبَسَات) لا قيمة لها غير الضحك على الناس وجذبهم بكلام ليس له قيمة ولا يمكن تطبيقه على أرض الواقع..

- (تَرَفّقَوا) بالناس ف (البريميل) كان بتسعة دولارات ولا يمكن الاعتماد على شيء يتحكم فيه غيرنا..

- و (لا تنسون) أن ثلاثة أرباع سكان المملكة ينتظرون على أحر من الجمر!! مشروع التحلية.. و(قرض) صندوق التنمية العقاري.. أهم مليون مرة من رواتب للعاطلين ودراسة إجازة الشغالات وغيرها من (البربسات)!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد