«الجزيرة» - نايف الفضلي
عقد لجنة جائزة التميز الصحفي في مجال الملكية الفكرية يوم أمس الأحد المؤتمر الصحفي الأول للنسخة الثانية من الجائزة تحت عنوان «حماية حقوق الملكية الفكرية.. حماية العقل»، التي عقدتها في مقر هيئة الصحفيين السعوديين.
وضمت اللجنة كلاً من الأمين العام لهيئة الصحفيين الدكتور عبد الله الجحلان ورئيس تحرير صحيفة الحياة الأستاذ جميل الذيابي ورئيس تحرير صحيفة اليوم الأستاذ عبد الله الوعيل ورئيس تحرير المجلة العربية الدكتور عثمان الصيني وعضو مجلس الإدارة الأستاذ عبدالعزيز العيد، وعن اتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في المملكة الأستاذ محمد الضبعان.
وتسعى هيئة الصحفيين السعوديين بالتعاون مع اتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في المملكة إلى زيادة وعي المجتمع ضد ظاهرة القرصنة وحماية الحقوق المتعلقه بالملكية الفكرية في السوق السعودية، حيث إن هذه الظاهرة ترهق الأقتصاد الوطني وتكبده خسائر سنوية إلى مبلغ (750) مليون ريال فيما يخص البرامج الإلكترونية والبرمجيات.
وانطلاقها من أهمية الدور الإعلامي كونه المحور الأساسي الذي تقوم عليه ثقافة المجتمعات ولما لظاهرة القرصنة من آثار سلبية على سمعة المملكة عالمياً وتأثيرها على جذب الاستمثارات الأجنبية فقد رأت هيئة الصحفيين السعوديين واتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في المملكة إطلاق هذه الجائزة للعام الثاني على التوالي، لما لاقته النسخة الأولى من صدى طيب.
وعن شروط المشاركة في المسابقة فهي أن يكون المشارك من (الصحفيين)، مجدداً لعضويته في هيئة الصحفيين السعوديين، وأن يُنشر العمل في وسيلة إعلامية صحفية أو تلفزيونية داخل المملكة وتسلم نسخة منه للجهة المنظمة قبل نهاية يوم 30 أبريل 2010، ويشترط أن يكون الموضوع مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بقضايا الملكية الفكرية. ولمزيد من التفاصيل على الراغب في المشاركة زيارة موقع هيئة الصحفيين السعوديين (www.sja.org.sa).
وخصصت الهيئة واتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية (300.000) ريال للمشاركين في الجائزة، تم تقسيمها إلى قسمين:
فرع التلفاز (120.000) ريال توزع على خمس مراكز، وفرع الصحافة (الصحف، المجلات، النشرات الدورية) مجملها (180.000) ريال توزع على 6 مراكز.
بدأ الدكتور عبدالله الجحلان الجلسة مرحباً بالحضور والتي اكتظت القاعة بهم من صحفيين وإعلاميات، وتحدث عن مفهوم الجائزة وأهدافها وما تسعى إليه من رفع وعي المجتمع إلى ضرورة حماية الملكية لما له من عوائد إيجابية وأيضاً تنبيهه إلى الآثار الناجمة عن انتهاك تلك الحماية.
وتطرق إلى شروط التنافس على الجائزة قائلاً: «لو تشددنا لما تقدم شخص للجائزة» وأهم الشروط للتنافس أن تكون الأعمال المقدمة قد نشر في إحدى الصحف السعودية وأن يكون مقدمها عضو في هيئة الصحفيين السعوديين، وعلق بأنه سوف يتم تشكيل لجنة من أجل فرز جميع أعمال التلفزيون الخاصة بالجائزة.
وأشار كذلك إلى أنه قد نتحفز إلى إدخال الشركات والمؤسسات التي تشجع على حماية الحقوق الفكرية وهذا الشيء سوف نصل إليه شئنا أم أبينا.
وفي نهاية كلمته وجه الجحلان جزيل الشكر إلى المجلس السابق الذي كما يقول «نحصد ثمار التأسيس ونكمل المسيرة على مختلف الأصعدة». وأكد للحضور أن هذا العام سوف يلمسون الجديد من مختلف الأنشطة المبتكرة المتوالية التي تخدم المنشط الإعلامي ككل وتخدم الصحفي والصحافة.
من جهته أكد الأستاذ جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة الحياة أن الجائزة ليست فقط تحفيزاً مادياً إنما هي للتعبير عن ثقافة الإنسان وثقافة الوعي، ويرى الذيابي أن ملكية الحقوق الفكرية في المجتمع منتهكة بصورة لا تقبل في مختلف جوانبها سواء التجارية أو الفكرية، وأنه يجب محاسبة كل من ينتهك حقوق الآخرين وعدم التهاون في ذلك، في إشارة إلى قضية تداولها الوسط الصحفي مؤخراً في محاسبة إحدى الكاتبات بسبب سطوها على نصوص آخر.
وذكر الذيابي أن من أهداف الجائزة التوعية بالآثار الناجمة بسبب القرصنة، وأنه من الواجب أن يتفاعل معها المجتمع ويتعرف على آثارها، والتي منها الآثار الاقتصادية على البلاد والاستثمارات الخارجية التي من الأسباب التي تحجم عن تواجدها تلك الانتهاكات.
وطالب الذيابي بدور إعلامي حي ومفعل له تأثيره وقدرته على التواصل مع طرفي المؤسسات المختلفة والسكان. ونوّه الذيابي إلى تطور النصيب المادي للجائزة التي بلغت 100 ألف ريال وارتفعت من 200 ألف وصولاً إلى 300 ألف هذه السنة وتشمل أحد عشر فائزاً وهي في تصاعد بإذن الله، وشكر في ذلك اتحاد منتجي برامج الكمبيوتر الذين واصلوا دعمهم الكامل لجائزة التميز الصحفي في مجال الملكية الفكرية.
وفي نهاية كلمته أكد الذيابي بأن العمل الصحفي لابد أن يكون متكاملاً، وأن لا يكون وقتياً، فمهمة خدمة ثقافة الإنسان ووعي المجتمع في هذه البلاد يحتاج إلى جهود مضاعفة وعملاً متواصلاً يقف ضد القرصنة وانتهاكات الملكية.
وشدد الأستاذ محمد الضبعان المستشار القانوني ممثل اتحاد منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في المملكة «BSA» على أهمية هذه المبادرة الذي وصفها ب»الرائعة» وأثنى فيها على جهود هيئة الصحفيين السعودية ووكالة بروتوكول المنظمة للجائزة.
وانتقد الضبعان «تكاسل» الشركات المنتجة لبرامج الكمبيوتر على دعم هذه الجائزة التي هي في الحقيقة تخدم الوطن كما تخدم مصالحهم التجارية، ومع ذلك فإحجامهم عن المشاركة كان بمثابة خيبة أمل، واقتصر الدعم كاملاً على شركتين فقط هما مايكروسوفت وأدوبي اللتين لم يتهاونا عن ذلك.
وعقب سؤال من أحد الصحفيين عن ما لمسته اللجنة خلال النسخ السابقة من الجائزة، أكد الجحلان بأن فهم القضايا الملكية والوعي بذلك صاحبه ارتفاع ملاحظ من خلال عدة مؤشرات منها حجم المشاركات المتصاعد في المسابقة وهذا بالطبع يسعد الجميع، وبخصوص هذه النسخة فإنه يجزم بأن صداها سوف يكون أكبر من العام الماضي وأن المسابقة بدأت بالفعل تستقبل الكثير من العقول والأقلام التي ترددت في الماضي.
وفي معرض الإجابة عن أسئلة الإعلاميات والإعلاميين من الحضور أجاب الجحلان بأن المشاركات مفتوحه لجميع «الصحفيين» بشرط أن تكون الوسيلة إعلامية وأن يكون عملاً متميزاً من خلال تقييم اللجنة، وفيما يخص المشاركات التلفزيونية فإن اللجنة تدرس تنظيم ذلك، ويستطيع إلى حينها جميع الزملاء التقدم بمشاركاتهم.
وعن اعتباطية التصرف فيمن ينتهكون حقوق الملكية خصوصاً في البرامج المنسوخة المنتشرين في أمكان معروفة علل الاستاذ جميل الذيابي بأن ذلك يعود إلى تنازع الاختصاص لوضع هؤلاء المتنقلين بين عدة جهات حكومية، وأضاف بأننا نأمل أن يتم إنشاء شركة حكومية أمنية للحد من سرقة الحقوق الفكرية للأشخاص والمؤسسات والشركات.
وأشار الأستاذ محمد الضبعان أن نسبة القرصنة العام الماضي ارتفعت إلى 52% نتيجة لاتساع السوق واستفحال انتهاك ملكية الحقوق الفكرية. ولكن ما زال التفاؤل بأن هنالك المقدرة نظراً للجهود المبذولة والمرتبة لخلق بيئة إيجابية أكثر.
وفي ختام المؤتمر الصحفي أعلنت لجنة جائزة التميز أسماء الفائزين في جائزة التميز الصحفي لحقوق الملكية الفكرية في النسخة الأولى من الجائزة العام الماضي بعد إدراج عدد الفائزين من 4 (الأوائل) إلى 10 فائزين.