الجزيرة - سعود الشيباني :
تنامت ظاهرة إدمان النساء للمخدرات بمختلف أنواعها بصورة لافتة للنظر أكثر من ذي قبل، وأكدت إحصائيات المديرية العامة لمكافحة المخدرات أن إدمان بعض النساء للمخدرات ناتج عن إيقاع أزواجهن أو أقاربهن الذين يدمنون هذه السموم، فيما استغل البعض النساء لأهداف مشينة لعل من أبرزها بيع أعراضهن لتجار ومروجي السموم القاتلة بعد أن فقد المدمنون وظائفهم التي كانت مصدر دخلهم، وذلك بسبب تغيبهم وإهمالهم أعمالهم، فأصبح استغلال النساء بديلا لهم يشترون من خلاله المخدرات ونسلط الضوء عبر هذا التحقيق على إدمان النساء وأسبابه وتداعيات الظاهرة.
أوقعني زوجي بالإدمان
بداية تحدثت ل(الجزيرة) إحدى المدمنات وتدعى (مها) قائلة: تزوجت قبل عشرة أعوام من شخص لدية زوجة وأطفال وكان فارق العمر بيننا قرابة ال(17) عاما، ولم أكن أعتبر ذلك مشكلة، ولم أكن أدري ان هناك من المشاكل ما ينتظرني في المستقبل، وبعد مضي فترة قليلة تغير مسار الحياة الزوجية التي أصبحت بالنهاية لا تطاق، اكتشفت أن زوجي مدمن للهيروين، وحاولت جاهدة الوقوف بجانبه وإنقاذه من رفقاء السوء، وبذلت في سبيل ذلك الكثير من وقتي وصحتي وسمعتي وصبري ولكنني فشلت فشلا ذريعا، بل تغلب علي وجذبني نحو مستنقعه الآسن وأوقعني بالإدمان معه، وزادت الحالة سوءا، وكنت قد أنجبت منه أطفالا أصبحوا ضحية هذه الزيجة غير المتكافئة.
سكوت على الفساد
وكانت بداية الإدمان لأول مرة جرعة تعاطيتها في مساء يوم اثنين لنا أنساه أبدا قبل ثمانية أعوام كان الجو على الطبيعة ربيعيا، لكنه كان قحطا ودمارا لي ولزوجي وأطفالي وأسرتي إذ تحول منزلي الجميل إلى مرتع لتجار ومروجي المخدرات حثالة المجتمع وقد تعرضت ابنتي ذات التسعة أعوام لمحاولة تحرش من مروج وكنت لحظتها أشاهد أفعاله الدنيئة ولكني لم أستطع حماية ابنتي لأنني في عالم نهاية الدمار.
لا علاقة مع الأهل
وأضافت: طوال فترة إدماني المخدرات انقطعت علاقتي بوالدي ووالدتي وأقاربي والكل عرف عن انحرافي ولا احد يرغب حضوري لا نني أصبحت أشكل خطرا حقيقيا على الأقارب ولكن جيراني جزاهم الله خيرا اعتنوا بأطفالي وكانوا يحرصون عليهم أكثر مني لأنهم يشاهدون أطفالي بالشارع يهربون من المنزل من كثرة المشاجرات بيني وبين زوجي المدمن وكذلك عدم وجود أكل بالمنزل وقد تردت حالتهم ولم يتم تسجيلهم بالمدارس، كما أنهم أصيبوا بأمراض جلدية بسبب عدم الاعتناء بهم وإهمال نظافتهم، وطوال فترة إدماني وخلال خمسة أعوام من الدمار لم أتذكر أني قمت بنظافتهم أو الاعتناء بهم.
الجرعة الزائدة سبب العودة
وذات يوم تناولنا جرعة وفقدنا معها الوعي تماما، وأبلغ الأطفال الجيران عن حالنا المحزن والمخزي للغاية وتم نقلنا للمستشفى في حالة يرثى لها، وبعد الكشف ومعرفة أننا مدمنان بدأت مرحلة العلاج بمستشفى الأمل وقامت المديرية العامة لمكافحة المخدرات قسم النساء بمتابعة حالتي، مع أخريات مع اختلاف حالاتهن، وبعد فترة العلاج تماثلت للشفاء وانفصلت من زوجي المدمن (المروج) الذي ألقي عليه القبض بتهمة ترويج المخدرات وبمساعدة المديرية قمت بتدريس أبنائي والعناية بهم وعادت العلاقة مع أسرتي بعد أن أوضحت المديرية العامة لمكافحة المخدرات أنني ضحية زوج مروج ومدمن لا يخاف الله حتى في أبنائه وزوجته، وانطوت صفحة سوداء من سجل حياتي لذا حرصت أن يكون ما تبقى لي من عمر نظيفا ناصعا لعله يمحو ما مضى من حياتي وما لحق بنفسيات أبنائي الضحايا!.