الجزيرة - نايف الفضلي :
افتتح معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان صباح يوم أمس المؤتمر العالمي الخامس لأمراض الجراحة العامة الذي ينظمه قسم الجراحة في كلية الطب بجامعة الملك سعود بحضور عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور مساعد بن محمد السلمان ووكيل كلية الطب للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور محمد العمران ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عمر بن عبد الله العبيد وضيف شرف حفل الافتتاح الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، إضافة لعدد كبير من الأطباء المشاركين بالمؤتمر من داخل المملكة وخارجها.
ومن المأمول أن يتناول المؤتمر أحدث المستجدات في تخصصات جراحة القولون والمستقيم، والكبد والبنكرياس، والثدي والغدد الصماء، وجراحات تخفيف الوزن والمناظير، إضافة لاحتواء البرنامج العلمي على جلسات خاصة لمناقشة الحالات الصعبة والمعقدة للاستفادة من تجارب الجميع.
كلمة مدير الجامعة
وفي بداية كلمته رحب معالي مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان بالمشاركين بالمؤتمر من داخل وخارج المملكة والزملاء الموجودين وضيف الشرف الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة.
وأضاف أن هذه المناسبة قيمة جداً وتستمد أهميتها من الموضوع الذي يطرحه المؤتمر للنقاش بهدف التوصل للمستجدات الجراحية، مؤكداً أن هذا المؤتمر يأتي في إطار الخدمة النوعية في مجال الرعاية الصحية التي تضطلع بها الجامعة.
وقال الدكتور العثمان: نشكر ولاة الأمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو الأمير سلمان - حفظهم الله - على دعمهم غير المحدود لهذه الجامعة، كما نشكر المجتمع بأسره على مساندتهم للحراك التطويري بالجامعة، والشكر كذلك للإعلاميين والمثقفين، وعند ذكرهم لا بد ألا ننسى أبا بشار الأستاذ خالد المالك لما أسهم فيه وعلى ما يقدمونه من بناء ورصد لتلك الإنجازات وتقديم صورة ذهنية طيبة عن الجامعة.
وأشار الدكتور العثمان إلى أن الجامعة انتهت من جمع تبرعات المرحلة الأولى لمشروع أوقاف الجامعة وبدأت في المرحلة الثانية لتلقي التبرعات موضحاً أن الجامعة نجحت ولله الحمد في بناء فلسفة جديدة للعمل الخيري في المملكة لذلك فجامعة الملك سعود من خلال مشروع أوقاف الجامعة أسست لمفهوم جديد للعمل الخيري وقدمت فلسفة جديدة له، فالعمل الخيري يجب ألا يختزل في بضع مشاريع كلّها مهمة، ولكن الوقف المرتبط بالتعليم يتمايز عنها بتأثيره على الإنسان وخدمة المجتمع، فالوقف التعليمي بالإطار التي تقدمه جامعة الملك سعود مفهوم آخر ونستطيع القول إنه حديث يقدم نافذة جديدة للعمل الخيري وهو ممارسة ربما تكون جديدة في الوقت الحالي في المملكة العربية السعودية وفي بعض الدول الإسلامية الا أنه يخرج من منطلقات الدين الإسلامي، موضحاً أن ريع الوقف سيخصص لأبحاث علاج الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى وأمراض السكري وغيرها مما تمس حياة الإنسان.
وقال: لا شك أن مساندة سمو الأمير سلمان رئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة مكّنها من جمع ما يزيد على مليار ريال، وأكّد أيضاً على أنه لا يمكن لأي جامعة أن تكون منافسة دون أي يكون لها مصد رمالي كبير يعينها على ذلك وهذا ما لمسناه ولله الحمد من قبل القيادة الحكيمة والداعمين الكرام.
وألمح الدكتور العثمان إلى أن كلية الطب ستكون المستفيد الأول من مشروع الأوقاف نظراً لأن ما تقوم به من الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين هو عمل إنساني إضافة إلى أن الأولوية لدى الجامعة هو التركيز وشعارها الحالي هو أن تكون جيدة في كل شيء مبدعة في بعض شيء وقال بعبارة واضحة: هدفنا الحالي أن تنتقل الجامعة من أداء الواجب إلى الإبداع في أداء الواجب ونحن لدينا تحديات كبيرة ولن نخذل مجتمعنا لأنه يستحق منا الشيء الكثير وما أجمل أن تكون جهودنا نفعاً متعدياً لكل أبناء المجتمع.
كلمة رئيس التحرير
ثم ألقى الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير وضيف الشرف، كلمة بهذه المناسبة قال فيها: مع كل مؤتمر يعقد بالمملكة في مجال الطب، أو في أي مجال آخر، كثرت هذه المؤتمرات أو قلت، وحيث يجمعنا الآن المؤتمر السنوي الخامس للجراحة تحت مظلة جامعة الملك سعود، هناك سؤال مشروع ومبرر: لماذا هذا المؤتمر؟ بل، ولماذا كل هذه المؤتمرات؟ فإذا بعنوان مؤتمرنا هذا يجيب عن السؤال، وإذا بالتفاصيل عن برنامجه تجيب بأكثر مما قد يكون عناه السائل، أو أراد أن يستفسر عنه.قصدت من هذا أن أقول لكم: إن عقد مثل هذا المؤتمر المهم، وما يماثله من المؤتمرات الأخرى، لا يمكن بدونها أن نكون جزءاً من العالم في التوجه نحو الأبحاث والدراسات والاستفادة من تجارب الآخرين، وإننا بتنظيمها وإشراك الخبراء والمتخصصين العالميين في محاورها وتمكينهم من عرض أبحاثهم واكتشافاتهم، إنما نؤصل نجاحاتنا ونكون في قارب واحد مع هذه القدرات العالمية في البحث عن المجهول لخدمة الإنسان في هذه الحياة.وهذا المؤتمر الذي يرعاه معالي مدير جامعة الملك سعود أ. د. عبد الله العثمان وتنظمه كلية الطب بجامعة الملك سعود، ويشارك به خبراء عالميون من أمريكا وكندا وأوروبا، ممن يشهد لهم بالتميز في مجال الجراحة العامة، إنما يضاف إلى إنجازات هذه الجامعة - القدوة - ويعطي مؤشراً جيداً على اهتمام قسم الجراحة في كلية الطب بمثل هذا النوع من المؤتمرات، حيث تحرص سنوياً على إقامة المؤتمرات المتخصصة في علم الجراحة، ضمن منظومة من المؤتمرات الطبية الناجحة التي تقيمها الأقسام الأخرى في كلية الطب بالجامعة سنويا.إن المؤتمر الخامس للجراحة الذي يجمع هذا الحشد الكبير من العلماء والخبراء والمختصين تحت مظلة جامعة الملك سعود يكتسب أهميته من أن المشاركين فيه هم على هذا المستوى من التميز وبهذا العدد الكبير، ومن أن ثلاثين ورقة عمل سيقدمها هؤلاء الذين قدموا من مختلف دول العالم، يناقشون من خلالها كل المستجدات في مجال جراحة أورام القولون والمستقيم وجراحة تخفيف الوزن والبنكرياس، إلى جانب تخصصات أخرى: كجراحة الكبد والثدي والمناظير وغيرها مما توصلوا إليه من خلال أبحاثهم، وما اكتشفوه من جديد لعلاج بعض هذه الأمراض المزمنة.وحسنا، إذ خصص اليوم الأخير للمؤتمر للعمليات الجراحية التي سيتم إجراؤها للمرضى هنا في المملكة العربية السعودية؛ فهذه فرصة للمرضى للاستفادة من خبرات وإمكانات هؤلاء العلماء، كما هي فرصة للأطباء في المملكة ولطلاب كليات الطب في جامعاتنا للتعرف تطبيقا وعن قرب على علم الجراحة من خلال خبرات هؤلاء العلماء، ولعل هذه بعض الفوائد التي سوف نجنيها من عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية كل عام، التي ينبغي الإكثار منها، وتمكين الأطباء وطلبة الطب من حضورها للاستفادة منها.لقد تقدمت المملكة في الخدمات الطبية عن ذي قبل، مع أن المشوار مازال طويلاً لبلوغ الأهداف التي تسعى إليها حكومة خادم الحرمين الشريفين، غير أنه لا بد من التذكير بأن حجم ميزانية وزارة الصحة لهذا العام قد بلغ أكثر من واحد وستين ملياراً من الريالات؛ بزيادة 17% عمّا تم تخصيصه لها بميزانية العام الماضي بحسب ما أعلن عنها، ما يعني اهتمام الدولة بتوفير مستويات مرضية ومتقدمة من العلاج للسعوديين والمقيمين، يضاف إلى هذا الاهتمام الزيادة في عدد كليات الطب في جامعات المملكة، حيث وصل عددها إلى نحو عشرين كلية، وتشجيع الراغبين في الابتعاث لدراسة الطب في عدد من الدول الأجنبية على حساب الدولة؛ مما جعل بعض مستشفيات المملكة وأطباء المملكة مرجعا لجراحة القلب والكبد والقولون، ضمن اهتمام بصحة الإنسان، حيث يبدأ الاهتمام بالوقاية ثم العلاج فالتأهيل، ضمن متابعة مستمرة للوضع الصحي للمريض.وإذا كانت جراحة الرجل الآلي من بين الموضوعات والأبحاث التي سيتصدى لها المؤتمر لتقديم المستجدات التي أمكن التوصل إليها في هذا النوع من الجراحات على مستوى العالم، فإن المملكة لم تكن غائبة عن تطبيق هذا النوع من الجراحات المتقدمة؛، حيث إن بعض المستشفيات بادرت مبكرا إلى استخدام ذلك في معالجة مرضاها، دون أن تدعي الكمال أو عدم الحاجة إلى ما يستجد من معلومات وأضافات، ولعل هذا المؤتمر يقدم لنا الجديد الذي جد في هذا العالم المتطور من التقنية الطبية العالية ضمن الأفكار الأخرى من أجزاء لها صلة بعملية الجراحة، وأن يصاحب ذلك توطين كل جديد في المستشفيات والمراكز الطبية في المملكة.بقي أن أقول لكم، أن محدثكم قد أقحم في الحديث لكم عن شأن لا علاقة أو معرفة أو سابق خبرة له به، لا من قريب ولا من بعيد، ولا أزيد على ما قلت إلا الشكر مع الاعتذار لمن تكرم ودعاني لإلقاء ما استمعتم إليه، متمنياً لمؤتمركم التوفيق والنجاح.
كلمة عميد كلية الطب
بعد ذلك ألقى عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور مساعد بن محمد السلمان كلمة رحب خلالها بمعالي مدير الجامعة راعي المؤتمر والضيوف الكرام من داخل المملكة وخارجها والمشاركين من الأطباء والطبيبات.
وقال عميد كلية الطب: نرحب بكم أجمل ترحيب في كلية الطب وفي حفل افتتاح المؤتمر (السنوي الخامس لأمراض الجراحة العامة)، الذي ينظمه قسم الجراحة بحضور ومشاركة نخبة من العلماء من داخل المملكة ومن الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، الدين سيثرون هدا اللقاء العلمي بالنقاش الهادف البناء في العديد من الموضوعات التي اختارتها اللجنة المنظمة ليكون برنامج المؤتمر، حيث سيتطرق لأحدث المستجدات في تخصصات جراحة القولون والمستقيم، والكبد والبنكرياس، والثدي والغدد الصماء، وجراحات تخفيف الوزن والمناظير، إضافة لاحتواء البرنامج العلمي على جلسات خاصة لمناقشة الحالات الصعبة والمعقدة للاستفادة من خبرات هؤلاء العلماء وأبحاثهم في المجال الجراحي والعلاجي، مضيفاً أن هذا المؤتمر وفي لفتة رائعة من اللجنة المنظمة يكرم العديد من القيادات الطبية والأسماء التي كان لها إسهامات وادوار متميزة في كلية الطب والمستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود.
وفي المجال الطبي بشكل عام، أيضاً لم ينس الزملاء الإعلام وهو شريكنا في النجاح من خلال المساهمة في نشر الثقافة الصحية وتوعية المجتمع وحضور الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة يمثل الشيء الكثير للمؤتمر.
وأكّد د. السلمان في حديثه بأن المدينة الطبية الجامعية سوف تكون بمثابة نقلة تاريخية سوف يسجلها التاريخ وستنعكس على مستقبل أبنائنا في هذا الوطن الغالي، كل هذا بدعم كبير ومتابعة من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله.
شكراً لكم جميعاً على حضوركم.
أخيراً أسأل الله العلي القدير أن تستمر مثل تلك اللقاءات العلمية المفيدة في جامعة الوطن جامعة الملك سعود.
وفي ختام كلمته وجّه شكره لمعالي الدكتور عبد الله العثمان على رعايته هذا المؤتمر وافتتاحه وللأستاذ خالد المالك على وجوده الثمين وللجنة المنظمة التي عملت بجهد على انطلاق المؤتمر بهذا الوجه المشرف.
كلمة رئيس اللجنة المنظمة
قال الدكتور عمر العبيد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر واستشاري جراحة القولون بكلية الطب: إن المؤتمر السنوي الخامس للجراحة ينعقد بمشاركة واسعة من أساتذة ومتحدثين من مختلف دول العالم، حيث يناقش كافة المستجدات في جميع فروع الجراحة العامة.
وأضاف: يشهد العالم أجمع ومنطقتنا على وجه الخصوص زيادة كبيرة لعدد من الأورام، وتعد أورام القولون والمستقيم من أكثرها انتشاراً، مما يؤدي لخسارة العديد من المرضى لأرواحهم رغم إمكانية منع ذلك عن طريق الفحص المبكر والمتابعة المستمرة، وسعياً من جامعة الملك سعود لتحمل واجبها الاجتماعي فإن هذا المؤتمر يتزامن مع مبادرة التثقيف الصحي التي أعلنها معالي مدير الجامعة أ.د. عبد الله العثمان قبل عدة أشهر والمتمثلة في الحملة التوعوية بسرطان القولون والمستقيم، وهي الحملة التي تهدف إلى زيادة نسبة وعي أفراد المجتمع عن هذا المرض، وسبل الوقاية منه.
وذكر الدكتور عمر العبيد أن الأوراق المقدمة في المؤتمر تقارب الـ30 ورقة على مدار الأيام الثلاثة الأولى، يلقيها عدد من أكفأ المتخصصين محلياً، وبمشاركة ثمانية متحدثين دوليين من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، وخصص مساء اليوم الثالث واليوم الأخير للعمليات الجراحية الحيَّة التي سيتم إجراؤها للمرضى.
في نهاية الحفل قدم الدكتور عبدالله العثمان مدير الجامعة درعاً تذكارياً للأستاذ خالد المالك ثناء وشكراً على حضوره القيم، ومن ثم كرّم د. العثمان عدداً من رواد الطب في المملكة بدروع تذكارية تحمل رمز المحبة والوفاء لإنجازاتهم، تقدمهم عضو مجلس الشورى الدكتور محسن بن محمد آل تميم، ووكيل وزارة الصحة الدكتور محمد بن حمزة خشيم، وعميد كلية الطب بجامعة طيبة الدكتور خالد بن رضا مرشد، وعميد كلية الطب بجامعة الملك فيصل الدكتور خالد بن مناع القطان، والدكتور عدنان بن بكر مفتي، والدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز النعيم.
كما قدمت كلية الطب هدية تذكارية للدكتور عبد الله العثمان فيما تلقي الدكتور عمر العبيد هدية تذكارية من أطباء الامتياز المشاركين بتنظيم المؤتمر.
عقب ذلك توجه الحضور يتقدمهم معالي الدكتور عبد الله العثمان والأستاذ خالد المالك لافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر.