فيروز تغوص بك في بحر الألم، تتشبث بأطراف حلم
مجاديف النجاة.... صوت
شراعك ..... كلمات
الزورق.... عيون غائبة ما ملت السفر
يقتلك اللحن.... يُشتتك الحنين... يخدش نقاء أحاسيسك! صوتها... فتصاب بتشوهات عاطفية.
حينما تسمعها تكون على أهبة الاستعداد لكل أنواع الوجع... البهجة.... الفقد.... الذكرى... القلق.....
تقلبات جوية مطلية... واغلب الظن أن تكون مصحوبة بعواصف رملية... عشقيه... أو رياح خماسينية... أو رذاذا يغشى قلوب أعياها القحط .
لا يحضرك شعور ثابت... تصاب بحالة عدم وضوح الرؤيا من جراء السحب الكثيفة ...... حيث تستنهض كل عواطفك لحين هتّان صوتها بسحبه المستهلة .
يذكرك صوتها بالمطر، وهو يوقظ الأرض بعد أن أعياه طرق النوافذ برعوده ...
وملّ يداعبها البرق ويُشّعل فتيله أمام عينيها..... فأخذ يرش الماء في وجهها، يبللها، فتستيقظ فرِحة، وتنثر كل ما في جعبتها احتفاءً به... زهور... فل... شيح.... بابونج ...... نفل...
تفرش لك البساط الذي لا ولن يتهيأ لغيرك.
يذكرني المطر بفيروز حيث لا توقظني الأصوات إلا صوتها
يهطل على قلبي بغزارة، فيوقظ ما شاء من ذكريات العمر، وليال السمر... في متاهات صوت .
شتي يا دنيا تا يزيد موسمنا ويحلى
نطرتك بالصيف... نطرتك بالشتي
أحيانا تسخر من حبك وأحلامك الوردية أو تتماهى معها، حيث نستسقي للمطر وتستسقي هي للعاشقين بالياسمين
يا دنيا شتي ياسمين... ع الي راحوا ومش عارفين ... من مين خايفين .
لا تستمع إليها إلا ويزداد وجعك
هي لا تغني بل تحفر وتنبش و(من عز النوم بتسرقني)
بلمح شباكه من بعيد ع الوادي مفتوح .....وتزيد الغصة .. وتزيد .. بهالقلب المجروح
آه من صوت ذي غصة
يجعلك تحن إلى تداعيات الطفولة (وتعن ع بالك ليالي الولدنه)... ورموزها، حيث لا أكبر عندهم من البحر، ولا أبعد من السماء
شايف البحر شو كبير.... كبر البحر بحبك.... شايف السما شو بعيده.... بعد السما بحبك
تُظّهر تساؤلاتك ببراءة الطفولة وطهرها، وعفوية التفاتاتها
قل لي ..... حكي لي.... نحنا مين
وليش بنتلفت خايفين
ومن مين خايفين
- وتتماهى مع طفولتك في أسئلتها عن المواعيد وإلحاحها
موعدنا بكره.... وشو تأخر بكره ..... قولك مش جايه.... حبيبي
تسابق لهفاتك الطفولية، بصدقها، وخوفها من اليتم والفقد
أنا كل ما بشوفك... كأني بشوفك لأول مره حبيبي
أنا كل ما تودعنا... كأنا تودعنا لأخر مره حبيبي
- صوت لا يتورع عن الهسترة بمشاعرك .. فتجد نفسك تناجي الجمادات... الأماكن.... تبثهما وجعك
يا جبل الي بعيد.... خلفك حبايبنا
بتموج متل العيد... وهمك متعبنا
اشتقنا ع المواعيد ..... بكينا تعذبنا
- صوت يجعلك تعقد صداقة مع الطير، وتفضي إليه ، وتحمله رسائلك حيث لا صداقة ولا أسرار مع بني البشر، فلأول هفوة أو زلة ، يبدأ التشنيع بك، فالأسلم مصادقة الطير .
يا طير يا طاير على اطراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بني ..... يا طير
- صوت يتماهى مع أحزانك... يعزيك... يوقظ داخلك العزة المموهة... والمكابرة والشوق إلى الندية في الحب .
لا تجي اليوم... ولا تجي بكره
خوفي لا تضيعني... بالعيد وما ترجعني
الله معك يا هوى يا هوانا، يا مفارقنا
حكم الهوى يا هوانا وافترقنا .
روح دخلك لا تجي.
