بحكم كوني أستاذاً جامعياً تربوياً أمضيت يوماً كاملاً متنقلاً بين فصول مدرسة ثانوية بالرياض، وعند خروجي من بوابة المدرسة رفعت كفي إلى السماء داعياً الله أن «يثبت» المعلمين، وأن يمنحهم «القوة» و»الحلم» والبقاء على مبادئهم التربوية السامية، فالمعلمون لا يواجهون إجهاداً جسمانياً فحسب، بل وإجهاداً فكرياً ونفسياً. يعلم الجميع أن آلافاً من المعلمين عانوا لسنوات طويلة من هدر لحقوقهم المادية، بل إن بعضهم شعر بالغبن وهو يرى زميله الذي تخرَّج من نفس القسم الأكاديمي يعامل معاملة مالية أفضل، في وقت قد يكون هو أفضل من زميله مهنياً وأشد التزاماً منه بالعمل. لقد حسم سيِّدي الملك عبد الله هذا الخلل ووجَّه بمنح المعلمين جميع حقوقهم المادية النظامية. أظن أن أقل ما يمكن أن تفعله وزارة التربية اليوم هو أن تصدر بياناً تعتذر فيه لجميع معلميها الذين انتقصت حقهم النظامي لفترة من الزمن. نعم قد يكون لدى وزارة التربية ظروفها التي لا نعلمها، وقد يكون ما حصل من تقصير بشأن حقوق بعض المعلمين خارجاً عن إرادتها ورغبتها، لكن في كل الأحوال المعلمون ينتظرون كلمة طيِّبة من وزارتهم تطيِّب خاطرهم الذي كسر لفترة من الزمن، وهذا أقل ما يمكن أن تفعله وزارة التربية.