كنتُ أفضل تأجيل الكتابة حول الحكام ولجنتهم الجديدة حتى تتضح الأمور أكثر ونتعرف على عمل اللجنة ونمنحهم المزيد من الوقت حتى ينالوا فرصتهم كما نالها غيرهم.. هذا رغم قناعتي المسبقة أن الوضع سيستمر على ما هو عليه.. ولن يتبدل إطلاقاً.. فكل ما يحدث لدينا هو تبديل في الأسماء والمراكز فقط.. ولكن السياسة هي نفسها مع جميع اللجان.. وبقينا على حالنا كما نحن لم نتبدل أو نتغير..!
ورغم هذا كُنت أفضل التريث.. لكن الأخطاء (الكوارثية) التي حدثت في مباراة الفتح والاتفاق والتي خرج منها الاتفاق من بطولة مهمة حفزني لأن أتناول موضوع الحكام دون أن أمنح المهنا ولجنته أي فرصة فالكتاب واضح من عنوانه..!
يجب أن نعترف و نكون صادقين مع أنفسنا.. وهو أن مستوى التحكيم لدينا أقل من طموحنا وبمراحل.. وأضعف وبمراحل أيضاً من مستوى تسيد المسابقات التي حواليها.. والحكم السعودي لا يتعدى أن يكون ناتجاً عن أحد أمرين.. إما حكم فاقد للقدرة التحكيمية الحقة من حيث عيوب كثيرة.. وهؤلاء كان يُفترض من زمن الاستغناء عنهم دون تردد بدلاً من أن يرهقوا أنفسهم بما لا طاقة لهم به.. والنوع الآخر من الحكام فهم أولئك الذين يمتلكون المستوى المُشرِّف.. ولديهم الاستعداد لأن يكونوا أكثر تطوراً ومن الممكن أن ينجحوا لأنهم يتمتعون بالمواصفات الجيدة.. بيد أنهم كانوا يحتاجون لليد التي ترشدهم وتضيء لهم الدرب.. وأيضاً وقفنا في وجوههم مسؤولين وإعلاميين.. وأصبحوا مثل سابقيهم بعد أن فقدوا الثقة بأنفسهم..!
من وجهة نظري أن لجان التحكيم جميعها دون استثناء.. عاشت كثيراً على مجاملة بعض الحكام.. وتهميش آخرين أكثر كفاءة وقدرة منهم.. وكانت كل لجنة تركز على مجموعة مُعينة.. وكأن الساحة قد خلت إلا منهم.. وكأن بقية الحكام غير موجودين في الخدمة.. وظلت اللجان تداري أخطاء الحكام بطريقة لا تخدمهم.. لأن اللجان دون استثناء يفتقدون إلى الجرأة والشجاعة والحزم.. وما دفاع اللجنة السابقة عن حكم مباراة الشباب بالفتح في كأس الأمير فيصل إلا شاهد حي على الدفاع غير المنطقي.. ولو كانت اللجان تُعاقب حكامها عند أخطائهم لحدَّت كثيراً من تفاقم الأخطاء..!
ببساطة الثقة بالحكام من قبل المتابعين اهتزت.. من ذلك اليوم الذي فقدوا فيه الثقة بأنفسهم.. مازلنا نملك فرصة إصلاح التحكيم.. فنحن نملك المقومات اللازمة.. والكفيلة بأن نتجاوز حالة الفشل.. ومن أولى تلك المقومات امتلاكنا للقيادة الرياضية الواعية التي تسعى دائماً إلى التطوير والوصول إلى الأفضل بكافة المجالات.. وهذا بكل تأكيد لابد أن يكون مصحوباً بتفاعل من لجنة الحكام..!
بين دفاع ديسلفا وهجوم جيرتس..!!
يبدو أو هكذا أعتقد أن الصورة الفنية باتت واضحة أمام البلجيكي جيرتس لمباريات الهلال بالنصر.. خصوصاً بعد مواجهة الفريقين الأخيرة بالدوري.. حيث يعتبر المراقبون أن جيرتس لن يكرر في مباراة الأربعاء ما حدث منه في موقعة الدوري.. وبالذات أن المواجهة القادمة مباراة كؤوس..!
فالمدرب الهلالي الذي يعشق كرة المتعة.. كرة الهجوم والأهداف.. لابد أنه أيقن أن منافسه القادم يعتمد على المرتدات.. وحشد كافة قواه في المناطق الخلفية.. وأن هذه سياسة متبعة من الفريق الأصفر طيلة مواجهاته بالفريق الأزرق..!
المواجهة القادمة.. مباراة حسم.. وفي مباريات الحسم يختلف الأمر كُلياً عن المباريات الدورية العادية.. ولهذا فلا أعتقد أنه أي جيرتس سيكرر تجربة المباراة الأخيرة.. فعلى الأقل سيعمد إلى التوازن بين خطوط فريقه..!
في المقابل فإن ديسلفا.. لن يحيد عن المبدأ المتعارف عليه في فريقه أثناء مواجهاته بالهلال.. وهو الاعتماد على المرتدات.. والتكدس بالمناطق الخلفية.. عله يخطف هدفاً مبكراً يزيد من الضغط النفسي على منافسه.. ويحافظ على تقدمه كما حدث في المباراة الأخيرة.. عندما أغرى الهلال بالهجوم الذي لم يحسب لخطورة الكرات المرتدة حساباً..!
على أيه حال مباراة الهلال بالنصر القادمة.. مباراة كبار.. والمباريات الكبيرة تتطلب تعاملاً منهجياً.. ومنطقياً مع مثل هذه المباريات.. وتكتيكاً يتبدل حسب ظروف اللعب.. وبالذات عندما تكون مباريات خروج المغلوب..!
التعاون محظوظ بكم
لم أستغرب أبداً تجاوب اللجنة التنفيذية بالتعاون.. ووقوفها مع النادي بشكل عام والفريق الكروي على وجه الخصوص وبالذات عندما وصلت الأمور إلى حتمية التدخل وبالذات في حسم أمور كثيرة كانت غير قابلة للتأجيل مثل إلغاء عقد المدرب والتعاقد مع جهاز فني جديد.. هذا فضلاً عن تعاقدات اللاعبين.
كل هذه التحركات جعلتني شخصياً أتفاءل بمستقبل مشرق للتعاون.. طالما أنه يحظى بهذه اللجنة (النخبوية) التي يُحسد عليها التعاونيون.. بتشخيصهم للأخطاء دون تشنج.. وعدم انسياقهم أبداً وراء آراء الغير..!
مرحلة التعاون القادمة.. مرحلة مُهمة.. تتطلب المزيد من العمل والجهد.. وأتمنى أن يكون العمل مُضاعفاً.. وفي ذات الوقت أن يكون العمل أيضاً ليس مُقتصراً على هذه اللجنة وحدها.. فمطلوب من التعاونيين بمختلف شرائحهم.. وقفة صادقة مع ناديهم.. وأن يكونوا عضداً مهماً للجنة التنفيذية في تنفيذ أعمالها ومخططاتها..!
yazid1_5@hotmail.com