الحضور الكبير الذي سجله معرض التعليم العالي الذي أقيم مؤخراً في العاصمة الرياض، خصوصاً في يومه الأول الذي شهد حضور 15 ألف زائر في مقابل مشاركة كبيرة ومميزة من جامعات عالمية وعريقة، فضلاً عن مشاركة الجامعات السعودية (الحكومية والأهلية)، ذلك الحضور اللافت برهن على تطور حقيقي في الوعي الاجتماعي إزاء زيارة مثل هذه النوعية الخاصة من المعارض، والخروج عن نمطية التركيز والتسابق على المعارض ذات الطابع الاستهلاكي.
ففي السابق كانت المعارض العلمية والثقافية محصورة في شرائح اجتماعية معينة كالنخب الأكاديمية أو الفئات المثقفة، أما اليوم فكل شرائح المجتمع تجدها في أروقة هذا النوع من المعارض، ما يعني أن الشباب السعودي بات يحمل الرغبة في المشاركة في صياغة المستقبل إلى جانب المساهمة في الحاضر، بل يعني أن المجتمع كلّه صار يرقب أفق المستقبل، خصوصاً في ظل البرنامج الطموح والكبير الذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لابتعاث أبناء وبنات الوطن للدراسات العليا في الجامعات العالمية، وهو الآن يدخل مرحلته الخامسة، لمن الطبيعي اليوم أن ترى شباباً أو فتيات في مقتبل العمر وهم يتجاذبون أطراف الحديث مع ممثلي الجامعات سواء ً للاستفسار أو طلب المعلومات، كما تشاهد آباء وأمهات وهم يتنقلون بين أجنحة الجامعات وكأنهم يرسمون خطوط مستقبل أولادهم الذين ربما لازالوا في مراحل التعليم الأساسي.
إذن لقد كان الحضور الكبير في معرض التعليم العالي مؤشراً واضحاً على عمق تأثير برنامج خادم الحرمين الشريفين في العقلية والوعي الاجتماعي وتطويره إلى البحث عن الفرص الحقيقية في صناعة المستقبل السعودي.
***
