هل كان في ذهن وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وهو يعلن عن تحويل المعرض الدولي للتعليم العالي إلى معرض سنوي في 19 إبريل من كل عام؟ وهل كان في ذهنه أنه سيحل إحدى معضلات الطلاب وهي القبول في معاهد اللغة والأكاديميات والجامعات؟.
وأيضاً: هل كان في بال نائب الوزير د. علي العطية أن هذا المعرض أسس استثماراً جديداً بولادة شركات تقوم على اقتصاد المعرفة لتكون راعية لبرامج الابتعاث والمتابعة الأكاديمية وتولي معظم الإجراءات من مراسلات القبول وحتى وثيقة وشهادة التخرج ؟
المعرض الدولي للتعليم جاء نتيجة البحث عن الريادة العالمية، والوصول إلى أرقام متقدمة في التصنيف العالمي للجامعات، وقد تحقق ذلك، وأيضاً بناء الشراكة ما بين الجامعات السعودية وبين الجامعات العالمية وإتاحة الفرصة للمجتمع للتعرف على الجامعات العالمية، وكذلك فتح المجال أمام رجال الأعمال لعقد الاتفاقيات والصفقات التجارية التي تقوم على اقتصاد المعرفة وتنشيط سياحة المؤتمرات لينشط معها القطاع الخاص الداخلي من فنادق وطيران وإقامة وتنقلات.. كانت هذه أهداف المعرض المعلنة والمعروفة.. لكن هناك هدفاً محورياً غير ملموس ومسكوت عنه كان يلوح في الأفق البعيد ربما لم تتنبه له وزارة التعليم العالي لكن (الأهالي) المجتمع تلقوه بسرعة من اليوم الأول من افتتاح المعرض هذا الهدف: عمل الترتيبات المباشرة مع الجامعات الأوروبية والأمريكية للحصول على القبول في الجامعات والمعاهد والأكاديميات عبر إجراءات مباشرة ومختصرة بين المبتعث والجامعة.. فالقبول معضلة يعانيها الطلاب وتأخذ زمنياً طويلاً يصل في بعض الحالات إلى (6) أشهر وقد تكون الجامعة التي قصدها الطالب ليست هي الأفضل لتخصصه وميوله الدراسية.
وأنا هنا لا أحمل وزارة التعليم العالي المسؤولية المباشرة، وإن كانت شريكاً في المسؤولية لكنها تبقى معاناة الطلاب والمبتعثين هي الأكثر سطوعاً. فجاءت المسؤولية مضاعفة على الطلاب وعائلاتهم في البحث عن جامعة ثم القبول، وهذا لا يتناسب والتوجهات التي ترى في الطالب المبتعث مفتاحاً للريادة كما أنه في المقابل عندما يخفق المبتعث بسبب بعض الإجراءات يعود محملاً بالفشل وخيبة الأمل وتبدأ عيون المجتمع تطارده وتشير إليه بالفشل.
قبول الطلاب في الجامعات والمعاهد من أهم الإجراءات لكنها تركت المسؤولية على جهات غير متخصصة، لذا فإنها تحتاج إلى معالجة فالطالب يحصل عليها إما من مكاتب التعقيب أو مكاتب السفر والسياحة أو من مكاتب الاستقدام أو عبر الوصايا الشخصية -مع الاحترام الكامل لتلك الجهات التي أقدرها واحترام أدائها وعملها- لكن ليست هي الجهة المعنية بتولي قبول الطلاب في الجامعات وأكاديميات اللغة.
وأعتقد أن المعرض الدولي للتعليم العالي الأول الذي عقد مؤخراً في الرياض قد ساعد الطلاب والمجتمع في الحصول على الجامعات الحقيقية والمعلومات الدقيقة والدليل الإجرائي الصحيح للتقدم للكلية أو أكاديمية اللغات، فهل تتنبه وزارة التعليم العالي وتحلها عبر إيجاد شركات تعليم تتولى الإشراف والمتابعة لمساندة الملحقيات ومكاتب الابتعاث والجهات التعليمية السعودية في عواصم العالم.