Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/02/2010 G Issue 13645
السبت 22 صفر 1431   العدد  13645
 
مستعجل
تجريح العلماء والإساءة إليهم
عبد الرحمن السماري

 

قرأت أكثر من كتاب كلها تتحدث عن مكانة ومنزلة العلماء.. وواجب الناس حيال تقدير واحترام وإجلال العلماء.

كما قرأت أكثر من بحث ومقال في هذا الصدد.. وكلها تعكس مكانة العلماء وواجب الناس حيال تقديرهم واحترامهم وإنزالهم المنزلة التي تليق بهم.

ولكن مع الأسف هناك من يتعامل مع العلماء وكأنه يتعامل مع عامة الناس.

هناك من أوسع العلماء نقداً وتجريحاً وتسفيهاً وانتقاصاً.

هناك بالفعل من حطّ من قدر العلماء وجهّل العلماء وأساء إليهم وسعى للإيقاع بينهم.. وسعى للحط والتقليل من قدرهم.

فهل هذه مكانة العلماء التي نعرفها؟

وهل هذا قدر العلماء؟

وهل يجهل أنه آثم ومخطئ؟

العلماء.. عليهم مسؤوليات كبيرة ويقومون بدور عظيم في الأمة.. ويجب أن نحفظ لهم مكانتهم وقدرهم ونجلهم وننزلهم المنزلة التي يستحقونها.

كبار المسؤولين والقيادة لدينا يمنحون هؤلاء العلماء مكانة عظيمة ويتعاملون معهم بما يستحقون من منزلة وقدر ويجلونهم ويستشيرونهم ويرجعون إليهم في كل شأن ثم يأتي مَن يسخر من العلماء ويهاجمهم على أعمدة الصحف أو في أي مكان في ندوة أو محاضرة أو مجلس.. وكأن هؤلاء العلماء لا قيمة ولا وزن ولا قدر لهم؟

لقد قرأنا وعرفنا وأدركنا قيمة ومكانة العلماء، كما أدركنا أيضاً أن الإساءة إليهم أو التقليل من قدرهم أو التشكيك فيهم أو تجريحهم يحمل ظلماً عظيماً وجرماً كبيراً.

هؤلاء العلماء قاموا بدور كبير لا يستهان به وأعطوا في كل ميدان وسخّروا ما وهبهم الله من علم.. سخروه وبسطوه وقرّبوه للناس.

هم موجودون في المساجد وعلى أعمدة الصحف وفي الإذاعة وفي كل وسائل الإعلام يتحدثون ويفتون ويبينون للناس الخطأ والصواب وما يجوز وما لا يجوز والحلال والحرام.

هم ينقلون لنا.. ويبصروننا في كل ما جهلنا من أمور ديننا.. وحتى ما عرفناه فإنهم يبينون لنا.. ما التبس وتداخلت مفاهيمه علينا.

هم يبينون الأحكام الشرعية الصحيحة في النوازل وما استجد.

هم يوضحون لنا كيف نتعامل مع هذه المستجدات.

هم يفتون ويتحدثون ويشرحون ويبينون للناس ما خفي عليهم من أمور دينهم.. فكيف نشكك الناس فيهم؟ وكيف نهز ثقة الناس بهم؟

وكيف نسعى ونُسخر طاقاتنا وما وهبنا الله من قدرة لفظية أو كتابية للسخرية والاستهزاء والإساءة لعلمائنا الأجلاء؟

لقد قرأنا وسمعنا وشاهدنا سيلاً جارفاً من عبارات التجريح والإساءة التي وُجهت إلى هؤلاء الصفوة؛ قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.

هذه منزلة ومكانة العلماء.

هكذا كسبوا الفضل والمكانة والقدر.

فكيف نسعى ونعمل للحط من قدرهم؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد