(الجزيرة) - سلطان القاران :
العمالة السائبة أصبحت بالفعل تشكل خطراً كبيراً على مكتسباتنا وعلى أرواحنا ومقدراتنا والزائر لسوق البطحاء يكتشف العمالة السائبة التي تكمن مهمتها الرئيسة في الوقوف على الأرصفة والافتراش في الشوارع تبيع ما تشاء، أما يوم الجمعة في البطحاء ظاهرة غريبة تمارس التجارة والبيع العشوائي والمجاهرة في تجارتها في ظل عدم توفر العقاب الرادع، فهذه الفئة طفح الكيل من جرائمهم في بلادنا رغم الحملات الأمنية المتواصلة ما أن تنتهي حتى تعود حياة الجريمة والمخالفات وقد استنفدت العمالة المخالفة إلى أوكارها وانضم إليها من جاء تهريباً والعامل الذي لا يعرف كفيله بعد ما اشترى الفيزة، ولا يريد أن يراه أساساً وهام في البطحاء على وجهه بحثا عن الرزق المادي داخل أروقة البطحاء يشاهد البسطات غير المرخصة والمحلات المزدحمة بالمواد المقلدة والمغشوشة بين مشتري وسارق والسؤال الذي يوجهه المواطنون: هل عجزت الجهات المختصة عن كبح طموحات العابثين بنظام البلد ومنع مثل هذه الممارسات؟ فكل شيء يباع بالبطحاء الممنوع والفاسد والمحرم على مرأى عيون الناس مجاهرين بعملهم غير مبالين بالعقوبات ضاربين أنظمة البلد عرض الحائط.
وقد أبدى عدد من بائعي الخضار في حي البطحاء استياءهم من الحال الذي آل إليه الحي نتيجة احتلاله من قبل العمالة السائبة ورغم الحملات الأمنية المتواصلة في حي البطحاء وسط الرياض لازالت العمالة الوافدة تخالف الأنظمة والقوانين وذلك من خلال ممارستهم للتجارة في المنتجات المقلدة والأطعمة الفاسدة إلى جانب الممنوعات وغيرها. ويشير المواطن إبراهيم عبدالله الحميد وهو مثال للمواطن الغيور على بلده أن العمالة السائبة والبنجلاديشية بشكل خاص هي الأكثر تواجداً في هذا الحي، مؤكداً أنهم يخالفون الأنظمة بشكل يومي رغم ملاحقتهم من الجهات المعنية، وأضاف: إن هؤلاء العمالة حولوا البيوت إلى مستودعات لبضائعهم المخالفة التي يعرضونها في بسطات عشوائية في وضح النهار، لافتاً أن هناك مواطنين مستأجرين محلات لبيع بضائعهم قد لحقت بهم خسائر كبيرة فأصبح لا أحد يشتري منهم بسبب البيع العشوائي في الشوارع والبسطات التي لا تحمل أدنى اهتمام بالاشتراطات الصحية المنصوص عليها في هذا الجانب المرتبط بصحة الإنسان، ويضيف أن وجود عدد كبير من هؤلاء العمالة المخالفة للأنظمة في السوق يشكل خطراً كبيراً لاسيما أنهم يتمادون في المخالفات كبيع وترويج الممنوعات كالمخدرات والأشرطة الإباحية وأيضا تصبح وكراً للدعارة، مؤكداً على أهمية محاصرتهم بمنعهم بيع الأطعمة المكشوفة والبضائع المقلدة والمغشوشة ووضع جزاءات رادعة لكل من يأوي مثل هذه العمالة.
المواطن علي عواجي عريش صاحب محل بيع للخضار والفواكه أحد المتضررين من هؤلاء العمالة السائبة فقد حضر ل(الجزيرة) يروي مشكلته التي بدأت بعد ما ضاق به الحال من جراء هؤلاء العمالة فأصبح لا أحد يشتري منهم بالرغم من الإيجارات التي يدفعها للمحل التي لا تأتي بقيمة إيجاره بسبب البيع العشوائي في الشوارع والبسطات فيروي عريش أن هؤلاء العمالة يتواجدون بشارع الريل ويأتون بالخضروات التي يضعونها داخل مستودعات في بيوت قديمة، ويضيف أنك لو دخلت تلك البيوت لهربت منها بسبب وضعها الذي يثير الخوف والرعب، مؤكداً أننا قمنا بتقديم شكوى للبلدية لكن دون فائدة، مطالباً بوضع مراكز تفتيش على مدار الساعة، لافتا أنهم يقومون ببيع الممنوعات والمخدرات، وأضاف: إن سكان الحي بدؤوا تذمرهم مما يحل بالمنطقة بعد أن ينتهي الدوام الرسمي في الثانية والنصف إذ تتحول إلى وجهه مغاير لما هي عليه في الصباح فالبسطات والباعة المتجولون وسماسرة العمالة وانعدام النظافة فلا تجد أمامك مراعاة للذوق العام فهذا (يبصق) أمامك غير مبال بمن حوله فيكاد مصطلح النظافة ينعدم في هذا المكان، والمبهر في سوق البطحاء أن يستوقفك أحد العمالة ليعرض خدماته عليك وكأنه مرشد سياحي؛ فالممنوع والسيديهات الإباحية موجودة، البلدية وهي جهة أولى مسؤولة عن تراخيص البيع للمحلات وجودها ضعيف وأيضاً المرور.
المواطنون طالبوا الجهات المختصة من الأجهزة الأمنية والبلدية تكثيف حملاتها فقد تجاوزت العمالة السائبة حدودها.