ما يجري الآن في المنطقة العربية ليس تلاسناً بين الكيان الإسرائيلي وسوريا، وأيضاً ليس تحدياً بين إيران وإسرائيل أيضاً، وإنما تسخين لما قبل المواجهة.. والمواجهة قد تكون حرباً طاحنة تتورط فيها أطراف أخرى إضافة إلى مشعليها الإسرائيليين الذين قد يجرون الأمريكيين معهم، والعرب بدءاً بالسوريين واللبنانيين من جهة حزب الله، والفلسطينيين من خلال استهداف قطاع غزة، والأردن الواقع على خط التماس وقدره أن يُورَّط أو يتورط في أي حرب يشعلها الإسرائيليون.

وهنا في إقليم الخليج العربي، فإن أي حرب بين النظام الإيراني وإسرائيل أو أمريكا لابد وأن ينال دول الخليج العربي جزءاً كبيراً من تأثيراتها، كما أن العراق سيصبح مسرحاً لعمليات هذه الحرب سواء برضى العراقيين أو عدم رضاهم، لأن الحرب ستمتد حسب إستراتيجيات نظام إيران الذي يعتقد أن ساحة مواجهاته الحربية يجب أن تمتد لأكبر مساحة إلى خارج إيران على امتداد الوجود العسكري الأمريكي والمصالح الأمريكية، لإيقاع أكبر ما يمكن من الخسائر في الجانب الآخر مع تقليل خسائر الجانب الإيراني الذي يريد أن يحارب الأمريكيين والإسرائيليين خارج أرضه..!!

سيناريوهات الحرب سواء ما تهدد إسرائيل بشنها صوب سوريا أو باتجاه إيران لم تعد خافية، فالإسرائيليون الذين يدقون طبول الحرب منذ وقت ليس بالقصير خاصة باتجاه إيران وسوريا، قرنوا تهديداتهم بإجراء تدريبات ومناورات عسكرية في صحراء النقب، وقاموا بتنفيذ عدد من التمارين على كيفية اقتحام المدن، وأخرى لغارات الطيران الحربي تركزت على تنفيذ مهاجمة الأهداف المموهة والخنادق في إشارة إلى مواقع المنشآت النووية الإيرانية.

إذن الكلام عن حرب قادمة وتهديدات ليبرمان باتجاه سوريا لم تأت من فراغ، بل إن هناك أحاديث كثيرة في أن الحرب قادمة لا محالة، وأن ارتفاع قرع طبول هذه الحرب من إسرائيل تلقى أذناً صاغية من واشنطن في ظل الخسائر الانتخابية التي يتعرض لها معسكر الرئيس أوباما وحزبه الديمقراطي.