Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/02/2010 G Issue 13642
الاربعاء 19 صفر 1431   العدد  13642
 
جميل الذيابي يعلن في أدبي حائل:
يجب فصل الإعلام عن الثقافة وأن لا يكون لهما مرجعية واحدة ممثلة بوزارة

 

حائل - عبدالعزيز العيادة :

أقام النادي الأدبي بحائل محاضرة «الإعلام والثقافة» للمدير العام والمسؤول عن تحرير صحيفة الحياة في السعودية والخليج العربي جميل الذيابي تحدث خلالها عن الصحافة والثقافة باعتبارهما وسيلة لإنتاج الوعي وصناعة الأفكار وقد بدأت المحاضرة بمقدمة لعضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي سالم الثنيان أكدت أهمية المحاضرة ودور المحاضر الرائد في الإعلام وأسهب في الحديث عن مسيرته العملية

ثم بدأ الأستاذ جميل الذيابي بالحديث عن حائل المكان والتاريخ والناس وتفاعل معه الحضور وهو ينتقد دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في إبراز مكنونات حائل الأثرية وقال إن بعض أصدقائه الأوروبيين يحدثونه كثيرا حول رغبتهم بزيارة السعودية وتحديدا لزيارة حائل وزيارة مدائن صالح وطالب بتركيز الهيئة العامة للسياحة على المحافظة على الطراز العمراني القديم والأبنية القديمة وقال ما أعرفه إنه لم يبقَ إلا أجزاء بسيطة من قصر برزان ثم تحدث عن موضوع المحاضرة مشيرا إلى تكامل الصحافة والإعلام وتحديدا الصحافة وقال هناك علاقة بين الصحافة كوسيلة إعلامية مستقلة والثقافة كمؤسسات وأفراد، وهنا ربما تأخذ العلاقة منحى أخر فليست مهمة الصحافة دائما عكس الحراك الثقافي والعمل على انتشاره والترويج له وإنما أيضا انتقاد ما يحتاج إلى نقد في عمل المؤسسة الثقافية أو في سلوك المثقف ونمط تفكيره» وقال إن الصحافة تتهم المؤسسات الثقافية بالجمود وعدم العمل على نهضة ثقافية ويطول الاتهام المثقف نفسه حين تتناوله بصفته «موظف» هناك من يملي عليه أفكاره وتصرفاته أو تقليدي أو أناني ينصرف للترويج لنفسه وطالب خلال المحاضرة أن يكون هناك فصل بين الإعلام والثقافة وأن لا يكون لهما مرجعية واحدة ممثلاً بوزارة وقال «حتى لو تم إيجاد آلية وهيكلة تنظيمية للوزارة بينهما إلا إنه من المفترض فصل الإعلام عن الثقافة وعدم دمجهما في وزارة واحدة « كما طالب بأهمية اعتراف الدول العربية بالصحفي وبمهنته وضرورة كتابة ذلك في هويته الوطنية وكشف إلى أن الأزمة العالمية أصابت الصحافة بتراجع الإنفاق الإعلاني على وسائل الإعلام الذي تراجع بنسبة كبيرة جراء الأزمة العالمية وأدى ذلك إلى زيادة الضغوط التشغيلية خاصة في قطاع النشر المتخصص والمجلات وتسبب في إغلاق 64 وسيلة إعلام خلال تسعة أشهر من بداية الأزمة فيما احتجبت 57 وسيلة أخرى عن الظهور بشكل مؤقت وأبان أن المعلومات المتوفرة في المنطقة العربية منذ بداية الرابع الأخير من عام 2008 وحتى نهاية النصف الأول من عام 2009 تشير إلى أن إجمالي عدد المجلات التي توقفت عن الصدور بلغ 103 مجلة منها 53 مجلة توقفت تماما عن الصدور في مقابل 48 مجلة علقت صدورها أو توقفت عن الطباعة الورقية وتحولت إلى الإلكترونية كما أشار إلى أنه توقفت ثلاثة صحف عربية في دول الكويت والجزائر ومصر وفي المقابل تم تعليق العمل في صحيفتين في السعودية والجزائر إضافة توقف 35 مجلة عن الصدور في السعودية والإمارات فيما تم تعليق العمل في 36 مجلة أخرى معظمها متخصصة في مجال العقار والمال والصحة وقال إنه على صعيد المحطات التلفزيونية والقنوات الإذاعية فقد توقفت قناة «م لايف تي في» في لبنان وقناة البركة في مصر وقناة بحري تي في الكويت ومحطة آهلين الإذاعية في الأردن عن البث.

ثم كشف أن الصحافة حاليا تواجه خطر انتشار التقنية الإلكترونية بإمكانياتها الضخمة ومميزاتها المتعددة ومرونته الفائقة للتكيف مع مزاجية الإنسان وأوضاعه الذاتية مبرزا دراسة أمريكية كشفت عن انخفاض توزيع الصحف بنسبة 4.6 في المائة عقب انتشار الصحف والمواقع الإلكترونية العالمية والتي تثبت أنها منافس للصحافة الورقية وقال بل إن كثير من الناس لا يتصفح الأخبار إلا عن طريق المواقع الالكترونية وليس عبر الأخبار الورقية وهو ما سيشكل خطرا داهما على الصحافة المطبوعة إذ إنه من الملاحظ حاليا إنه لا تكاد وسيلة إعلامية إلا ولها نسخة إلكترونية بهدف زيادة تأثيرها وحجم انتشارها ثم عرج إلى أن وضع الصحافة الورقية بين مطرقة الالتزام المهني والحرفي الذي يميز الصحافة الورقية وسندان مقاومة تحديات العولمة وثورة الاتصالات التي تنقل المعلومة من مكان لأخر خلال ثواني معدودة دون الالتزام بأي معايير للنشر المفروضة على الصحف الورقية وقال أسهم ذلك بشكل مباشر في الأزمة التي تعاني منها الصحافة الورقية إضافة لنقص الحرية الصحافية وحرية التعبير وهو ما أثبتته التقارير الصادرة عن جهات عربية مثل «مركز الحريات الصحافية في عمان» ودولية مثل « مراسلون بلا حدود» التي تصنف الدول العربية في خانة متدنية في مجال الحريات الصحفية.

فيما جاءت المداخلات والأسئلة لترفع من سخونة المحاضرة وموضوعها وفيها قدم الذيابي طلبه لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان ناشر جريدة الحياة بأن يستبدله بعد عامين ليكون أمضى في موقعه سبع سنوات وقال إن سبع سنوات هي المدة التي يجب أن يستبدل بها لأنني أكون قد قدمت كل ما لدي إلا أنه عادل وقال أو (10) أعوام مما دفع بالحضور للتساؤل لماذا زادت السنوات كما طالب بالتجديد وإسناد المهام للشباب في كل المجالات وليس فقط في مجال الإعلام والثقافة، وتحدث عن العلاقة بينه وبين رئيس تحرير جريدة الوطن جمال خاشقجي وأنه أنت رفيق الدرب والحرب « كما أبان أن هيئة الصحفيين منذ خمس سنوات لم تقدم الهيئة أي شيء على الرغم من اجتماعاتها الشهرية وقال إنني وزميلي جمال خاشقجي رئيس تحرير الوطن بعد دخولنا لمجلس إدارة الهيئة عن طريق الاقتراع نأمل أن ترتقي الهيئة بأدروها وتتجاوز النجاح بإقامة لقاء شهري مع أحد المسئولين للدخول بعمق ما يريده الصحفي منها من حمايته ودعمه» وأشار إلى أن الصحافة في عهد خادم الحرمين الشريفين تحقق أرباحا ولا تتحمل أي خسائر معتبرا أن الحرية الصحفية في عهد الملك عبد الله تتجه للأفضل.

وتحدث عن الغثاء الذي يعاني منه الإعلام وعدم محاسبة الصحفيين غير الدقيقين في عملهم وقال إن المشكلة الحقيقة التي سيعاني منها الإعلام خلال الفترة المقبلة هي القنوات الفضائية الخاصة بالمناطق وقنوات القبائل الفضائية أضف لذلك العقلية التي تشتري»تيس»بـ250 ألف ريال مع أن التيس قد يموت في اليوم التالي لذلك أتساءل لماذا لم يستثمر هذا المبلغ بمشروع تنويري للمجتمع.

حضر المحاضرة رئيس نادي حائل الأدبي محمد الحمد وعدد من الإعلاميين والمثقفين بالمنطقة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد