Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/02/2010 G Issue 13642
الاربعاء 19 صفر 1431   العدد  13642
 
المشهد الروائي المعاصر في المملكة العربية السعودية

 

القاهرة - سجى عارف :

انعقد صباح يوم الاثنين الموافق 1-2-2010م في قاعة المحاضرات بجناح المملكة العربية السعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين محاضرة بعنوان المشهد الروائي المعاصر في المملكة العربية السعودية والذي ألقاها الدكتور سحمي بن ماجد الهاجري؛ حيث كانت بحضور سعادة الملحق الثقافي وجمع من المثقفين والإعلاميين وجمهور الكتاب المحب للثقافة السعودية والتي قدمت من قبل الدكتور عبد الله الزهراني؛ حيث ابتدأ قائلا :شرفنا ممثل مصر الحبيبة في إفريقيا، مبروك لنا ولكم وشرفتمونا اليوم بحضوركم، فأهلا وسهلا بكم.. أحتار كيف أبدأ، وتتساءلون: لماذا أحتار؟ وقلت لنفسي ماذا يجمع بيني وبين محاضرنا الكريم، لكن ما يجمعني به أننا نعمل بكلية الآداب. دعوني أرحب بضيفي وبضيفكم الدكتور سحمي بن ماجد الهاجري المتخصص في السرديات حصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1976 ماجستير آداب بتقدير ممتاز بجامعة القاهرة، كما حصل على الماجستير عام 1985 أيضا دكتوراه في الآداب بمرتبة الشرف الأولى بكلية دار العلوم بجامعة الفيوم عام 2009 وهو عضو في إدارة نادي جدة الأدبي الثقافي 2005 وله من الإصدارات العديدة، منها كتاب القصة القصير في المملكة العربية السعودية بنادي الرياض الأدبي 1988 كتاب جدلية المتن والتشكيل عام 2009 كتاب سجال الخطابات دراسات مختارة في الأدب السعودي 2009 ، كما بدأ الدكتور ندوته، والتي قال فيها: أصبح معروفا للجميع أن في المملكة العربية السعودية طفرة غير مسبوقة في الإصدارات الروائية المتتالية بواقع ست روايات كل شهر، والمشكلة التي تواجه الباحثين عادة تتمثل في قلة المعلومات عن موضوع محدد بخلاف من يبحث في الرواية السعودية المعاصرة، فإن مشكلته الأساسية تكمن في كثرة المعلومات بطريقة عجيبة تبلغ حد الإغراق وهو ما يسمى على نطاق واسع تسونامي الرواية السعودية، ولابد من الإشارة إلى أن هناك اتفاقا بين معظم الدارسين على أن الرواية السعودية المعاصرة بدأت بعد عام 1990 وبالتحديد منذ صدور رواية (شقة الحرية) لغازي القصيبي عام 1994م.

كما أشار قائلا: ومن المعروف أن الأحداث الكبرى تعيد صناعة حياة الشعوب والمملكة العربية السعودية مرت في تاريخها المعاصر بحدثين هامين أثرا في العالم أجمع هما حرب الخليج الثانية أو ما اصطلح عليه دخيلا حرب تحرير الكويت وأحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن وهما حدثان أثرا في مسيرة الرواية كجزء من تأثيرهما في كل التفاصيل الأخرى من حياة البلاد ككل، والذي حدث أنه منذ حرب تحرير الكويت عام 1990 تغيرت أمور فكانت الرواية السعودية قبل ذلك التاريخ تصدر بواقع رواية واحدة في العام، ثم أصبحت تصدر كل شهر ثم تصدر أسبوعيا وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انعكس في كل مرحلة من هذه المراحل درجة بوقع الأحدث وتسارعها، فلم يكن هذان الحدثان هما كل شيء، فهناك تغيرات على مستوى العالم أجمع من تزايد حضور مظاهر العولمة وثورة العلم والاتصالات والفضاء المفتوح.

كل ذلك كان لابد أن يعكس في الرواية فن التحولات الكبيرة فعلى مدار الأعوام التالية أرادت الرواية أن تقول أشياء كثيرة دفعة واحدة، ثم أكمل قائلا: ولكن بعد تفجر الطفرة الروائية المحلية حاولت الروايات الاقتراب من روح الواقع المحلي في أعمالها الأخيرة مثل رواية (خاتم عام 2001) و(ستر عام 2005) بل إن هناك من يرى أنها ذهبت أبعد من ذلك كرواية (هاجر المكي) وغيرها وهي رواية شعبيه خفيفة تعتبر مدونه بامتياز لغة الشوارع بمدينة جدة، وأوضح قائلا: إنه من الروايات الافتتاحية للمرحلة المعاصرة في مسيرة الرواية السعودية والتي أتيحت الفرصة للأفراد للتعبير عن ذواتهم كرواية شقة الحرية 1994 للدكتور غازي القصيبي الذي قال رأيت الكثيرين يترددون على البوح والتعبير عن ذواتهم ولاحظت أنهم يبحثون عمن يعلق الجرس فأصدرت رواية شقة الحرية، ويتحدث، وتتوالي الروايات التي تتعرض لأحداث سبتمبر؛ فرواية (ريح الجنة 2005) لتركي الحمد ورواية (لانتحار المأجور 2004) لآلاء الهذلول ورواية (الإرهابي 20 عام 2006) لعبد لله ثابت ورواية (هند والعسكر 2006) كلها روايات تتحدث من قريب أو من بعيد عن هذه الفترة وانطلاقا من هذا الإطار العام دأبت الرواية على تنوع أشكالها العامة وتطوير ممكناتها السردية وتفتيق الأسئلة من خلال استدعاء التاريخ الرسمي المكتوب ومزجه مع التاريخ الاجتماعي وكشف المسكوت عنه في كليهما وهو ما اعتمدت أغلبية الروايات بدأ من شقة الحرية وروايات تركي الحمد وصار استدعاء التاريخ من أهم المدخل في عدد من الروايات الأخرى والانفتاح على التاريخ القديم يقابله انفتاح على التاريخ الحديث مثل تاريخ سقوط الدولة العثمانية ودور يهود الدونمة فيه ولعبة الأمم ونظرية المؤامرة في رواية (حكومة الظل 2006) لمنذر قباني.

وختاما، لابد من التسليم بأننا حين نتحدث عن الرواية السعودية المعاصرة فإننا نتحدث أساسا عن مسألة مستمرة الحدوث وليس عن مسألة منتهية..

هكذا اختتم الدكتور سحمي بن ماجد الهاجري محاضرته وعقب ذلك بعض الأسئلة والتعليقات من قبل الجمهور.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد