القاهرة – سجى عارف :
صرح الملحق الثقافي في حوار خاص لـ(الجزيرة) عن فعاليات جناح المملكة العربية السعودية داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين قائلاً: إن مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب تعتبر من المشاركات المتميزة ومن أكبر المشاركات للدول المشاركة على مستوى المساحة وعلى مستوى الجهات المشاركة أو على مستوى الإعداد والتنظيم، حيث يتميز جناح المملكة العربية السعودية بأنه ينضوي تحته أكثر من 80% من المشاركين في دور النشر السعودية و100% من الجهات الحكومية المشاركة وهذا طبعاً تميز يساعد في عدة أمور أولها أن الزائر للمعرض يعرف أنه يستطيع في مكان واحد أن يتعرف على الثقافة السائدة في المملكة وعلى مراكز القوة فيها من خلال ما تنشره هذه الجهات من بحوث ودراسات وخصوصاً أن الجناح يستضيف عدداً من الجامعات السعودية وأهم مراكز البحث العلمي والمكتبات المتميزة في النشر والبحوث إلى جانب أهم دور النشر الفاعلة والمؤثرة والتي لها دور قوي في نشر الثقافة العربية والإسلامية، وهذا طبعاً يسهل على القارئ مهمة العناء والبحث وضياع جهده في أن يتنقل بين مكتبة وأخرى فقد قمنا بجمعها له في باقة واحدة وقدمناها له بطريقة سهلة حديثة منظمة ومرتبة من خلال ممرات واسعة خلال تنظيم معيّن والحرص على تقديم الكثير من الأمور حتى يقضي الباحث وقتاً ممتعاً ليس الهدف منه أن تحصل على الكتاب بمشقة والمفترض أن نصل بجميع دور النشر السعودية إلى الدول سواء كانت العربية منها أم الإسلامية وأن نرتقي بمستوى التسويق للكتاب، لكن كونك تبحث عن الكتاب بعناء دون الوقت الطويل الذي تستغرقه في البحث عن الكتاب والذي ربما يكون أكثر من الوقت الذي تقرأ به وهذا طبعاً مما يعيق انتشار الكتاب، وأوضح نحن حريصون على تحقيق كل ما يطمح إليه القارئ من خلال هذا الجناح وبحمد الله نجحنا بشكل كبير وملحوظ. وأكد أن الكتاب السعودي له وضعه ومكانته ودوره كما أنه معروف ومنتشر وله وسائله في النشر وطريقته التي تسهل وتمكن من الحصول عليه كأن تأتي للمعرض كي تجد الكتاب إضافة إلى دور النشر السعودية المتواجدة بالجناح والتي لها بعد انتهاء المعرض نقاط بيع وإن كانت تحت مسمى آخر حيث يكون ذلك ضمن إطار التعاون بين دور النشر السعودية والمصرية.. وأشار قائلاً: هنا نستطيع القول إن الكتاب السعودي موجود طوال فترة المعرض إضافة إلى المعارض التي تنظمها الملحقية في الجامعات بين فترة وأخرى، حيث تنظم وتقيم المعارض في نطاق وجهود أبنائنا الطلبة والدارسين بجمهورية مصر العربية ونشارك في أيام الشعوب وخلال مشاركتنا في أيام المهرجانات تعرض بعض البحوث المهمة والفاعلة في هذا المجال.
وفي سؤال عن الدعم المقدم للمرأة السعودية أجاب: بالتأكيد المرأة السعودية امرأة قد تبوأت مكانتها العالية من حيث المستوى الأكاديمي فهي أستاذة في الجامعة ومديرة جامعية وعميدة كلية وأستاذة مدرسة وهي الباحثة والعالمة والكاتبة والإعلامية وحتى المثقفة فلله الحمد قد تجاوزنا هذا الأمر. وقال: لا تجد منصت إلا وقد أعطى ثقافة المرأة جل اهتمامه وما ويستحقه من اهتمام لكن دائماً يبقى السؤال كيف أقدم هذا العمل والأسلوب المستخدم في تقديمه، حيث إنه يمكن أن تقدم عملاً جيداً بطريقة إما بسيطة أو معقدة وهذا ينعكس على العمل نفسه.
واستهل حديثه قائلاً: هذا الجناح يعتبر من أهم الوسائل الذي وفّى الباحثة والأستاذة والشاعرة والأديبة حقها لا أقول على مستوى العرض أو الكتاب أو المؤلف فقط إنما كذلك نستضيفها في الصالون الثقافي لتوقيع كتاب، ونستضيفها في الندوة في قاعة المحاضرات المخصصة لبرنامج الندوات والأمسيات الشعرية وحتى في البرامج التي تساهم في توضيح الصورة الحقيقية التي نعيشها وتعيشها المملكة ونحن أمام تجربة رائدة وأمام عدد من الأخوات الفاضلات المتخصصات بوزارة التربية عن الطفولة، وهن اليوم معنا يساهمن ويشاركن ويعرضن ويبدعن ويبنين ما توصلنا إليه في هذا المضمار.. ويكمل حديثه: أما عن الكاتب السعودي فإذا قلنا أنه قد أخذ حقه فإننا هنا ننهيه ونوقفه عند حد معين وهو دائماً إذا ما وصل إلى نقطة أراد الحصول على ما بعدها أو ما تتلوها من النقاط ويتقدم مسرعاً لغيرها، ونحن بدورنا نساعده على ذلك ماضين معهم بكل التيسيرات والتسهيلات الممنوحة لنا.. وأكبر دليل على ذلك هذا المعرض فعندما يأتي للمعرض يجد أموره قد بسطت لأجله. أما عن سؤالك فيما يخص تواطد العلاقة الثقافية المصرية السعودية فإن هذه العلاقة الثقافية والعلمية بين مصر والسعودية هي علاقة مثالية بل تعتبر مثالاً يحتذى به في العلاقات الثقافية بين الدول، وبالطبع العوامل المشتركة التي تجمع البلدين والشعبين ربما تكون هي عن غيرها من العلاقات الأخرى متميزة أولاً بحكم القرب وبحكم التقارب في كل شيء كالعادات في أسلوب الحياة والتعاون المشترك الذي قامت به الجامعات السعودية مع الجامعات المصرية، قد خلق جواً ومناخاً جيداً لهذه العلاقة المتميزة في الأصل.. فمثلاً لا يمر عليك أستاذ جامعة قد قام بتدريسك إلا وله سابق خبرة في إحدى جامعات المملكة أو المؤسسات التعليمية بها، وهذا بالطبع في حد ذاته يسهل الكثير من المهام التي نحتاج إليها، أضيفي على ذلك الندوات والمحاضرات، فهناك حركة علمية نشطة بين المثقفين والأدباء في كلا البلدين الشقيقين.
وفيما يخص نجاح هذا الجناح فبالتأكيد كان للهيئة العامة للكتاب جهود مشكورة، حيث قدمت لنا التسهيلات التي أعانتنا على القيام بهذا العمل كذلك كان للجهات المشاركة في المملكة متمثلة في وزارة التعليم العالي دور كبير فقد أفادتنا كثيراً في هذا الموضوع والحمد لله التنسيق جيد والخطى متسارعة للأفضل.. وباعتباري ملازماً للمعرض منذ سنوات من يوم افتتاحه إلى انتهائه خلال المدة المحددة له يبقى جناح المملكة العربية السعودية من أول يوم إلى آخر يوم متميزاً بزخم وعدد وكثافة الزوار سواء لحضور الجناح والتسوق أو للفعاليات الخاصة بالبرنامج الثقافي فلا العارض ولا المتلقي إلا وهو مرتاح للجناح ومستفيد منه وذلك أمر نفخر به ونناشد بإذن الله الأفضل والأحسن.. وصرح نحن وصلنا إلى درجة أننا لا نستطيع أن نلبي كل الرغبات في المشاركة رغم أننا في هذا العام حصلنا على مساحة 4000م2 ومازلنا نتلقى طلبات عديدة للمشاركة وحقيقة حتى لو وصلنا إلى 10000 أو حتى 20000 سنجد دائماً من يرغب بالمشاركة من دور النشر في الجناح وهذا دليل كافٍ وواضح على نجاحه، فليس العدد هو الهدف أو الكم بل المهم هو الكيف فلو يأتيني 40 مشاركاً من دور النشر المتميزة والملتزمة بشروط المشاركة كوجود 25 عنواناً جديداً أفضل من الأعداد الكبيرة المشاركة دون جديد يقدم فنحن ولله الحمد لا نشتكي من قلة المشاركين إنما نشتكي من كثرتهم وكما أقول دائماً في الكثرة بركة.
وأضاف الملحق إن الكتاب السعودي أو الجناح السعودي عرف عنه أمور كثيرة جيدة، وكوننا تحت مظلة واحدة والقيمة العلمية والثقافية للمنتج الثقافي والذي نلمسه من خلال المختصين فالحكم هنا يجب أن يأخذ من مختصين ورواد في ذلك، والكتاب السعودي أصبح منافساً من بعض الكتب الأخرى، فالبعض يرى أن المنافسة تكمن في المضمون الذي يحتويه الكتاب فقط لكن القارئ اليوم يفرز ويعرض ومن الضروري وضع الكتاب على سي دي، ومن الضروري أيضاً أن تكون الطبعة نظيفة ومريحة مع مراعاة الخط ونوعية الورق ومحافظته على الصحة عند التصفح فبعض الكتب يوحي لك بإحساس غير مرضٍ بمجرد تصفحه قد يكون من نوعية الأحبار المخطوط بها ومثل هذه المشاكل نحن هنا في الجناح لا نعاني منها ولله الحمد.
أما فيما يخص سؤالك عن الأساس المقاس عليه عند اختيار الندوات فنحن نراعي عدة أمور أهمها اتباع الجو العام فنلاحظ القضايا المثارة وننظر لحاجة المجتمع وهمومه كأمة عربية وإسلامية، كما يجب أن تكون ندواتنا ومحاضراتنا لا تخاطب أنفسنا فحسب بل تخاطب الجميع، عبرها فلو تحدث أديب سعودي أو كاتب مصري عن موضوع سبق طرحه فهو لم يأتِ بجديد، والأهم من ذلك هو اختيار موضوع ذي فاعلية وأثر كبيرين يحل مشكلة من المشاكل التي تواجهنا بهذا العصر، وهنا اخترنا هذه العناوين والمواضيع ونرجو أن يكون فيها الخير والفائدة.. واستطرد قائلاً إن تشريف معالي سفير خادم الحرمين الشريفين للمعرض وتفقده له ولقاءه بالباحثين والناشرين والأدباء والمثقفين هذا في حد ذاته دعم قوي وفاعل، ومعاليه حريص على مثل هذه الأمور ويوليها كل الاهتمام، ويؤكد على الملحقية والإخوة العاملين معي أن نقدم الثقافة السعودية في قالب متميز متجدد ومتطور.. ويحثنا على مثل هذا مشكوراً ونحن انتظرنا زيارته ليشرفنا بافتتاح الجناح وانتظرنا توجيهاته ليعلن عن بدء فعاليات البرنامج الثقافي يوم السبت الماضي، حيث بدأ البرنامج بمحاضرة الأستاذ الدكتور عادل الشدي حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار أتباع الأديان، وهي ما بدأ بها البرنامج، تلاها من يوم الأحد برنامجنا الثقافي المتنوع يومياً بالإضافة إلى الصالون الثقافي الذي يستضيف توقيع الكتب وتقديمها وبعض النقاشات والحوارات التي تدور حول عدد من المشاركين حول قضية معينة أو تكملة ما تم بحثه في الندوة ثم إن هناك لقاءات مع عدد من الأدباء والمثقفين والإخوان الأساتذة والباحثين الذين حضروا من المملكة لمثل هذه التجمعات الثقافية. واختتم حواره بقوله: أشكر دور النشر والجهات المشاركة على جهودهم التي يقدمونها وحرصهم معنا على مشاركة المملكة بالمظهر الذي تستحق والمكانة التي تبوأتها المملكة على المستوى العالمي، وكما نحثهم على أن تكون هناك مراعاة للظروف المعيشية لبعض زوار المعرض، فالكثير منهم حريص على اقتناء الكتاب، لكن أحياناً تقمع قيمة الكتاب رغبتهم لأنها غالباً لا تكون في متناول الجميع، والملحقية ساهمت وساعدت الكثيرين من الذين أبدوا رغبة في تكوين مكتبة، فقد طلبنا لأجلهم تخفيض الأسعار من دور النشر، وقد تعاونت معنا الدور وأعطتنا تخفيضاً بقيمة 50% من قيمة الكتب، كذلك قمنا بشراء مجموعات لمن وجدنا منهم الجدية والاهتمام الفعلي في اقتناء الكتاب وأهديت لهم باسم الملحقية والمملكة العربية السعودية، وكان لذلك صدى طيباً في العام الماضي، وأنا أقول للجهات المشاركة إننا سنستمر على هذا النهج وسنحاول بقدر المستطاع وخصوصاً سنحرص دائماً أن لا يقع الكتاب في يد واحدة بحيث سيوضع في مكتبة ليستفيد أكبر عدد منه في حال قدمت دور النشر كتباً للمساعدة بها، وبإذن الله ونحن في البداية سنواصل برامجنا وسنحرص على تحقيق الأهداف التي حرصت وتحرص عليها حكومتنا الرشيدة، فالجميع يعتبر سفيراً لبلاده وصاحب دار النشر هو سفير لبلاده والملحق الثقافي أيضاً هو سفير للثقافة، والطالب الذي يدرس في جمهورية مصر العربية هو من ينقل الصورة الحقيقية للشعب السعودي هنا هو أيضاً سفير لبلاده وأنا أؤكد على مثل هذا الأمر فقدرنا أننا نحن وجهة العالم خاصة العالم الإسلامي والجميع ينظر إلينا نظرة أن الخطأ منا بعشرة أضعاف أي شخص آخر وأنا خصوصاً من هذا المضمار أوجه لأبنائي وطلبتي وطالباتي والذين هم على مستوى المسؤولية أن نعطي هذا البلد حقه وهذا يبدأ أولاً بأن يكون سفيراً لقيمه وعاداته وتقاليده كما ويمثل جامعته ومقر دراسته التمثيل الواعي الصحيح ثم التحصيل العلمي، فأنت كطالب جئت برسالة علمية لبلدك حيث ينتظرك أهلك وينتظرك إخوانك لتكون قدوتهم فإن عدت إليهم متكوناً رافعاً رأسك ورؤوسهم وبلدك فأنت قد حققت النجاح فالهدف ليس شهادة كرتونية والتي يمكنك الحصول عليها من أي مكان إنما تأتيهم وأنت قد كسبت العلم وكسبت المعرفة وحب الآخرين وحب أساتذتك لأن هذا المدرس يعلمك ويعلم غيرك حتى من الجنسيات المختلفة فيجب أن تكون هذه هي سمة الطالب السعودي، وأنا أؤكد في الحرص على كل ما يمس المملكة ومكانتها والدفاع عنها بالحق فليس لدينا ما نخشاه أو نخافه فقيادتنا قيادة واضحة لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي مجتمع فكيف بك طالب واقف في مدرج الجامعة منتقداً وإن كان بحسن نية سواء كان بمصر أو بغيرها، وهنا أقول احرص أن تكون المستفيد لا سبباً لإثارة النعرات والمشكلات في أي مكان، فنحن نحاول أن يكون طلابنا بعيدين عن مثل هذه المواضيع وهم ولله الحمد على مثل هذا المستوى.