الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح
بدأ العد التنازلي لتنفيذ مشروع التعداد السكاني في مناطق المملكة كافة، الذي خضع لاستعدادات مكثفة واجتماعات متواصلة نحو هذا المشروع الوطني المهم.
الأستاذ مهنا بن عبدالكريم بن محمد المهنا، المدير العام لمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، تناول أبرز أهداف المشروع وآثاره المستقبلية، وكذلك تزامن التعداد مع انطلاقته في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. مثمناً العناية والرعاية اللتين وجدهما هذا المشروع من القيادة الرشيدة بدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وأمور أخرى نتطرق إليها من خلال هذا اللقاء:
مراحل التعداد السكاني
في البداية استعرض الأستاذ مهنا المراحل التي يمر بها التعداد فقال: «التعداد بوجه عام أو تعداد السكان والمساكن بوجه عام لا بد أن يمر بمراحل تحضيرية، بدءاً بمراحل النظرية من إعداد الخطط العامة والخطوط التنفيذية والبرامج التي ترتكز على أهداف التعداد. وهناك مراحل تحضيرية ميدانية، وعادة هذه المراحل - خاصة الميدانية - تكون مراحل لعمل إطار للتعداد وللعملية الفعلية للتعداد، والمراحل التي تكون عادة في التعدادات خاصة التعداد في المملكة هي مراحل مشابهة في الدول عامة، ولكن هناك خصوصية لدقة وشمولية التعداد في المملكة؛ حيث هناك مرحلة من المراحل هي مرحلة حصر المسميات السكانية في المملكة، وبعدها تكون هناك مرحلة ترقيم وتوزيع المدن إلى حارات وقطاعات وبلكات، بعد ذلك تكون مرحلة ثالثة هي مرحلة ترقيم المباني والمساكن.. كل هذه المراحل التنفيذية تقع تحت مظلة المراحل التحضيرية الميدانية للتعداد للهيئة لمرحلة العد الفعلي، التي يتم فيها مقابلة أرباب الأسر وعد السكان بخصائصه السكانية والاقتصادية والاجتماعية والمكانية».
وعن استمارة التعداد قال: «الحقيقة الكل يعلم أن الغرض من التعداد هو تكوين إطار إحصائي؛ ولذلك لا بد أن تكون الاستمارة بجميع متغيراتها تهدف إلى تحقيق هذا الإطار الإحصائي الذي من خلاله يمكن عمل أي بحوث مستقبلية بالعينة، وعادة ما تتكون استمارة التعداد من أسئلة جغرافية تحدد المكان للمسكن؛ حيث تشمل المنطقة الجغرافية للمسكن من حيث الحارة والقطاع والبلك، وكذلك تحتوي على الخصائص المميزة للمسكن، وكذلك تحتوي على أسئلة عن الأسرة والفرد تشمل الجنس والجنسية والمهنة والنشاط الاقتصادي وكذلك هناك أسئلة بعض الخصائص في المسكن، إضافة إلى قياس الرفاهية التي نعول عليها في هذا التعداد، وأمور أخرى يحتاج إليها الساكن من وسائل اتصالات..
ومن أهم أهداف التعداد بناء قاعدة بيانات، ومن خصائص التعداد الشمولية والآنية بأن تكون جميع البيانات التي يوفرها التعداد في لحظة معينة؛ فلذلك هو عبارة عن صورة فوتوغرافية للمجتمع وعن خصائصه السكانية والاجتماعية.. ولا شك أن البيانات والمعلومات ستكون في أيدي المخططين سواء في القطاع الحكومي أو الخاص أو الأهلي».
ليلة الإسناد الزمني
وتناول الأستاذ مهنا عبدالكريم المهنا ليلة الإسناد الزمني فقال: «حقيقة دائماً البيانات الإحصائية والبحوث لا بد أن تستند إلى مرجعية زمنية؛ حيث تأخذ - كما ذكرت - ميزة وسمة الآنية؛ فالتعداد السكاني هو من أهم العمليات الإحصائية عموماً، وهو أشمل، ومن سماته تميزه بمرجعية أو ما يسمى بلحظة إسناد، ولأن التعداد له أهميته وله علاقته بجميع أفراد المجتمع سواء مواطنين أو مقيمين لذلك بدأ يتخذ مصطلح هو ليلة الإسناد بهدف تحديد الإقامة في هذه الليلة؛ حيث من بات في هذا المنزل أو هذا المكان تسند إليه جميع البيانات، خاصة البيانات الفردية من خصائصه. وليلة الإسناد في هذا العام سوف تكون يوم 13-5-1431هـ - 27 إبريل يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء؛ حيث تكون جميع البيانات تسند إلى هذا التاريخ لحظة إسناد زمني لمنتصف هذه الليلة، وعملية التعداد سوف تستمر 15 يوماً؛ حيث لو قابل العداد أو زار أي أسرة في أي يوم من الـ15 يوماً سوف تُسند البيانات إلى هذه الليلة التي هي يوم 13-5».
أساليب التعداد
هناك أسلوبان للتعداد: الأسلوب النظري، والأسلوب الفعلي، وسوف يتم في تعداد 1431هـ تطبيق العد الفعلي؛ حيث يتم حصر جميع المواطنين والمقيمين في مكان تواجدهم ليلة الإسناد، ويستثنى من ذلك الطلبة والأفراد المتواجدون بالخارج بصفة مؤقتة للعلاج أو للتعليم. ومن سمات التعداد الشمولية للمواطنين والمقيمين، كما أن من أهدافه تنمية المجتمع سواء للمواطن والمقيم.
تزامن التعداد مع دول الخليج
ومضى الأستاذ مهنا في حديثه عن تزامن التعداد السكاني في المملكة مع التعداد في دول مجلس التعاون الخليجي فقال: «إنَّ تزامن التعداد لا شك سوف يعطي دعماً لهذا التكامل، وسوف يساعد المخططين على التسريع في عجلة التقدم لمجلس التعاون وتسريع أهداف مجلس التعاون وتدعيم المجالات الاقتصادية والاجتماعية كافة».
نسبة النمو السكاني
لقد أُجري التعداد الأول في المملكة في عام 1394هـ، والتعداد الثاني في عام 1413هـ؛ فكان نسبة النمو في التعدادين 4.09 %. وبين تعداد 1413هـ وتعداد 1425هـ كانت نسبة النمو 2.04 %، بذلك يتضح أن نسبة النمو انخفضت، وهذه واضحة بين التعدادين.
وما يميز هذا التعداد هو استفادته من التقنية الحديثة؛ حيث سيستخدم لأول مرة أسلوب القارئات الضوئية أو المسح الضوئي في استمارات التعداد؛ حيث إدخال البيانات من خلال المسح الضوئي لجميع استمارات التعداد، وهو سوف يوفر دقة البيانات والتسريع في النتائج إن شاء الله.
مبدأ الشراكة في العمل
وحول سؤال عن مشاركة جهات حكومية في عملية التعداد أجاب الأستاذ المهنا قائلاً: «حقيقة، العمل الإحصائي عمل يعتمد على مبدأ الشراكة في العمل والتكامل، والتعداد السكاني هو مشروع وطني ويهم الجميع، وعملية التنسيق بدأت منذ مرحلة التخطيط في البداية، وكانت البداية بالاستمارة فيما يتعلق بتصميمها من جميع الأجهزة الحكومية وكذلك القطاع الخاص؛ وذلك بهدف معرفة متطلبات الجميع، كذلك في العمليات التحضيرية».
مشاركة المرأة في التعداد
مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات يوجد لديها قسم خاص (قسم نسوي)، يوجد به جميع التخصصات سواء في مجال التقنية أو مجال الإحصاء؛ فهو قسم من الأقسام المساندة في العملية الإحصائية سواء كان في التخطيط أو التصميم أو العمليات الميدانية ومعالجة البيانات.
أما فيما يتعلق في الأعمال الميدانية للتعداد فإن التعداد يعتمد على المقابلة الشخصية لأرباب الأسر وللأفراد في الأسرة، ولا شك أن ما سوف يحتاج إلى خصوصية كمقابلة المرأة سوف يتم من خلال المرأة، وسوف يكون هناك فريق نسوي مدرَّب على مثل هذه الحالات.