الرباط - رويترز
يعيق الحرس القديم في ليبيا فيما يبدو تعيين نجل الزعيم الليبي معمر القذافي للقيام بدور حكومي بارز مما يجعل مستقبل الإصلاح في هذا البلاد غامضاً كما كان الحال دائماً. ليبيا خرجت من سنوات من العزلة الدبلوماسية وبدأت تتعاون مع الغرب في مجال الأمن والهجرة.
وعادت شركات مثل بي.بي وإكسون موبيل لإنفاق مليارات الدولارات للاستفادة من أكبر احتياطي نفط مؤكد في إفريقيا. لكن المحافظين في المؤسسة السياسية ما زالوا يرتابون بشدة من التدخل الأجنبي وتلاشت آمال بأن رفع العقوبات سيعني انفتاحاً سياسياً أكبر وروابط تجارية أعمق وبيئة عمل تتسم بالشفافية.
ووجد أنصار الإصلاح سبباً للتفاؤل في أكتوبر تشرين الأول عندما سمى القذافي نجله ذا التوجهات الغربية سيف الإسلام الذي تفاوض من أجل رفع العقوبات عن ليبيا منسقاً للقيادة الشعبية الاجتماعية.
وتم تأسيس هذا التجمع من زعماء التجارة والنقابات والسياسة في الثمانينات لخدمة المصالح القبلية التي تمثل العنصر الرئيسي لنظام والده في الحكم القائم على تولية أفراد من الشعب مسؤوليات في الحكومة.
وينظر للقيادة الشعبية الاجتماعية على أنها أقل معاناة من الفساد من جهات حكومية أخرى وكان من شأن تعيين سيف الإسلام على رأس هذا التجمع أن يجعله ثاني أكبر شخصية في البلاد. لكن سيف الإسلام لم يتقلد بعد مهامه الجديدة ولم تطرح القضية للنقاش الشهر الماضي في مؤتمر الشعب العام أكبر جهاز استشاري في ليبيا.
ويرى محللون معنيون بالشؤون الليبية أن سيف الإسلام يريد السلطة ويحتاج لبناء الدعم بين المواطنين الليبيين العاديين لتهميش الحرس القديم واستمالة شخصيات كبيرة مثل وزير الخارجية موسى كوسة ورئيس المخابرات السابق عبدالله السنوسي.
ويقول أنصار سيف الإسلام إنه سينضم للحكومة عندما يحصل الليبيون على حرية سياسية أكثر وعندما تتوفر مؤسسات حكومية شفافة.
وقال جيف بورتر المحلل في مجموعة أوراسيا «أعتقد أن سيف الإسلام مهتم حقاً بتكوين دعم شعبي ويرى أن التحول الديمقراطي والإصلاح وسيلة في هذا السبيل».
ووجهت لسيف الإسلام ضربة في الشهر الماضي عندما تم وقف إصدار صحيفتين تابعتين لمؤسسة الغد الإعلامية التي ساعد على تأسيسها. وكانت الصحيفتان قد نشرتا مقالات تؤكد وجود فساد رسمي.