مع مغادرة لجنة الحكام السابقة برئاسة الأستاذ عبد الله الناصر.. وحلها قبل نهاية الموسم.. تكون بذلك قد لحقت بسابقاتها من اللجان التي تعرضت للشطب والحل في المواسم الماضية.. ومع تكرار تشكيل اللجان وتغيير أعضائها، فإن المشكلة ما زالت قائمة بعدم قدرة أي لجنة حكام على الوقوف على قدميها، وتأسيس عمل جيد يمكن أن يكون بداية لتحكيم سعودي جيد.. ومع الحل الأخير للجنة أعتقد أن على اللجنة الجديدة برئاسة الحكم الدولي السابق عمر المهنا البحث عن الصندوق الأسود للجنة السابقة لمحاولة معرفة أسباب هذا السقوط ومسبباته والعمل على تلافيها مستقبلاً.. فمن غير المنطق أن تحل لجنة.. وتأتي أخرى لتبدأ العمل دون أن يكون لديها أي صلة باللجنة السابقة، والأسباب التي أدت لحلها وفشلها.. وفي تصوري أن الأسباب الرئيسة التي أدت لفشل لجنة الناصر لا تتعلق فقط بغياب العلم المؤسس داخل اللجنة وغياب آليات العمل ونظم التطوير.. وإنما العملية مرتبطة بالأشخاص أنفسهم وقدراتهم وكفاءتهم.. وهذه معضلة لن تنتهي لأن (زيد أخو عبيد).. والمهنا مثل الناصر.. وهذا مثل ذاك.. وطالما لم يتم التغيير جذرياً في الأسماء والبرامج والفعاليات.. فإن المسألة ستستمر من إخفاق إلى آخر.
ومتى أردنا أن نقدم جيلاً جديداً من الحكام.. فعلينا العمل من الصفر والتعاقد مع كفاءات تحكيمية من الخارج.. ومنحهم الوقت للعمل واختيار أسماء جديدة وتدريبهم وتنويرهم لمدة لا تقل عن خمس سنوات.. ومن ثم يمكن أن نقول إننا وضعنا الخطوة الأولى على الطريق الصحيح.. أما التبديل والتعديل في الأسماء والدوران في حلقة مفرغة، فإنما هو مضيعة للوقت والجهد والمال.. فالعقاليات التي تدير التحكيم السعودي لم تكن أصلاً تحظى بالقبول والإقناع حين كانت تحتل الصافرة.. فكيف لها أن تقدم غير ذلك عندما تتولى المسؤولية.. ولذلك فنحن ننتظر تغييراً حقيقياً يستفيد من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في بناء جيل تحكيمي جديد بأسماء جديدة وعقليات نظيفة تستطيع أن تقودنا خطوة للأمام.. بدلاً من تبادل الأدوار والشخصيات الذي يتم في نفس المربع ومنذ سنوات طويلة..!
كأس ولي العهد
تنطلق هذا الأسبوع مسابقة كأس سمو ولي العهد وسط تغييرات عديدة في صفوف الفرق.. تغييرات فنية في الأجهزة الفنية.. وعناصرية بدخول عدد من العناصر الأجنبية والمحلية على تشكيلة عدد من الفرق.. هذا الوضع كان يمكن أن يكون مع بداية الدور الثاني ليمنح الدوري مزيداً من التنافس والإثارة والقوة.. لكن فترة التسجيل جاءت بعد دخول الدوري مراحل الحسم واقترابه من نهايته.. لتتحول هذه الأفضلية لمسابقة كأس ولي العهد التي أعتقد أنها ستشهد تنافساً قوياً.. وربما ظهور بطل جديد من بين الفرق البعيدة من المراكز الثلاثة الأولى (حتى الآن) في الدوري.. فالاتفاق قدم مباراة رائعة أمام الهلال بعد التعديلات الأخيرة في صفوفه.. وكذلك فعل الأهلي أمام النصر الذي هو الآخر تطور كثيراً وسيكون منافساً حقيقياً على البطولة.. أضف إلى ذلك الوحدة والاتحاد والشباب.. ما يعني أننا موعودون بمباريات تختلف جذرياً عن ما شاهدناه في الدوري.. وتبقى مسألة طموح كل فريق ونظرته للبطولة من أهم عوامل التنافس في هذه المسابقة.. فبعض الفرق وخصوصاً فرق ما دون الوسط لا تولي الاهتمام المطلوب للتنافس على الكأس.. وتركز جل اهتمامها على تحسين موقعها في الدوري.. والابتعاد عن الهبوط.. في الوقت الذي تُعد البطولة فرصة لها لرفع مستوى الفريق وتحقيق نتائج جيدة تعيد الثقة للاعبين، وتمنحهم الثقة في مواصلة الابتعاد عن الهبوط.. فالمسابقة وبما أنها من مباراة واحدة خروج المغلوب تمنح الفرصة لتحقيق نتائج غير متوقعة في ظل قدرة أي فريق على الفوز مهما كان مستوى الخصم.. لكن كما قلت غياب الحافز والدافع جعل المفاجآت تغيب مؤقتاً عن مثل هذه المسابقة باستثناء فوز الفتح على الأهلي الموسم الماضي.. وشخصياً أعتقد أن فرقاً مثل القادسية والرائد ونجران والفيصلي متصدر دوري الدرجة الأولى.. قادرون على إحداث المفاجأة متى وثقت بقدراتها وإمكاناتها.. وبحثت عن الفوز والوصول لمراحل متقدمة في البطولة.. وإن كانت الكفة بالتأكيد تميل لصالح الفرق الكبيرة التي تمتلك الخبرة والمستوى.. لكن مباريات الدوري ونتائجها أكدت أن الفوز ممكن حتى على بطل الدوري في ظل عدم ثبات مستويات معظم الفرق والاسترخاء الذي يعتري أداءها في بعض المباريات.. ما يجعلنا نترقب نتائج الجولة الأولى.. لنتابع ونرى من يستطيع تحقيق المفاجأة؟!
لمسات
أهم وأصعب معضلة تواجه الكرة السعودية.. هي روزنامة الموسم وبرمجة المباريات.. ولذلك فإن أي تغيير لإبطال أهم مشاكلنا لن يكون له تأثير أو فائدة.. طالما أن المشكلة أمامنا ونعجز عن حلها!
إيقاف حارس القادسية فهد الشمري أربع مباريات من قبل لجنة الانضباط كافٍ لكشف جهل أفرادها بكرة القدم وعدم قدرتهم على التفريق بين التعمد وطبيعة كرة القدم.. فالحارس حاول عندما لم يستطع الوصول للكرة لمسها لإيقاف اللعب بخطأ حتى يعود لمرماه.. لكنه لمس وجه المدافع فظهرت اللقطة وكأنها لكمة للمدافع.. لتبادر اللجنة بإيقافه أربع مباريات!!
لجنة الانضباط بحاجة لتغيير كامل أعضائها.. وتعيين أعضاء جدد من خارج الرئاسة حتى تتمتع باستقلالية تامة على أن يعرف أعضاؤها الفرق بين مهامهم ومهام الحكام.. فبدلاً من التعامل مع الحالات التي تحدث خلف الحكم وخارج إطار المباراة.. نراها تتدخل بشكل صارخ في مهام الحكام وصلاحياتهم التي منحها لهم القانون!
تعاقد النصر مع باسكال فيندونو بمبلغ يصل لعشرة ملايين ريال إلى نهاية الموسم.. صفقة خاسرة وملايين مهدرة في لاعب عادي جداً لم يستطع أن ينجح في الدوري القطري.