لا بد وأن الكثيرين قد شاهدوا ما تناقلته المحطات الفضائية العربية والأجنبية لسيدة فلسطينية مسنة كانت تُسحب من قبل مجندتين إسرائيليتين كانتا تجران السيدة الفلسطينية العجوز التي كانت تحتج على انتهاك قطعان الاستيطان الصهيوني لأرضها وأرض أجدادها في يوم الشجرة اليهودية. حيث يقوم اليهود في هذا اليوم الذي ابتدعوه في اليوم الأخير من شهر يناير، وأطلقوا عليه يوم الشجرة اليهودية، حيث يخصص الإسرائيليون يوم 31 يناير لزرع الشجرة اليهودية في الضفة الغربية.. فقط أرض الضفة وغزة. وبما أنهم لا يستطيعون العبث بأرض قطاع غزة فهي محرقة لهم، فإنهم وفي هذا العام مارسوا طقوسهم في غرس الأشجار فيما يطلقون عليها أرض (يهودا وسامرا) «الضفة الغربية» وطبعاً على أرض الفلسطينيين الذين لم يستسيغوا هذا العبث التوراتي لأن بعد غرس الأشجار يتم الاستيلاء على الأرض.. هكذا هي الأفعال الصهيونية.. أوتاد الاحتلال تتنوع، فالأكشاك الخشبية والبؤر العشوائية، تتحول إلى مستوطنات سرعان ما تصبح مدناً تستقطع أراضي من الوطن الفلسطيني.. وما يغرسه اليهود في يوم الشجرة اليهودية سيتحول إلى مزرعة يهودية قد تصبح حديقة خلفية لأرض إسرائيل التي تتوسع على حساب أرض الدولة الفلسطينية التي يقولون إنها ستقام إلى جانب إسرائيل..!!
هذا التدرج الخبيث للإسرائيليين الذي يعرفه الفلسطينيون ويعوه تماماً لم تتحمله المرأة الفلسطينية المسنة فأعلنت احتجاجها وانضمت للمتظاهرين والمحتجين على سرقة أرض الوطن، لتعامل بلا إنسانية وتُجر كما تُجرّ الحيوانات أو الأشياء المهملة، أمام عيون الكاميرات لتنقل الصورة بلا إضافات لتظهر وحشية ولا إنسانية الإسرائيليين.. فماذا ستفعل الأسرة الدولية وهي تتابع هذه الوحشية وهل يحتاجون إلى أدلة أخرى على ظلم الإسرائيليين؟!
***