حوار - سعود الشيباني
عشق التصوير منذ الصغر، ومارسه كهواية وموهبة إبداعية منذ حوالي خمس سنوات، والتقط صورا مميزة لشخصيات مهمة، ولمناسبات نادرة، واقتنص الكثير من اللحظات التي لا تتكرر، لكن كل ذلك، من باب الهواية والتوثيق والتاريخ، وعلى الرغم من ذلك، لم يبخل على وسائل الإعلام المحلية والعالمية ببعض صوره النادرة.
إنه الأمير الشاب المصور البارع بندر بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي ينظر إلى مستقبل التصوير في المملكة بمنظار التفاؤل، ولديه ثقة عميقة بالمصور السعودي في الوقت الحاضر خصوصا.
ولمعرفة المزيد عن تجربته المتميزة في مجال التصوير التقيناه عبر هذا الحوار الممتع فكانت حصيلته كالتالي:
كيف كانت بداية سموكم في التصوير؟ ومن الذي اكتشف أن لديك هذه الموهبة؟ ومتى كان ذلك؟
- فن التصوير عالم جميل ورائع، فقد أحببته من قبل، لكن بدأت أمارسه كهواية قبل خمس سنوات، وقد بدأت هذا الفن مع أول شخصية مهمة قمت بتصويرها وهو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وحقيقة هناك صور في غاية الأهمية قمت بتصويرها وسوف أكشف عنها قريبا بإذن الله.
موهبة التصوير لدى سموكم، هل تم تعزيزها بدورات تدريبية ودراسات تأهيلية؟
- لم أصقلها بأي نوع من الدورات بسبب انشغالي بدراستي، ولكنني دائما استشير عددا من المصورين، سواء كانوا من المصورين السعوديين أو الأجانب الذين لديهم خبرة واسعة وباع طويل في مجال فن التصوير، ويمارسونه من منحى هواية وإبداع، وليس كعمل يؤدى من خلاله الواجب الوظيفي، ويتم ذلك خلال مقابلتهم في المناسبات المهمة.
متى كانت أول صورة قمت بالتقاطها، وأحسست أنها بداية جيدة لانطلاقتك في عالم التصوير؟
- أول صورة التقطتها كانت للملك فهد - رحمه الله - وكان يقف خلفه والدي الأمير سلمان، وكانت لقطة رائعة، أعتبرها من الصور المميزة، وبدأت بعد ذلك الانطلاقة الحقيقية وقمت بتصوير شخصيات سياسية وبارزة ومهمة من أبرزها مثل ما ذكرت لكم الملك فهد - رحمه الله - وكذلك سيدي الملك عبدالله وسيدي الأمير سلطان وكبار المسؤولين في الدولة وعدد من القيادات العربية والعالمية.
من هو أبرز مصور فوتوغرافي تأثرت به في طريقة تصويرك؟
- أبرز المصورين الذين تأثرت بهم، ومارست هذا الفن كهواية وموهبة على مقربة منهم، الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، وزير التربية والتعليم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأستطيع أن أقول هما أكثر من ترك بصمة واضحة على تصويري، حيث كنت أدرك مهارتهما في ممارسة هذا الفن.
فن التصوير الفوتوغرافي مهارة وموهبة وعلم أيضا، هل لك أن تطلعنا على أبرز المحطات في مسيرة سموكم في هذا المجال؟
- كثيرة هي المحطات التي يمكن التوقف عندها، ولكن أبرزها صورٌ التقطتها ولن تتكرر أبدا لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وكذلك مجموعة صور قمت بالتقاطها خلال مرافقتي لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين عندما كان خارج المملكة.
من شجعك على صقل موهبتك؟ وهل من صعوبات واجهتك؟ كيف تعاملت معها في حال وجودها؟
- شجعني كثير ممن حولي، ولكن الفضل، من بعد الله، يعود بالدرجة الأولى لوالدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، فعزز ثقتي ورغبتي في ممارسة هذا الفن واشترط علي ألا يؤثر ذلك على مستقبلي الدراسي، أما عن الصعوبات فليس هناك صعوبة، لأنني مصور يهتم بالتوثيق وليس بهدف النشر، أو السبق أو الدخول في منافسة مع الغير.
عشقكم للكاميرا هل هو مرتبط بنوعية معينة من آلات التصوير، أم أن المسالة خاضعة لما هو متوفر ومتاح في سوق آلات التصوير؟
- أحرص دائما على اقتناء واستعمال الكاميرات ذات النوعية الجيدة والماركات الشهيرة المجربة، كما أنني اهتم بكل ما هو جديد في عالم التصوير حيث اقتنيت قبل شهرين كاميرا تعتبر أحدث كاميرا متوفرة في الأسواق حاليا، وكلما كانت آلة التصوير حديثة وعلى درجة عالية من التقنية، أمكنك الحصول على صور مميزة، وكما تعلمون فإن الصور أهم ما فيها النقاء والجودة والوضوح.
هذا يعني أنك متابع لكل جديد في عالم آلات التصوير وأنواع الفلاشات ومستلزمات الكاميرات؟
- من الطبيعي أن يتابع كل صاحب هواية وموهبة ما يتعلق بمجاله بكل اهتمام وحرص، وأنا كذلك أتابع الجديد والجيد في عالم التصوير.
كم صورة قمت بالتقاطها - تقريبا - حتى الآن؟ وهل نرى معرضا لصور سموكم قريبا؟
- التقطت أكثر من 600 ألف صورة، وقد شاركت في عدد من المعارض التي أقيمت في المملكة، وأنا أخطط لإقامة معرض ربما في نهاية هذا العام، وليعذرني الأصدقاء ومحبو فن التصوير إذا لم يتحقق ذلك هذا العام.
أفضل صور قمت بالتقاطها خلال تجربتكم في مجال التصوير ماذا تعني لسموكم؟
- في المقام الأول هناك صور مميزة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكذلك أهم صور التقطتها، كانت لحظة استقبال سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد حين عودته من الخارج إلى أرض الوطن الغالي، فقد نجحت في التقاط صور ظهر من خلالها واضحا وجه الملك وولي العهد لحظة عناق حار بين علمين من أعلام الوطن وتؤكد هذه الصورة قوة التئام الأخوة بين الأخوين العزيزين الحبيبين، وهناك صور أخرى مميزة كثيرة ستظهر بوقتها المناسب.
التصوير اقتناص لموقف أو منظر نادر ومهم، هل تحرص دائما أن تكون الكاميرا بيدك لاقتناص مثل تلك اللحظات؟
- ما الهدف من ممارسة الهواية واقتناء الكاميرا إذا لم أكن أتحين مثل تلك الفرص؟ بالتأكيد أحرص على ذلك واهتم به اهتماما خاصا. ولدي صور في غاية الأهمية كما أنني اهتم واحرص بالصور التوثيقية، وهي بلا شك ستزداد أهميتها كلما مر عليها الوقت.
كيف ترى مستقبل المصورين الفوتوغرافيين في المملكة؟
- بالتأكيد لهم مستقبل واعد، وكل يوم أجدهم أفضل من الذي قبله، ومن يتابع تجربة التصوير لدى السعوديين قبل أربعين عاما، سوف لا يجد مصورين سعوديين وإذا وجد فهم يعدون على الأصابع، وفي ذلك الوقت كان المصورون أجانب، أما الآن فالسعوديون وضعوا لهم بصمة خاصة في هذا المضمار، والكل يفتخر بهم، وقد حصل كثيرون منهم على جوائز عالمية ومحلية وإقليمية نسبة لأعمالهم المتميزة.
هل لديك نية لإنشاء شركة تعنى بالتصوير؟
- ليست لدي فكرة كهذه - حاليا على الأقل - لأن الهدف بالنسبة لي هو التوثيق، وممارسة هذا الفن كهواية، وليس من أجل الاستثمار التجاري، أي لم أنظر إلى التصوير كعمل أبدا.
أبرز شخصية صورها سموكم؟
- كثيرون جدا من أعتبرهم شخصيات مهمة، بداية من خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وسيدي الملك عبد الله الذي التقطت له صوراً كثيرة سواء في رحلاته للبر أو أثناء لقاءاته مع قادة الدول. وكذلك سيدي سمو ولي العهد الذي التقطت له مجموعة كبيرة من الصور سواء داخل أو خارج المملكة، وكذلك عدد من ملوك وأمراء ورؤساء الدول، أذكر منهم على سبيل المثال، حكام دول مجلس التعاون الخليجي، والرئيس حسني مبارك والرئيس بشار الأسد والملك عبدالله الثاني والرئيس عمر البشير والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وملك السويد والرئيس الفلسطيني والعاهل المغربي، وغيرهم كثيرون.
ماذا استفدت من مشوارك وتجربتك مع فن التصوير؟
- أبرز ما استفدت من هذا المشوار، ألقاب اعتز وافتخر بها إلى الأبد فهي تعتبر أكبر دافع لي ولا تقارن بملايين الريالات، حيث أطلق علي سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز (الأمير المؤرخ) كذلك أطلق علي سيدي الأمير نايف بن عبد العزيز (مصور الأسرة الحاكمة) وأيضا أجد اهتماما من كثير من الشخصيات السياسية البارزة من غير السعوديين فالكثير يعرف اسمي من خلال التصوير، وهناك من يسألني إلى ماذا تهدف من التقاط الصور، وهذه الجوانب المعنوية لها مكانة في نفسي، وأعتبرها من الفوائد التي جنيتها من التصوير.
هل تزود وسائل الإعلام بصور من تصويرك الخاص؟
- نعم، زودت الكثير من وسائل الإعلام المحلية ووكالة الأنباء السعودية (واس) بصوري، فهناك مناسبات كثيرة أقوم بتصويرها وإرسال صورها لوسائل الإعلام المحلية المختلفة.
ختاما لهذا اللقاء، ماذا تود أن تقول عن التصوير كفن وكهواية لها أهمية ومستقبل؟
- لا شك أن التصوير من الهوايات الفنية الممتعة التي تحتاج إلى ذوق رفيع، وقدرة على الانتقاء، كما تحتاج إلى التركيز والدقة، وهو فن له أهمية قصوى في هذا العصر وله مستقبل زاهر في ظل التقنية وأدواتها المتلاحقة، وفي السعودية على وجه الخصوص ألمس مستقبلا واعدا للمصورين المتميزين من أبناء الوطن.