كعادة أمانة الرياض، في ابتكار المبادرات التي يستفيد منها المجتمع، تحولت الرياض العاصمة إلى مدينة جميلة تضاهي أجمل المدن، فرضت اسمها كواحدة من أكثر العواصم نمواً وتطوراً وإنسانية.
وعن هذه الأنسنة أو إنسانية المدينة ما أريد الحديث عنه اليوم، فالمدن في العصر الذي نعيشه عصر المادية الجافة، سواء كانت مدناً صغيرة أو عواصم كبيرة، لم تعد تُسعد الإنسان الذي يعيش فيها، فالغرب وكما الشرق، وكثير من الدول النامية تحولت مدنها إلى فنادق كبيرة تستضيف (عمالاً أو موظفين وأسرهم) يعملون طوال النهار ويذهب أبناؤهم للمدارس في ساعات الصباح ثم يعودوا إلى المنزل ليظلوا طوال المساء، وهكذا دواليك، تحول الناس إلى آلات بشرية والمنازل إلى علب إسمنتية.. والمدن إلى فنادق كبرى..!!.
تجد هذا في لندن وفي باريس، ولذلك لا تعجب عندما تشاهد من يعملون في هاتين المدينتين يهرعون إلى ضواحيها للسكن والإقامة فارين من زحمتها وضوضائها ولأنهم يشعرون بإنسانيتهم في الضواحي.
أمين منطقة الرياض من خلال ارتباطه بالفن المعماري، كمهندس وأستاذ لهندسة عمارة المدن لم تغب عن ذهنه ما يمكن أن يشعر به الإنسان المعاصر، وهو يعيش هذه الحياة الضاغطة والتي تحاصره في عمله وفي منزله وحتى في ذهابه وإيابه من العمل إلى المنزل.. فالإنسان بحواسه حتى وإن لم يتأثر مباشرة بما يحيط به تظل هذه الحواس تتراكم داخل نفسه لتتفجر إبداعاً وعندما نوفر له الأجواء الجميلة أو نخنقه ونحبطه حينما نحاصره بالعلب الإسمنتية ولم نهيئ له فرص الخلاص من هذا الحصار.
أمين الرياض ورجاله من مهندسين وهم برأيي فنانون قرأوا متطلبات الحياة المعاصرة وأخذوا ومنذ وقت ليس بالقصير في (أنسنة) الرياض.. المدينة التي كانت سابقاً تخنق من يعمل بها.. أما الآن فالجميع يحب أن يعيش فيها، لما فيها من حدائق ومتنزهات الأحياء.. والشوارع التي تحف بها الممرات وعلى أطرافها حقول الزهور.. متنزهات تتوزع في جهات الرياض الأربعة، فبعد حديقة المناخ وحدائق مركز الملك عبدالعزيز التاريخي ها هو منتزه الملز والأمير سلمان على وشك الاكتمال واستقبال أهل الرياض، وغير بعيد على أطراف الرياض متنزه بنبان ثم مشروع حدائق الملك عبدالله الذي سيكون واحداً من أكبر المشاريع التي لا يفتخر بها أهل الرياض فقط بل كل سعودي.
مدينة صديقة للإنسان بحق قولاً وفعلاً.. عرف أمينها كيف يؤدي ما أؤتمن عليه وأثبت حسن اختيار محبها وعاشقها سلمان بن عبدالعزيز.. فهنيئاً لنا أهل الرياض أميرنا وأميننا.
jaser@al-jazirah.com.sa