مازال الحديث عن التعليم العالي السعودي في عصر العولمة أين هو اليوم، وفي أي مكان يقف، وهل هو قادر على صياغة الشخصية السعودية القابلة لمواجهة التحديات والمحافظة على الهوية الوطنية بكل أبعادها ومحدداتها الحقيقية؟ وبصدق عندما بدأت في كتابة مقالي الأول في هذا الموضوع المتشعب والشائك لما يكن عندي علم عن مرصد التعليم العالي الذي أعلن انطلاقته الفعلية معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري يوم الأربعاء الماضي 12-2-1431هـ، فهو «المرصد» يهدف -كما جاء في التعريف به من قبل القائمين عليه- إلى: توفير آلية علمية لمتابعة الأداء، والعمل على ضمان جودة مخرجات منظومة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية. وإنشاء مجموعة من المؤشرات التي تعبر عن واقع التعليم العالي السعودي، وتحليلها واستقرائها، وضمان المزيد من التوافق بين جانبي العرض والطلب في هذا القطاع الحيوي، وذلك من خلال:
- توفير آلية ومرجعية علمية للتخطيط السليم المبني على المعلومة الدقيقة.
- تحليل كافة البيانات المتعلقة بقطاع التعليم العالي واحتياجاته الحالية والمستقبلية.
- توفير مجموعة من المؤشرات لقياس مستوى أداء قطاع التعليم العالي.
- توفير آلية تنسيقية ونقطة ارتكاز محورية بين الجهات المنتجة للبيانات والجهات المستفيدة والمستخدمة لها.
- خدمة متخذ القرار على المستوى الحكومي في تطوير منظومة التعليم العالي بالمملكة.
- توفير المعلومات اللازمة حول قطاع التعليم العالي لكل من المستثمرين في مجال التعليم العالي لاتخاذ القرارات الاستثمارية، بما يتوافق مع احتياجاتهم الحالية والمستقبلية.
ويعمل المرصد الوطني السعودي للتعليم العالي على إنتاج مجموعة من المؤشرات ذات العلاقة بمسيرة التعليم العالي، العالمية والمحلية، ومن أهم هذه المؤشرات:
مؤشرات جودة التعليم العالي:
هذه المجموعة من المؤشرات تجمع عادة بواسطة المسوحات الميدانية التي تستطلع آراء قطاع الأعمال في أداء خريجي مؤسسات التعليم العالي, ومقارنة مستوى التحصيل العلمي للطلاب بالمستويات العالمية.
مؤشرات أعضاء هيئة التدريس:
وتركز هذه المجموعة من المؤشرات على كل ما يتعلق بهيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي من حيث تخصصاتهم، درجاتهم العلمية، جنسياتهم، الدول التي تخرجوا فيها، نشاطهم البحثي.
مؤشرات الطلبة على مقاعد الدراسة:
تركز هذه المجموعة على مؤشرات حول معدل الالتحاق بالتعليم العالي (إناث - ذكور) وعدد المقاعد الدراسية المتاحة (لكل 1000 من السكان) ومعدل تسرب الطلاب من مؤسسات التعليم العالي.
مؤشرات الدارسين في الخارج:
تهتم هذه المجموعة بكل ما يتعلق بالطلبة السعوديين الدارسين في الخارج، مثل معدل الطلبة المبتعثين من إجمالي الطلبة على مقاعد الدراسة، معدلات الابتعاث حسب الدولة والتخصص والمستوى الدراسي.
مؤشرات الطلب على التعليم العالي:
وتركز هذه المجموعة من المؤشرات على معدلات واتجاهات الطلب على المقاعد الدراسية في الجامعات والمعاهد من مختلف التخصصات والدرجات العلمية.
مؤشرات العرض من التعليم العالي:
وتركز هذه المجموعة من المؤشرات على عدد المقاعد الدراسية المتاحة والتخصصات المتاحة من جميع مؤسسات التعليم العالي في المملكة.
مؤشرات البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي:
من أهم مجموعات المؤشرات التي تخدم المرصد وتساهم بتحقيق أهدافه، وتركز هذه المجموعة على تصميم عدد من المؤشرات لمتابعة أداء مؤسسات التعليم العالي فيما يتعلق بالبحث العلمي والنشر.
مؤشرات الخريجين (مخرجات قطاع التعليم العالي):
تركز على مؤشرات كمية مثل توزيع الطلبة الخريجين حسب الشهادة الممنوحة والجنس في مؤسسات التعليم العالي.
مؤشرات العاملين في قطاع التعليم العالي:
مجموعة من المؤشرات التي تركز على توزيع العاملين في مؤسسات التعليم العالي.
مؤشرات توظيف الخريجين:
مؤشرات تتابع عملية اندماج الخريجين في سوق العمل.
لقد شرفت بلقاء الإخوة الزملاء القائمين على هذا المشروع الهام سعادة الدكتور عبدالقادر بن عبدالله الفنتوخ وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات، والدكتور عبدالمحسن العقيلي ود. نبيل الراجح.. وأخذت معهم جولة ميدانية على جناح الوكالة في المعرض الدولي للتعليم العالي الذي احتضنته الرياض الأسبوع الماضي.. وللحق فقد سرني كثيراً الجهد المبذول من أجل رسم إستراتيجيات واضحة لمستقبل تعليمنا العالي، ووجدت في المعرض عموماً وفي هذا الحيز الهام منه على وجه الخصوص إجابة عن السؤال الذي عنونت به مقالتي الثالث، وإن كانت المؤشرات ما زالت بحاجة إلى تعزيز حتى تكون الإجابة شافية وكافية وإلى لقاء والسلام.