Al Jazirah NewsPaper Monday  01/02/2010 G Issue 13640
الأثنين 17 صفر 1431   العدد  13640
 
من القلب
ديمقراطية الأندية.. إلى أين؟!!
صالح رضا

 

سمو رئيس مجلس أعضاء الشرف بالنادي الأهلي الأمير العزيز والحبيب والخلوق خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز - وهذا الرجل أجله وأحبه وصداقتي له مخلصة وقديمة جداً وأفتخر به بل وأفاخر به -.. أقول: إن سموه يؤكد في كل مناسبة.. أن أمور النادي الأهلي.. وكل ما يتعلق بفريق كرة القدم من تعاقدات مع مدربين ولاعبين ومن إعفاء المدربين وتنسيق لاعبين هو من اختصاص الإدارة المنتخبة برئاسة الأستاذ عبدالعزيز العنقري.. وكل ما يتعلق بكرة القدم تحديدا.. فهي مسئولية مشتركة بين مشرف الكرة الأهلاوية الأمير فهد بن خالد ورئيس النادي الأستاذ عبدالعزيز العنقري.. والأجهزة الإدارية و الفنية والطبية.

وهذا أمر جميل.. ويتوافق ولغة العصر.. وديمقراطيته.. ولكن الغريب أنه كلما انتقدنا عمل إدارة الكرة وانتقدنا عمل رئيس النادي.. سواء في أداء الفريق أو في التعاقد مع لاعبين أقل من طموحات أي عاقل كالتعاقد مع اللاعب المنسق من الشباب والنصر منصور الموينع.. أو التنازل للنصر عن المدافع الواعد محمد عيد - فوق البيعة -.. فيغضب منا رئيس المجلس التنفيذي لأعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله.. فاحترنا.. أي ديمقراطية تلك التي يتحدث عنها الأهلاويون؟!!

نعم احترنا.. هل رئيس المجلس التنفيذي هو المسئول عن كل شاردة وواردة في (تنفيذ) كل ما يتعلق بالأهلي.. حتى يتصدى لأي نقد يطال فريق كرة القدم.. أم أن إدارة العنقري منتخبة وهو ما يتوافق وتأكيد سمو الأمير خالد بن عبدالله باستقلالية الإدارة المنتخبة في اتخاذ كل القرارات وأن المجلس التنفيذي هو الجهة التي تحاسب الإدارة المنتخبة ليس إلا؟!!.. وبالتالي تتحمل إدارة عبدالعزيز العنقري مسئولياتها تجاه النقد والتقويم.

لذا نرجو أن يرسوا على رأي واحد.. إما أن تكون فعلا الإدارة ديمقراطية ومنتخبة ومستقلة.. والتقويم يستهدف عملها وإنجازاتها إيجابا وسلبا.. أو تكون كما هو حاصل الآن حين ننتقد عمل الإدارة فتكون ردة الفعل تأتي غاضبة من رئيس المجلس التنفيذي.. عندها يحق لنا أن نتساءل.. أين ذهبت الديمقراطية وأين أصبحت الانتخابات؟!! وأخشى أن ذلك فيه تأكيد للرأي القائل: إن إدارة العنقري ليست سوى واجهة لا أقل ولا أكثر تدار ب(الريموت كونترول) من الباب العالي.

هذا ومن باب الطرفة.. تذكرت واقعة حصلت لي مع رجل بقامة سامقة وشامخة ومنجزة كالأمير محمد العبدالله الرياضي المعتزل.. فهو إلى جانب فكره الوضاء.. فهو أيضا يحب المزاح والنكتة والمداعبة.. وسبق أن انتقدته بشدة في جريدتي - الملاعب الرياضية وعكاظ - عندما كان مشرفا للكرة بالنادي الأهلي.. وذلك بإحضاره للاعبين أجانب قصار القامة.. (من ستايل الموينع).

وفي إحدى المرات قابلت سموه فقال: روح التمرين بالنادي.. ترى جبنالك لاعبين طوال القامة.. هيا انبسط.

ضحكت وقلت لسموه: أرجو من سموك ألا تتأثر من النقد.. ففي الأخير لا نقصد غير المصلحة العامة.

قال: ما دام كاتب المقال.. قد وضع اسمه على المقال.. فسأحترم وجهة نظره.. ثم لي حرية التصرف بالأخذ بها أو بعدم الأخذ بها.

تذكرت هذا الموقف الذي يدل بلا شك على مهنية عالية وراقية وروعة تعامله.. مما هو حاصل الآن في النادي الأهلي من الضيق بكل نقد.. ومصادرة للحقائق وتمييعها.. وشخصنة النقد.. وإقصاء الآخر تماما.. رغم أن نقدنا نابع من الحرص على مصلحة النادي الأهلي أو حتى غير النادي الأهلي من أنديتنا السعودية. وهو يأتي في إطار النقد البناء و حرية الكلمة.. والحوار البناء الذي زرعه في الأمة بأسرها الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأدامه ذخرا للوطن وللعروبة والإسلام وللإنسانية بأسرها.. ذلك النقد الذي هو جوهر الحرية المتعقلة الذي ينسجم مع كل قيم مبادئ العمل الصحفي الإيجابي.. وهو لا يذبل مع الخوف والغيرة والتغرير ومحاولة تشويه الآخر.. فالنقد المنشود هو تقويم وتقييم يكون أكثر صفاء وصدقا عندما يعيش مريدوه في ثقة ومساواة وعدم مصادرة الآخر.

هذا و سبق قبل أيام قلائل أن انتقدت بشدة سفر سمو رئيس نادي الهلال أثناء الدوري.. فجاني صوته رئيس نادي الهلالي من نيويورك.. يشرح لي سبب سفره القهري والاضطراري.. وكتبت حينها: (شرفني رئيس نادي الهلال سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بشرح مستفيض لسفره القهري وتواجده الملح بنيويورك.. فأعطاني درساً لكي أتعلم من سموه أصول الخلق الدمث والتعامل الراقي.. فقد منحني من شخصيته النبل والمروءة في أسمى معانيهما.. أسأل الله أن يردك أبا فيصل سالما.. ومن تحب ونحب.. عاجلاً غير آجل.. فرج الله كربتك فيمن تحب ونحب.. والله يحفظكما معاً).

رغم أنه كان بإمكانه أن يتكلم مع مسئولي الصحيفة.. وهو رئيس أكبر الأندية السعودية وزعيمها.. فيقول في شخصي الضعيف لله ما لم يقله مالك في الخمر.. ولكنه ثقافته وشاعريته لا تسمح له بالتعدي على الآخرين حتى وإن اختلفوا معه في الرؤية تجاه أمر معين. هذا وما أزال متأكدا وأؤكد أن هناك عضوا غير أهلاوي قريب من النادي الأهلي.. يطلع بحكم قربه على كل شاردة وواردة.. فيجير بعضها- بدهاء - لناديه.. وهذا الأمر لا يعيبه.. فنحن في زمن الكل يبحث عن مصلحة ناديه.. فعلى الأهلاويين قضاء حوائجهم بالكتمان.. فماذا يكلفهم ذلك؟!.. وقد عرف عنهم الفطنة لا البطنة.. وهذا المفترض على مسيري كل ناد في العالم.. أن يقضوا أمورهم بالكتمان.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقضوا حوائجكم بالكتمان).. فهل نحن أفطن وأحكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!! طبعا لا وألف لا.. والله الهادي إلى سواء السبيل.



salehreda@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد