Al Jazirah NewsPaper Monday  01/02/2010 G Issue 13640
الأثنين 17 صفر 1431   العدد  13640
 
السجون وإعادة بناء الثقة!

 

السجن ليس مجرد مكان لعزل العنصر البشري السلبي عن المجتمع وعقابه على فعل اقترفه، بل انه يتجاوز في أدبيات الإصلاح الاجتماعي هدفه المباشر إلى أهداف أخرى ترتبط بالتنمية وتعزيز قيم المشاركة التنموية، فكثير من القصص التي تحتويها غرف السجون هي انعكاس لاشكالات تربوية واجتماعية وإخفاقات فردية صدرتها النفس البشرية المضطربة إلى المجتمع في أشكال أعمال إجرامية، ولذا فإن السجن يمكن أن يكون مكاناً لإعادة تأهيل حقيقي للمشاركة التنموية لعناصر بشرية لم تكتفِ بعدم المشاركة الفاعلة بل تحولت إلى أحجار عثرة في طريقها، والمملكة اليوم وهي تدشن عصرا جديدا في التعاطي مع ملف السجون من خلال اتجاهها نحو إنشاء المدن الصناعية في الرياض وجدة لتأهيل المساجين وتدريبهم وتحويل فترة العقاب إلى فترة إنتاج، تتجه أيضا إلى تطوير الرؤية في البحث عن بدائل السجون من خلال تنمية ثقافة الخدمة الاجتماعية وتعزيز قيم المشاركة لدى هذه الفئة باعتبار أن هذا النوع من التأهيل يمكن أن يسهم وبشكل كبير في تغيير نظرة السجين إلى المجتمع وكذلك نظرة المجتمع إليه الأمر الذي سيجعل من السجن مكانا حقيقيا للإصلاح والتهذيب بدلا من أن تتحول إلى عبء اجتماعي ومكانا لتراكم الخبرات الإجرامية، هذا التوجه الجديد سيسهم أيضاً بشكل كبير في حل إشكالية الخروج من السجن وتعثر السجين في أول خطوة يخطوها في طريق عودته إلى ممارسة الحياة الطبيعية كإنسان صالح حيث إن هذه المدن الصناعية التي سيشغلها القطاع الخاص لاستيعاب المساجين ستكون محاضن اختبار وبناء ثقة بين القطاع الخاص وهذه الفئة لتعالج مشكلة البحث عن فرص عمل لاستعادة الحياة بعد الخروج من السجن ابتداء من السجن نفسه.

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد