Al Jazirah NewsPaper Monday  01/02/2010 G Issue 13640
الأثنين 17 صفر 1431   العدد  13640
 
لما هو آت
ويُصحَّح ُ المسارُ، فمن ذا يخطئه ؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

«... إلاَّ تفعلوه، تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبير».. وقد فعلها عبد الله بن عبد العزيز، قمةُ الهرم، رأسُ القوم، صاحبُ القرار, وسيادةُ المرجعِ: درءا للفساد، بترا للفتنة، تصويبا للمسار الطبيعي, لمنهج الرب في الأرض: «من أتاكم ترضون دينه وخلقه»...، «... فاظفر بذات الدين تربت يداك»..., يوم «لا أنساب بينكم»..., «إلا من أتى الله بقلب سليم»..., لأن «أكرمكم عند الله أتقاكم».., وقد خلقكم الله شعوبا وقبائل لتعارفوا، وليعمر بكم الكون، ولا عمار للكون دون التقارب بالأنساب، والمصاهرة على التقوى والإيمان, ونبذ العصبيات، والتقليل من شأن الإنسان جهالة في نسب، أو نفورا من عرق، أو تكبرا على جنس، «كل ابن آدم وإن طالت منيته يوما على آلة حدباء محمول», وحين يلتقي السؤال في القبر فلن يسأل عن نسب، أو عرق، بل عما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من التقوى والإيمان مناط الخلق، بوتقة العمل والقول، ومرجع الأمانة، فالمرء أمانة عند الآخر حين يشاركه الحياة ويقاسمه المعيشة، ويرافقه المسيرة، وينبتان الولد، ويكونان الأسرة,..فاطمة ومنصور كانا محورا لإعادة سنة الله تعالى في الخلق، وقد أجرى هذه السنة وأعاد منهجها في هذا المجتمع خادم الحرمين الشريفين، ليس بدافع العاطفة الأبوية وحدها، ولا بدافع الإشفاق على شتات أسرة، وإنما بوعي الحكيم، المسؤول, من أجل ترسيخ منهج الله تعالى في أرضه، ولوضع حاجز بين التلاعب الوجداني, و أحقية المنطق, ونجاعة التشريع، ليكون لعدالة الإسلام نفاذ في المجتمع، بدءا بتكوين الأسرة، وانتهاء لأسلمتها قولا، وفعلا, ومنهج سلوك، واتباع حق.

هذه ليست المبادرة الأولى, ولن تكون الوحيدة، التي تتجذر مواقف عبدالله بن عبد العزيز, في الشأن الاجتماعي للأفراد, بل تواترت مواقفه النبيلة الحصيفة، ولا تزال.., حفظه الله، ووفقه، وأعانه تعالى....

إنه عهد التنوير ومبتدأ التصحيح لمسارات غطاها طمي أخطاء الترسبات، في سنن العادات.

ملاحظة للقارئ النبيه:

أعتذر عن بعض تداخلات بين سطور وجمل مقالي الأمس الأحد، والسبت ما قبله، مما أباح للغموض أن يعتري المعنى، ربما زلل في توجيه المحرك، عند الكتابة والإرسال. وأثق أن قارئي النبيه المتابع, لا يفوت عليه أمر مثل هذا، وشكرا مسبقا لتقديركم الكريم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد