تقود وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية بقيادة معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري والفريق المميز في الوزارة تحولاً وفورة وحراكاً وبرامج وأنشطة في السنوات العشر الأخيرة مدعومة وموجهة من..
...خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة الرشيدة وهي جهود لا سابق لها ربما على مستوى الشرق الأوسط كاملاً وهي مشاريع لتحول حقيقي لمجتمع المعرفة والتقدم فإن الاستثمار الحقيقي كما أثبتت تجارب الأمم المتقدمة هو في التعليم وفي الإنسان (وعلى وجه الخصوص في الشباب) وهذا ما يلمس ويشاهد في المملكة في السنوات الأخيرة فإن اللقاء نظرة مقارنة بسيطة للبرهنة على هذا القول كافية لصحة القول ومن ثم سأتحول بعدها إلى الفقرة الأخرى, فمن سبع جامعات في عام ألف وأربع مائة وتسعة عشر إلى ثلاثين جامعة (حكومية وأهلية) في عام ألف وأربعمائة وثلاثين ومن حوالي مائتي ألف طالب جامعي في تلك السنة إلى حوالي مليون طالب جامعي ومن حوالي خمسة آلاف أستاذ جامعي إلى حوالي خمسين ألف طالب جامعي ومن حوالي عشرين بليون ريال يصرف على التعليم العالي إلى حوالي مائتي بليون ريال هذا العام ميزانية التعليم العالي السعودي أليست هذه أدلة قاطعة مادية على هذا الاهتمام منقطع النظير؟
إن التفرد والتميز والأمر الذي يدعو للفخر والاعتزاز والتفاؤل في مثل هذه المشاريع النهضوية الحقيقية هو ما يقترن بها من تخطيط واهتمام نوعي متزامن معها ألا وهو الاهتمام بالجودة والاعتماد في الأداء وفي المخرجات وهذا ما أكده وبرهن عليه معالي وزير التعليم العالي في كلمته الافتتاحية لمعرض التعليم العالي الدولي الذي نظمته الوزارة والذي يعد بحق تظاهرة عالمية نادرة وجهود موفقة قامت بها وزارة التعليم العالي حيث جمعت في مكان واحد حوالي أربعمائة جامعة عالمية من كافة الدول المتقدمة بل وجمعت العديد من رؤساء الجامعات العالمية والقياديين والمفكرين والأكاديميين في نشاطات علمية وفكرية وثقافية مميزة وكل ذلك يضاف إلى الرصيد الذي تحدثت عنه لخدمة إنسان هذا البلد ورقيه وتقدمه من تفاعل واحتكاك مع كافة البدائل والاختيارات التي يحتاجها الشباب والأساتذة من البلدان التي سبقتنا في هذا المضمار والتي لعمري ما كانت لتحدث مجتمعة لأي إنسان ما لم تتدخل جهات كبرى ومخلصة وحريصة على الإنسان السعودي وتوفير مثل هذه البدائل والآفاق المعرفية والعلمي النادرة الحدوث. ولا يملك الإنسان في هذا المقام إلا أن يشكر مقام خادم الحرمين الشريفين على مثل هذه الرعاية والاهتمام التي قامت به وتقوم به وزارة التعليم العالي.
وللعودة للحديث عن تزامن الاهتمام والجهود الكمية غير العادية المبذولة للتحول لمجتمع المعرفة مع الجهود النوعية الكيفية أجد من الضروري الإشارة إلى الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والمركز الوطني للقياس اللذين أنشأتهما وزارة التعليم العالي مؤخرا واللذان يقومان بجهود سوف تسهم بالتدخل النوعي لمواكبة السرعة المذهلة لتطوير مجتمع المعرفة من خلال التعليم العالي هذا فضلا عن مراكز التميز وحاضنات التقنية والكراسي العلمية التي دعمتها ورعتها وتستمر في رعايتها وزارة التعليم العالي في خطوات متزامنة مع الحراك الكمي الجبار في هذا السياق, ولابد الآن الوقفة عند مشروعين عظيمين حدثا في المملكة وسوف يسرعان بالانتقال إلى العالم الأول بإذن الله وهما من ثمار الخير والغرس المميز التاريخي لخادم الحرمين الشريفين
الأول: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجبا (كاوست) في ثول والتي تعد بحقيقة نقلة نوعية رائدة على مستوى العالم وستكون سباقة إلى قيادة المملكة في الصناعة والابتكار والإبداع والتميز والدخول إلى العالم الأول لما توفر لها من بنية مادية وفكرية وسياسة وكوادر عالمية مميزة
الثاني: مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي رعى واشتمل إلى حد ما يزيد على ثمانين ألف مبتعث ومبتعثة في كافة الدول المتقدمة وما أضيف له من مكرمة جديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالاستمرار في هذا المشروع الجبار لمدة خمس سنوات أخرى مما سيضاعف العدد ممن يشملهم الابتعاث إلى ضعف الأعداد السابقة ولنا أن نتخيل تخيلا واقعيا كيف سينعكس هذا المشروع على تغيير نمط واتجاهات وسلوك هؤلاء المبتعثين الذين سيكونون مزودين بالمهارات والمعارف والعلوم الحيوية لخدمة هذا البلد ومقتنياته ومكتسباته وجامعاته على وجه الخصوص من أكثر من خمسة عشرة دولة متقدمة وعربية, وهذه لعمري مشاريع وبرامج وأنشطة ستقود إلى تحول معرفي وتقني وإنساني واجتماعي ستقود البلد برمته إلى مصاف البلدان المتقدمة بإذن الله ولكن بشيء من الضوابط والغربلة والفلترة التي لا أخالها غائبة عن المسؤولين عن رعاية وخدمة هذا البلد المبارك والعظيم وكما يقال أصبحت الكرة الآن في ملعب المواطن والشاب الذي يجب أن يستفيد من هذه المشاريع العملاقة إلى أقصى درجات الاستفادة كما أن على القائمين على تنفيذ هذه المشاريع من التنفيذيين استشعار عظمة المسؤولية التاريخية والوطنية نحو وطنهم والأجيال ومن ائتمنه على تنفيذ هذه البرامج والمشاريع التي تسجل بمداد من ذهب والتفاؤل والجد والمثابرة هي ما يجب أن يكون عنواننا الكبير من الآن فصاعدا وبالله التوفيق.
للتواصل مع الكاتب والتعليق:
* عميد كلية التربية بجامعة أم القرى
zozmsh@hotmail.com