من جراء حصوله على بطولة دوري الموسم الحالي.. رفع الهلال عدد بطولاته الرسمية إلى (49) بطولة منها (8) بطولات للدوري بنظام النقاط.. وأربع بطولات أيام المربع الذهبي.. وعلى إثر ذلك بات الفارق (18) بطولة بينه وبين أقرب منافسيه فريق الاتحاد صاحب ال (31) بطولة.. حصول الهلال على بطولة دوري هذا الموسم.. جاء هذه المرة مختلفاً عن حصوله على كل بطولات الدوري التي سبق له أن حققها.. باعتبار أنه حسمها قبل نهاية الدوري بثلاث جولات (55 يوماً) في سابقة تُعد هي الأولى في تاريخ الدوري السعودي.. وهذه هي عادة الهلال مع التميز.. ومع كل جديد وغير مسبوق.
بالمناسبة.. هذه هي ثاني مرة يحسم الهلال من خلالها أمر بطولة دوري لمصلحته بنظام النقاط خارج الرياض (بعد الرس) وقبل نهاية الدوري... حيث كانت المرة الأولى (في الدمام) خلال دوري 1405هـ.. بفعل حسمه لبطولة ذاك الدوري عقب فوزه (4-1) على النهضة.. وقبل مباراته الأخيرة التي كانت تحصيل حاصل.. وجمعته بالنصر.. وأنهاها لمصلحته بهدف يوسف جازع.
ترددت مؤخراً أقوال يؤكد أصحابها أن النصر في موسم 1409هـ حسم بطولة الدوري قبل نهايته بجولتين، إلى درجة أن هناك من قال.. (وهذا مضحك) إنه حسمها قبل النهاية بخمس جولات.. وكل هذه الأقاويل ليست صحيحة.. باعتبار أن الحقيقة تقول إن النصر حسم بطولة ذاك الدوري قبل نهايته بجولة واحدة فقط.. وتحديداً قبل المباراة الأخيرة التي جمعته بالهلال.. من جراء فوزه في الجولة ما قبل الأخيرة على فريق الوحدة (عصراً - في مكة) بهدفي ماجد والهريفي.
أول دوري ممتاز أُقيم في المملكة كان هو ذاك الذي حقق الهلال بطولته وأُقيم في موسم 96 -97هـ.. والجميع يعرف ذلك.. لكن الذي يجهله الأغلبية أن هذا الدوري كان من المفروض أن يكون في موسم 95-96 هـ.. (أي قبل عام من الموعد الذي عرفناه).. والقصة وما فيها:
إنه في موسم 95 -96 هـ تم اعتماد إقامة دوري ممتاز، وتم أيضاً إصدار جدول مبارياته، وقد انطلقت أول أسابيعه في شهر شوال عام 1395هـ.. لكن بعد مرور شهر تقريباً على موعد انطلاقته (كل فريق لعب أربع مباريات) صدر قرار رسمي ينص على إيقاف هذا الدوري.. بل إلغائه بسبب ضيق الوقت ولانشغال منتخبنا الوطني الذي كان يشرف عليه الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله-.. (انشغال) منتخبنا بالاستعداد لدورة الصداقة الودية على كأس الملك فيصل -رحمه الله- التي أقيمت بالرياض خلال أواخر شهر ذي الحجة لعام 95هـ.. وبمشاركة منتخبات الجزائر ومصر والنمسا وإيطاليا وتركيا..
مع العلم.. أنه وقت صدور قرار إلغاء ذاك الدوري.. كان الهلال هو المتصدر للدوري برصيد (7) نقاط بفعل فوزه على القادسية (4-2).. وعلى الرياض (5-صفر).. وعلى الشباب (2 صفر).. وتعادله (1-1) مع الوحدة، وكان الدوري يضم ثمانية فرق هي: الهلال والنصر والشباب والرياض والقادسية والأهلي والاتحاد والوحدة.
كلام في الصميم
صحيح أن عدد البطولات الشبابية.. بات مثل عدد البطولات النصراوية.. بواقع (21) بطولة لكل فريق.. لكن هناك فارقاً إيجابياً يقف في صف الشباب.. وهو أن بطولاته تحققت من خلال آخر (23) موسماً من عمره الذي يمتد إلى (63) عاماً.. ولأن أول بطولة حققها كان في موسم 1408هـ (كأس الاتحاد).. بعكس النصر الذي حق بطولاته من خلال (38) موسماً.. وباعتبار أن أولى تلك البطولات التي تحققت له كانت في موسم 1393هـ.. ورغم أن تأسيسه مضى عليه (55) عاماً.. وأقل من عمر الشباب بثمانية أعوام.
خلال وبعد المباريات الأخيرة التي كسبها النصر كان حسين عبد الغني (يوزع الابتسامات.. ويصافح الجميع).. وما عندك أحسن منه.. لكن في يوم خسارة النصر من أمام الاتحاد انفلتت أعصاب حسين وصدرت منه عنتريات وتجاوزات.. وهذه في الغالب هي عادته في وقت الهزائم منذ أن كان لاعباً أهلاوياً.. لكن الفارق أنه عندما كان في الأهلي كانت تطوله العقوبات، بعكس بعد أن بات لاعباً نصراوياً.
شيء جميل ألا توجج المشاكل.. وشيء أجمل أن يكون التسامح هو ديدن الجميع فيما بينهم.. لكن المثير للاستغراب أن الذين طالبوا بعدم تأجيج مشكلة حسين عبد الغني ضد محمد أمين.. أو تضخيمها بحجة أنها مشكلة بسيطة.. هم أنفسهم الذين أججوا المشكلة البسيطة التي كانت قد حدثت على خلفية ذاك الهدف القضية الذي سجله محمد نور في مرمى النصر خلال الموسم الماضي.. وعلى أثره أصبح نور عديم الأخلاق والسلوك الرياضي على حد زعمهم..
على طريقة الأفذاذ سجل عيسى المحياني في مرمى الحزم هدفا سينمائياً.. كما أنه برهن من خلال هذا الهدف أنه بحاجة إلى مزيد من المشاركات، حتى يؤكد علو كعبه كهداف هلالي كبير.. وأنه صفقة زرقاء ناجحة بكل المقاييس (لاعب صندوق).
عندما وعد سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد جماهير الهلال بعد نهاية الموسم الماضي بأن فريقها سيكون مختلفاً في كل شيء من خلال الموسم الحالي.. قلت إنها مهمة ليست سهلة، لكني كنت أدرك يقيناً أن سموه (قدها وقدود).. وأنه قادر بعد توفيق الله على تنفيذ ما وعد به.. وهذا ما حدث.. ومبروك للهلاليين وجود الرجل النقي على هرم رئاسة ناديهم..
ويبقى المثير للاستغراب أن هناك إدارات أندية لم تقدم لفرقها حتى نصف ما قدمته إدارة الهلال في هذا الموسم لفريقها، ولكن رغم ذلك كان صوتها هو الأعلى بحجج واهية من أجل تغطية سوء إداراتها وتواضع مردود فرقها التي لا تُقارن بالهلال..
أخيراً.. التنافس على المركزين الثاني والثالث في الدوري سيكون على أشده بين الشباب والاتحاد والنصر.. ويبقى نجاح التحكيم عاملاً مهماً في تحديد مسار الفريق الأفضل.
salehh2001@yahoo.com