ما صنعه الهلالييون منذ ولادة هذا النادي وحتى اليوم هو بحق عمل ليس لحقبة (ماضية) ولا فترة حالية (آنية) ولا لمستقبل قريب، بل هو عمل ل(صناعة إمبراطورية من ذهب) تبنى لبناتها (لبنة لبنة) لتعيش أجيال وأجيال بنظرة بعيدة المدى قد لا يمكن حسابها أو توقّع مدى استمراريتها بحساب السنين. هم كذلك صنَّاع الإمبراطوريات التي خُلدت في التاريخ حتى يومنا هذا, وهم كذلك رجالات الهلال (ورثوا) البناء وصناعة الذهب (كابراً) عن (كابر) رجال يأتون ليكملوا مسيرة من سبقوهم. فما يصنعه الأمير عبد الرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف هو تجسيد واقعي للعمل والعمل فقط (ليبقى الهلال) مستمراً في الصدارة. يُتعب من ينظر إليه, فهو بناء قديم وجميل يتجدد في كل يوم ويكتسي في كل عام حلة جديدة وثوباً أجمل. لذلك الإمبراطوريات لا تبنى في يوم وليلة فما يبنى في يوم وليلة يهدم سريعاً.وما يعمل عليه الأمير عبد الرحمن بن مساعد هو صف للبنات الذهب بشكل جميل يعكس حقيقة العمل المقدم والجهد المبذول والكم الكبير من الأموال المصروفة كأكبر ناد في المملكة العربية السعودية يحقق إيرادات ومصروفات عالية انعكست إيجاباً على النتائج المحققة حالياً. حقيقة يحق لجماهير الهلال أن تفخر بهكذا نادي وهكذا إنجازات وهكذا رجال يبنون للمجد وللتاريخ وللهلال وللذهب فقط حتى أصبح الهلال (إمبراطورية ذهب) تتوسع في مساحتها وتستولي (باستحقاق)على أكبر قدر ممكن من (خيرات الأرض).

رصاصات

- فنياً نجح غيرتس في صنع فريق (كبير) قادر على بث الطمائنينة في مشجعيه. وفي هذا الموسم تحديداً لأول مرة أجد أننا على موعد مع الفرح في كل لقاء, وهذه الثقة التي بناها غيرتس في الفريق وانعكست على الجماهير يجب أن تبقى (كحالة) ملازمة للفريق وللجماهير بعدم التفريط به.

- إدارياً نجح سامي الجابر في عمله ودوماً هذا السامي حينما يعمل ويبتعد عن الرد إعلامياً يجد أن نتائج أعماله قادرة على الرد وكفيلة بإنصافه حتى في أعين البعض ممن لا يروق لهم سامي, لذلك فثبات الجهاز الفني هو مرتبط بثبات الجهاز الإداري الذي نجح في ضبط الفريق وعمل حلقة وصل بين اللاعبين والمدرب.

- ما يثبت صحة ما أقول بخصوص الجهاز الفني والإداري أنه في حالة غياب الرئيس أو نائبه يبقى العمل كما هو بدون أدنى خلل وهذه تعكس مدى الاحترافية المطبقة من قبل الإدارة بعدم التدخل في القرارات وكذلك تعكس احترافية الجهازين الفني والإداري وتعكس كذلك مدى انضباط اللاعبين واحترافيتهم.

- أتذكر عندما أجريت مع عيسى أول حوار بعد انتقاله للهلال «حينها همست لعيسى» جمهور الهلال صعب فرد علي بثقة (بحول الله) سأجعل من الصعب سهلاً فأنا أعشق لغة التحدي. وفي كل مرة أشاهد فيها عيسى على دكة البدلاء أقول (متى يكسر عيسى الصعب) فصمت طويلاً وأتى الفرج (بحزم) وبلغة لا يجيدها إلا الكبار. حينها صاحت كل الحناجر (عيسى عيسى) ورقصت رقصة الفرح إعلاناً بالذهب. في هذا الوقت (تخنقنا) الكلمات يا عيسى.

- الهلال على موعد مع رقم جديد يسجل في تاريخه في حال ما واصل حصد النقاط في الجولات المتبقية ليكون العدد النقطي 59 نقطة كأول فريق يصل إلى هذا العدد من النقاط بعد انتهاء الجولات الرسمية بدون النظر إلى لقاءات المربع الذهبي السابقة. خصوصاً أن صاحب أعلى رصيد هو الاتحاد بـ 56 نقطة.

- هذه البطولة في علم الحساب تحتل الرقم (49) وفي علم المنطق فالرقم ربما يتضاعف بحول الله في قادم الأيام ليدخل الزعيم في عالم العجائب فربما وهذا أمر غير مستبعد أن يحصد الهلال بطولة أخرى لتصبح (50) بطوله لتتزامن رقمياً مع وصول عمر النادي إلى 53 نقطة في سباق مع الزمن. إنه الهلال يا سادة إمبراطورية ذهب لا تؤمن بالمستحيلات.

- إن كان هناك من نجومية مطلقة تُمنح للاعب هلالي فهو للجمهور الهلالي اللاعب رقم واحد الذي كان خير معين وأثبت فعلياً وبلغة الأرقام التي تزعج الكثير أنه الأكثر شعبية في كل مكان. ولو تقرّر مستقبلاً أن يلعب الهلال على كوكب آخر ستجد جماهيره تلحق به.

تشطيبة

عندما تبدأ معركة المرء بينه وبين نفسه فهو عندئذ شخص يستحق الذكر لذلك شكراً (عيسى) ولن تفيك