القاهرة - سجى عارف

قال عبد الله إبراهيم الوتيد مدير الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية للمملكة بالقاهرة والمشرف على جناح المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في حوار خاص ل(الجزيرة): إننا نعمل كمجموعة ومنظومة برئاسة الأستاذ محمد بن عبد العزيز العقيل الملحق الثقافي الذي دائما ما يدعمنا ويمدنا بخبرته وتجاربه في معرض القاهرة ومعارض أخرى، حيث نجد منه التوجيه الجيد والدعم.

وأوضح الوتيد قائلاً: إن مشاركتنا لهذا العام في معرض القاهرة لدورته 42 للكتاب جاءت مشاركة مختلفة عن الأعوام السابقة، ففي العام الماضي كان معرضنا جيداً وقوياً ومتميزاً جداً، حيث اعتقدنا أننا وصلنا للقمة في المشاركات وكانت مساحة المعرض خلاله تقدر بثلاثة آلاف ومائتي متر وهي عبارة عن جزءين الجهات الحكومية ودور النشر وبعلاقات الأستاذ محمد بهيئة الكتاب المصرية وبعد ضغط من اتحاد الناشرين السعوديين والذين كانت مشاركتهم من 28 إلى ثلاثين بحمد الله أصبح عددهم هذا العام 40 مشاركاً كان من الصعب تحقيق مطالبهم وإيجاد أجنحة أكثر من العام الماضي فاستطاع الأستاذ محمد بعلاقاته أن يوفر لنا مساحة جيدة والتي كانت خلف المعرض والتي تصل مساحتها لـ600 متر فأصبحت حصيلة المساحة الإجمالية للجناح السعودي 4000 متر.

ويضيف قائلاً: إننا نتطلع هذا العام أن نتميز عن العام الماضي سواء بعدد المشاركين أو بعدد دور النشر حيث إن لدينا جهات جديدة مشاركة لأول مرة كالندوة العالمية للشباب الإسلامي وقد شاركتنا الهيئة العليا للسياحة العام الماضي ومازالت معنا في هذا العام أيضا إضافة إلى دور النشر التي بلغ عددها أربعين دارا.

وأكد الوتيد قائلاً: المعرض هذا العام يصاحبه برنامج ثقافي اعتبارا من السبت الموافق 30-1-2010م وهو الحفل الافتتاحي الرئيسي للبرنامج الثقافي وعادة ما يحضر البرنامج الثقافي الكثير من الأدباء والكتاب والمثقفين والصحفيين من مصر والمملكة وغالبا ما يكون هناك ندوة رئيسية وهي تقام بأحد الفنادق أو المراكز الثقافية الكبيرة جدا والندوة لهذه السنة عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: أبعادها وآثارها يقدمها الدكتور عادل بن علي الشدي أما عن مقر المعرض فهو مكون من أجنحة للجهات الحكومية المشاركة ودور النشر ومسرح كبير يستوعب 250 شخصا مجهز بالكامل ستتم فيه جميع الندوات الثقافية.

وسألت المشرف على جناح المملكة:

هل عادة ما يشارك الكتاب أو المحاضرون أو حتى دور النشر أنفسهم في المعرض عاما، بعد عام؟

- ليس بالضرورة قد يشاركون لكن لا يمكن أن يكون نفس المشاركين كل عام إنما ما يحكمهم هو نوع المشاركة وما يندرج تحتها والتواصل بيننا وبين المثقفين المصريين، فمثلا الشعر السعودي له الكثير من قرائه في مصر خصوصا شعر المرأة السعودية. أما بالنسبة لمشاركة دور النشر فهذا يتم بالاتفاق بين الملحقية ودور النشر خاصة أنها قد وضعت شروطا وضوابط للمشاركة من لا يتقيد بها أو يتخلف عنها أو لا تشمله هذه الضوابط لن يتمكن من المشاركة ومن يخل بالشروط خلال فترة المعرض لهذا العام لا يحق له المشاركة خلال الأعوام القادمة وهذا يعتمد بالطبع على انضباطية دور النشر.

وماذا عن حجم الجمهور المشارك سنويا؟

- يصعب جدا علينا عملية الحصر لأعداد الجمهور الذي يحضر الجناح السعودي خاصة مع الأعداد الهائلة التي تردنا سنويا في أي حال من الأحوال ففي تصوري أن غالبية زوار المعرض يأتون لزيارة الجناح السعودي فهو جمهور مرض جدا. وحقيقة نجد الطلب الكبير والإقبال الهائل على الكتاب السعودي حيث تشارك الجامعات بالمملكة في بيع كتبها في الجناح كجامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية وكذلك في الجناح يوزع المصاحف فخلال هذا العام سيتم توزيع أكثر من 6000 نسخة كما يقدم الجناح الصالون الأدبي الذي يعقد فيه حوارات بين الأدباء والمثقفين السعوديين والمصريين على المستوى الأدبي، وكذلك توقيع الكتب الجديدة. وعلى هامش هذه الفعاليات يتم إقامة ثلاثة لقاءات مفتوحة بين المثقفين السعوديين والمصريين حيث يلتقون في حوار مفتوح عن تجربة البلدين لموضوع المحاضرة أو الندوة.

وماذا يناقش في هذه الحوارات المفتوحة؟

- كل شيء بدءاً من القصة والرواية والشعر وغالبا ما يكون هؤلاء المناقشون من المتخصصين في مضمون النقاش سواء كان الشعر أو القصة أو التلاقح الثقافي المصري السعودي, رغم أنني أعتقد أنه من الصعب الفصل بين الثقافتين من مبدأ أن التاريخ يشهد على أن المصريين كانوا معلمين ومدرسين لنا بالمملكة منذ بدأ بوادر التعليم وحتى البعثات التعليمية للآن فالكثير منها موجه إلى مصر فهي السباقة بالبعثات فلذلك يصعب الفصل بينهما ويناقش أيضا في هذه الحوارات العديد من الجوانب الأدبية والثقافية والسياسية.

كيف يسهم المعرض في تنمية العلاقة الوثيقة بين المملكة وجمهورية مصر العربية؟

- في اعتقادي ان وجود كتاب لأستاذ سعودي أو أديب سعودي أو أي مثقف سعودي في مصر سيكون له الأثر الطيب والكبير جدا لأنه عادة الذي يشتري الكتب إن لم يقرأها هو سيقرأها أحد أفراد أسرته أو قريب أو صديق له، والكثير من الكتب السعودية نجدها هنا وهناك منتشرة بكم هائل في المكتبات المصرية وعليها طلب كبير خاصة وأن الكتاب أصبح جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وطبعا لو لم يكن هناك ربح من الكتب لما تداولتها المكتبات المصرية ولما تنافست دور النشر في ذلك وهذا أكبر دليل على أن لهذا المعرض أثره الإيجابي جدا بين البلدين.

ذكرت الجامعات ودورها في الجناح السعودي فماذا عن الطلبة السعوديين وتفاعلهم في الجناح؟

- حقيقة الطلبة السعوديون وضعهم مختلف خاصة وأن لديهم إمكانيات هائلة لكن تنحصر في تخصصاتهم كما لديهم ناد كبير به مسرح وملعب كرة قدم فيقيمون خلال العام من 12 إلى 16 معرضا داخل الجامعات تحت إشراف الملحقية لكن بمسمى الطلاب، ودائما لديهم رحلات طلابية في الأقاليم المصرية إضافة إلى الأنشطة الثقافية والعلمية الموضوعة في النادي فدور النادي عظيم وليس بالشيء السهل وطبعا هم جاهزون لهذا العام بأحد الفعاليات الخاصة للمعرض المقررة للجناح فلديهم أعداد كبيرة من الطلبة الشعراء ولديهم كذلك فرق شعبية متميزة للرقصات الفلكلورية السعودية.

أستشف من ذلك دعم الجناح السعودي لصغار الشعراء الصاعدين سواء كانوا طلبة أو غيرهم؟!

- كانت لدينا عدة نشاطات بالحفل الختامي قبل شهرين الذي أعده الطلبة تحت إشراف الملحقية في أحد الفنادق حيث قدموا فيها العرضة والرقصات السعودية على اختلافها.

وماذا يقدم الجناح السعودي للمشاركين به؟

- كل شيء منذ نزوله من الطائرة إلى مغادرته بها أيضا وأنا أقصد بذلك المشاركين من خارج القاهرة في الفعاليات أما الجهات المشاركة فيأتون لاستلام أجنحتهم ويجدونها مجهزة تجهيزاً كاملاً من قبل الملحقية من كتب وأرفف واستندات وكهرباء وحتى خطوط الإنترنت، وطبعا نحن كجناح سعودي يجب أن يكون تواجدنا سعودياً من حيث الكتب والإمكانات وحتى التجهيزات الصغيرة حيث سيجد الزائر للجناح تميزاً وأداء سعوديا واضحا جدا فنحن نحرص على أن تكون مشاركات المملكة في الخارج ذات طابع قوي ومتميز، وطبعا جهود د. خالد العنقري معالي وزير التعليم العالي ود. علي العطية نائب معالي وزير التعليم العالي واضحة جدا وهنا أوجه لهما الشكر على دعمهما المتواصل لنا وبإذن الله نكون عند حسن ظنهم. وقد خُصص مركز إعلامي كبير خاص بالجناح وعادة هو صلة الوصل بما يحدث في المعرض وبين الجهات الإعلامية، فهناك جميع المحطات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية التي ستقوم بتغطية جناح المملكة بشكل يومي، فدور المركز الإعلامي هنا هو عملية التنسيق وتزويد الصحف والمجلات بالأخبار أول بأول وملخصات الأحداث الدائرة في الجناح، كما يقوم بتسهيل عملية التواصل بين الإعلاميين والمثقفين في المملكة فهو مركز إعلامي ومقر علاقات عامة للجناح أيضاً.

هل هناك مؤلفات جديدة في الجناح مختلفة عن الأعوام السابقة؟

- نعم فمن ضمن شروطنا لدور النشر هو تقديم أثناء المعرض 25 عنواناً جديداً، فبعض الجهات مثل جهة مكتبة القانون والاقتصاد قدمت 36 عنوانا جديدا خاصة وأن هذه هي المشاركة الأولى لها في الجناح.

في اعتقادك ما هي الأهمية التي يقدمها معرض القاهرة الدولي للكتاب للمملكة؟

- من خلال جهتين فالجهة الحكومية غالبيتها لا تبيع إنما تعرض فقط فهي تتحدث من خلال جناح المملكة عن منجزاتها والكثير من الناس لا يعرف ما الجديد من الإنجازات التي تتم في المملكة خاصة مع عصر السرعة والتطور، فعند دخول الزائر لقسم وزارة الثقافة أو وزارة العمل أو أي جهة حكومية سيجد الباحث والسائل الكثير من الأجوبة على أسئلته حيث سيجد من الحراك الاقتصادي والتعليمي والصحي وغيرها.. أما دور النشر فيقومون بعرض جديدهم من خلال المعارض الدولية التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي والتي تزيد على 20معرضا خارج المملكة فتحقق الربح ونشر الكتب السعودية بالخارج.

كما تقوم بعض الجهات الحكومية عبر شاشة عرض بتوضيح دور المملكة وجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وخدمتها للحرمين الشريفين والتطورات والتوسعات الأخيرة ومجسمات للمدينة ومكة، كما أنه بكل جناح شخص متخصص يشرح ويوضح للزائر الكثير من المعلومات عن الجهة العارضة كالجامعات وتخصصاتها وآخر الأحداث بها وقاعدة بيانات وصور والكثير مما يمكن الزائر على سهولة استيعاب التطور السريع بالمملكة، ومن هنا أدعو كل مثقف مهتم بزيادة المعلومة أن يزور معرض الكتاب لينمي ويثري معلوماته بكل ما هو جديد سواء الجناح السعودي الذي يطلق عليه معرض داخل معرض فهو أجمل جناح بالمعرض عن غيره من الأجنحة الأخرى وكذلك ما يميز المعرض سهولة الحصول على الكتب لسعرها المناسب.

أخيرا ماذا عن إصدارات الملحقية الخاصة بالجناح؟

- يصدر تقرير سنوي عن الجناح بالمعرض بكل ما يميزه وكذلك تصدر من الملحقية مجلة الرسالة الثقافية التي تصدر كل ثلاثة أشهر.